يُعد المخيم الترفيهي من أفضل وسائل التواصل مع الطبيعة، والفضل في تميز هذا النشاط عن غيره إلى هو اختلافه عن الحياة العادية؛ الطبخ على النار بدلًا من فرن الغاز، والنوم تحت النجوم بدلًا من سقف صلب، وجلب الماء على الظهر بدلًا من فتح الصنبور.
يبدو كل ما ذُكر رومانسيًا جدًا إلى أن تستيقظ في منتصف الليل مع حاجة ملحة لقضاء حاجتك ولا تستطيع العثور على المصباح الكاشف بجانب كيس النوم.
إذا أمككنا تحسين شيء واحد في التخييم، فسيكون توفير الإضاءة الليلية. فالمصابيح الكاشفة التي تعمل بالبطارية تضيع بين المعدات بسهولة، وأي شيء يعمل بالبطارية له وقت محدود، والمصابيح بإمكانها أن تستهلك ثماني بطاريات بحجم D في غضون يومين. والبطاريات، ثقيلة جدًا وتأخذ حيزًا مكانيًا كبيرًا. فما العمل؟
يمكن استخدام مصدر ضوء النهار الطبيعي المتمثل في الشمس، لتوليد الكهرباء إلى أن يحل المساء.
الطاقة الشمسية مصدر الطاقة البديلة الرائجة حاليًا، ولم تعد فقط ألواحًا شمسية عملاقة على المباني.
تعمل القوات العسكرية الأمريكية على تطوير نسيج لوحات شمسية مرنة يمكن استخدامها في الخيام والأزياء الرسمية. وقد اتضح أنه بالإمكان استخدام ألواح شمسية صغيرة ومحمولة لتزويد مختلف الأجهزة بالطاقة على غرار الهواتف الخلوية، ومشغلات ملفات الصوت المضغوطة MP3 والكاميرات الرقمية في المدن ولإضاءة الخيمة من الداخل.
الخيام التي تعمل بالطاقة الشمسية ليست شائعة جدًا، لكنها متوفرة. وتوجد بعض النماذج التي تعمل بطاقة الرياح المتاحة أو التي ما تزال قيد التطوير، ولكنها موجهة غالبًا للاستخدامات واسعة النطاق مثل المهرجانات الموسيقية والتطبيقات العسكرية.
إحدى المنتجات المعروضة حاليًا للاستخدام الفردي هي خيمة الغابات وودز EZ-Tent التي تعمل بالطاقة الشمسية، وفي هذا المقال، نتطرق إلى بعض المعلومات حول خيمة وودز لنعرف كيف تستخدم تكنولوجيا الطاقة الشمسية لتغيير حالة الإضاءة في رحلة التخييم.
لحسن الحظ ، يعتبر التخييم باعتماد الطاقة الشمسية أمرًا بسيطًا جدًا.
إضاءة خيمة تعمل بالطاقة الشمسية:
قد يبدو ذهابك لتشغيل الضوء في خيمة مخالفًا للعادة. وبالنسبة للرحالة المتشددين، قد يكون الأمر مبالغًا فيه. أما بالنسبة لبقية محبي هذا النشاط، وخاصة أولئك الذين يخيمون مع عائلاتهم، فهم يعتبرون أن إضاءة الخيمة بطريقة بسيطة، قد يكون مفيدًا.
على ما يبدو، فإن ثمن الخيمة في المتناول؛ إذ يتراوح ثمن خيمة معدة لأربعة أشخاص أو ستة أشخاص بين 200 و250 دولارًا أمريكيًا علمًا أنها مزودة بالميزات المعتادة، مثل نوافذ الشبكات وغطاء واقٍ من المطر (وهو طبقة منفصلة تغطي الخيمة). ولكن يوجد في أعلى الخيمة، تحت هذا الغشاء، شيء فريد من نوعه: لوح شمسي بقطر 7 بوصات (17 سنتيمتراً) تضعه في أثناء تركيبك للخيمة. فالشمس تصل إلى اللوحة من هذا الغطاء الذي يمتلك نافذة بلاستيكية شفافة تسمح لضوء الأشعة فوق البنفسجية بالسطوع عبرها.
تشحن اللوحة الشمسية شيئين داخل الخيمة: سلسلة من أضواء LED مثبتة على السقف تعمل إضاءةً مدمجة، ومصباحًا ضوئيًا قابلًا للتفكيك معلقًا من وسطه، وهو أشبه بثريّا ريفية.
توفر شحنة كاملة من اللوحة الشمسية من ساعتين إلى أربع ساعات من الإضاءة الداخلية. تحتاج اللوحة الشمسية للشحن الكامل من أربع إلى ست ساعات من أشعة الشمس المباشرة أو من ثمانية إلى عشرة ساعات من أشعة الشمس غير المباشرة.
يمكن ضبط الأضواء لتشغل تلقائيًا عندما تغرب الشمس. ليست الطاقة الشمسية المخزنة فوق الخيمة فقط مخصصة لمصابيح LED، إذ يمكنك أيضًا توصيل شاحن البطارية إلى مصدر الطاقة لشحن جهاز محمول. سوف تُستنزف طاقة الإضاءة بطبيعة الحال. ولكن إذا كنت تخيم في مكان مشمس إلى حد كافٍ، ستتمكن ربما من تجميع بعض الطاقة بغرض الادخار.
مع الزيادة الكبيرة في التخييم الصديق للبيئة، لن تحتاج إلى الخيام التي تعمل بالطاقة الشمسية لتشغيل الأجهزة بالطاقة الشمسية، إذ سيكون هناك الكثير من شاحنات البطاريات التي تعمل بالطاقة الشمسية في السوق، إلى جانب أجهزة تعمل بالطاقة الشمسية خاصة بالتخييم مثل أجهزة الراديو AM/FM والمراوح والمصابيح. لكن الخيمة التي تسمح لك بتشغيل الأضواء عندما تمشي في الداخل ما تزال تعد ابتكارًا رائعًا للطاقة الشمسية.
قد لا تكون الخيام صديقة للبيئة بالضرورة؛ فهي مصنوعة من الكلوريد متعدد الفاينيل المعروف تحت اسم البولي فينيل النفطي -على غرار أغلب الخيام- ويقول بعضهم أن أعمال التصنيع الإضافية التي تتدخل في بناء مصابيح LED داخل الخيمة، ربما تلغي أي مكاسب بيئية من إزالة البطاريات.
اقرأ أيضًا:
تكنولوجيا جديدة صديقة للبيئة تولد الكهرباء من طبقات الهواء الرقيقة
نوع جديد وذكي من خلايا الطاقة الشمسية قد يستخدم في النوافذ
ترجمة: فاطمة البجاوي
تدقