لطالما اعتدنا على فكرة إقلاع وهبوط الطائرات على أرصفةٍ خرسانيّةٍ طويلة، ولكن مع ازدياد أعدادِ المسافرين جوًا؛ سيؤدّي ذلك لزيادةٍ في أعداد الطائرات وبالتالي مزيدًا من المطارات والتي ستأخذُ مساحةً كبيرةً لإنشائها.
لأجل ذلك اقترحَ مجموعةٌ من الباحثين الهولنديين من جمعيّة الطيران الأوروبي طريقةً جديدةً لتغيير هذا التفكير بشأن إقلاع وهبوط الطائرات، عن طريق مشروعهم ( المدرج اللانهائي – Endless Runway).
بنى الباحثون تصوّرهم لمطار المُستقبل، بأن يكونَ المطارُ في الوسط، وتتحوّل المَدَارِج الطويلة لتكون مدْرَجًا دائريًّا يبلغُ قطره (3.5) كيلومترًا بميلٍ جانبيّ؛ أشبَه ما يكون بمضمار السِباق،
يرى أنصارُ المدارج الدائريّة أنّ مِثل هذه التحوّل الموفّر للمساحة من شأنه أن يُقلل من كميّة الأراضي اللازمة للطيران، والتي من المُحتمل أن تُحرِر مزيدًا من العقاراتٍ ليتم استخدامها في مجالاتٍ أخرى، كما أنّه سيزيد من كفاءة الحركة الجويّة، حيث يصبح بإمكان ثلاث طائراتٍ أن تُقلع وتهبِط في آنٍ واحد، أي بزيادةٍ تصل لأربعةِ أضعاف الحركة في المدارج العاديّة.
يقول (هينك هيسلينك – Henk Hesselink) الباحث في مركز الفضاء الجوّي، «ستكونُ هذه المدراج أكثرَ أمنًا، وبإمكان الطائرات أن تُقلع وتهبِط في نُقاطٍ من الدائرة وذلك للتأكد أنّه ليس فيها أيةُّ رياحٍ مُقاطعة – تلك التي تُعامد إتجاه الطائرة-، وإنما فقط رياحٌ مُعاكسة.»
يضيف هيسلينك: « يمكن للمدارج الدائريّة أن تقضي على الإقلاع القاسي للطائرة الذي يُشبه ركوبَ السفينة الإفعوانيّة، وإن المسافرين سيختبرون شعُورًا مشابهًا عندما تدور الطائرةُ في الهواء، بالإضافة لأن الطائرة ستتحركُ بسرعة أبطأ نتيجة لقوّة الطرد المركزي.»
بالرغم من ذلك فإن المدرج اللانهائي لم يتمُ اختباره حتّى الآن إلا في مقصوراتِ مُحاكاة الطيران، ولكنَّ الفكرةَ أثارت الكثيرَ من النقاشات على شبكة الإنترنت، بيدَ أنَّ خُبراء آخرون عارضوا الفكرة، مستشهدين بأسبابٍ عدّة تبدأ بالجر وصولًا إلى مشاكل الرؤية وتحوّل الرياح.
- ترجمة: رامي الحرك.
- تدقيق: رؤى درخباني.
- تحرير : عيسى هزيم.