بقعتك (اللطخة):
يأتي التنكس البقعي في مقدمة الأسباب المؤدية إلى فقدان الرؤية، ويُعرف أيضًا بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر. تُشكل البقعة الصفراء جزءًا من الشبكية (منطقة في مؤخرة العين تحول الصور إلى إشارات تُرسل إلى الدماغ) وهي تساعدك على رؤية التفاصيل الصغيرة بوضوح. حين تصاب البقعة بالضرر، ستواجه متاعبَ في رؤية تلك التفاصيل. قد ترى مثلًا مخطط الساعة (الأرقام)، لكن لن تستطيع تمييز عقاربها.
أعراض التنكس البقعي:
تشمل العلامات الباكرة: تغيمًا في الرؤية، واضطرابًا في رؤية الألوان والتفاصيل الدقيقة. ما إن يصبح المرض أسوأ حتى تفقد الرؤية المركزية. قد تواجه مشاكل في القراءة والقيادة، وفي تبين وجوه الأشخاص. ستحتاج إلى إضاءة أسطع كي تؤدي مهامك اليومية، وستواجه صعوبةً في تقدير المسافات، أو في الخطو صعودًا وهبوطًا. تُعدُ الإهلاسات البصرية -إبصار أشياء ليست موجودة- إحدى العلامات أيضًا.
من تصيب؟
تصيب أكثر من عشرة ملايين مواطن أمريكي، ويزيد عدد المصابين بها عن عدد المصابين بالساد والزرق مجتمعين. تتجاوز أعمار أغلب المُشخَّصين بالتنكس البقعي الستين ربيعًا. ويعدّ الأشخاص البيض أكثر عرضة للإصابة مقارنةً مع الأشخاص من الأعراق الأخرى، وذات الأمر ينطبق على النساء إذا قُورِن بالرجال.
أسباب التنكس البقعي:
لا يعلم الأطباء بدقة سبب حدوث التنكس البقعي، لكن يتعلق تاريخك الأسري بالأمر. يزداد احتمال إصابتك بالمرض إذا كنت تملك أبًا أو شقيقًا أو طفلًا مصابًا. ومع ذلك، نمط حياتك يؤثر أيضًا. على سبيل المثال، يتضاعف احتمال الإصابة عند المدخنين مقارنة مع غير المدخنين. وتزداد فرص الإصابة عند الإناث مع تقدمهن في السن عمومًا، وعند اللواتي يتعرضن للأشعة فوق البنفسجية أيضًا.
أنماط مختلفة:
يعاني معظم المصابين النمط الجاف من التنكس البقعي. ويتميز بوجود رواسب دهنية صفراء أو بيضاء تسمى: براريق شفافة. تتشكل الأخيرة في شبكية العين، مسببة تلفها. يتدهور التنكس الجاف ببطء شديد. في نمطه الآخر (الرطب)، تُتلِف أوعية دموية شاذة البقعة الصفراء، وتغير شكل الشبكية. يعتبر النمط الجاف أشيع من نظيره الرطب، لكن الأخير مسؤول عن 90% من حالات العمى المسجلة بين المصابين بالتنكس البقعي عمومًا.
تشخيص التنكس البقعي:
قد يضع طبيب العيون قطرات في عينيك لتوسيع الحدقة، ما يسمح له باستخدام جهاز خاص يسمى منظار العين، إذ يُستخدم المنظار في البحث عن الرواسب الدهنية، وعن علامات أخرى للاضطراب في مؤخرة الشبكية. إذا ظن الطبيب أنك مصاب بالنمط الرطب، سيأخذ مقطعًا شعاعيًا لعينك، إذ يتبين الطبيب عبره وجود أوعية دموية مُضطربة من عدمه. قد تُعين الفحوصات السنوية طبيبك في الكشف عن علامات مبكرة حتى قبل ظهور أي أعراض.
علاج النمط الجاف:
قد يكون العلاج الأمثل لهذا النمط من التنكس عبر خليط من الفيتامينين C وE، ونوعين من مضادات التأكسد هما: اللوتين والزيازانثين اللذان يوجدان في الخضراوات الورقية وفي البيض، إضافةً إلى أطعمة أخرى، وهما يساعدان على تخليص الضوء من الأطوال الموجية الزرقاء عالية الطاقة التي قد تؤذي الخلايا في عينيك. هما ليسا علاجًا للمرض، لكن ربما يبطئان من تفاقمه.
علاج النمط الرطب:
فيما يخص هذا النمط، قد يوصي الطبيب بدواء يعيق مادة كيميائية في جسمك، تعد مسؤولةً عن تضخم الأوعية الدموية الشاذة في الشبكية، تُسمى عامل النمو البطاني الوعائي (VEGF). وتتضمن الخطة العلاجية حقنة من الدواء في العين، تُعطى كل بضعة أشهر أو أسابيع، وتُعرف هذه الخطة بالمعالجة المضادة لـ(VEGF). يعتمد عدد المرات التي ستُحقن بها، ومدة العلاج على: الدواء النوعي، ومدى فاعليته.
الجراحة الليزرية:
إذا كنت مُصابًا بالتنكس البقعي الرطب، قد يوصي طبيبك بالجراحة الليزرية التي تُجرى عبر تصويب حزمة ليزرية نحو الأوعية الدموية الشاذة في عينيك، مسببة إتلاف تلك الأوعية. هنالك أيضًا ما يُعرف بالعلاج الضوئي الحركي (PDT). وينطوي هذا العلاج على حقن دواء خاص -حساس للضوء- في جسمك عبر أحد أوردة الذراع، ثم إثارته عن طريق شعاع ليزري لتدمير الأوعية الدموية الشاذة.
استعادة الرؤية:
في حالات متقدمة من التنكس البقعي الجاف، قد يقترح الطبيب استبدال عدسة العين بمنظار-telescope بحجم حبة البازلاء، فيضخّم المنظار الصور، الأمر الذي يخول الأجزاء السليمة من الشبكية رؤيتها. لا يلائم الحل السابق الجميع، ومنهم الذين خضعوا لجراحة الساد.
التكنولوجيا:
تستطيع وفرة من الأجهزة ذات التقنية العالية مساعدتك على ممارسة حياتك اليومية. يمكنك الحصول على منظار يُوضع على نظاراتك الطبية، مانحًا إياك القدرة على رؤية الأشياء البعيدة. يستطيع برنامج حاسوب تحويل الكلمات على الشاشة إلى كلام يُمكن سماعه. وتساعدك الدارة التلفزية المغلقة المكبرة (CCTV Magnifier) على رؤية كتاب أو عملية تطريز على شاشة تلفزيونية.
تغيير نمط الحياة:
لا يوجد علاج للتنكس البقعي، لكنك تستطيع إبطاءه والحد من تفاقم أعراضه بانتهاج خيارات صحية عديدة، مثل: التمرن بانتظام، وارتداء نظارات شمسية للوقاية من الشمس، والإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخنًا. حاول اتباع حمية صحية غنية بالخضراوات المورقة والسمك. وقد يكون مفيدًا أيضًا تحققك بصورة دائمة من: مستويات الكوليسترول في الجسم، وضغط الدم.
الدعم العاطفي:
يمكن لفقدان البصر التأثير في حياتك بشدة، إذ سيترتب عليك تغيير طريقة قيامك بالعديد من المهام، كالقراءة والكتابة، وقد تضطر للاعتماد على عائلتك وأصدقائك بصورة أكبر مما سبق. قد تشعر بالكآبة، لذا ربما يساعدك التحدث إلى ناصح، أو إيجاد مجموعة دعم محلية تساعدك على استيعاب تلك العواطف.
البحث العلمي:
تستقصي الأبحاث العلمية إمكانية إيجاد عدة علاجات جديدة. أظهرت أدوية تخفض الكوليسترول آمالًا في تقليل الرواسب الدهنية التي تسبب بدورها التنكس البقعي الجاف. كذلك قد تساعد جرعات مخفضة من الأشعة السينية على تخريب الأوعية الدموية الشاذة المميزة للنمط الرطب. تُختبر أدوية جديدة قد تحسن أيضًا من رؤيتك، ترافقها أعراض جانبية أخف وطأة.
اقرأ أيضًا:
خمس نصائح للحفاظ على صحة العين
ما الذي يسبب هذه الحلقة البيضاء الغريبة في عين هذه المرأة؟
ترجمة: باسل الجردي
تدقيق: مازن النفوري
مراجعة: رزان حميدة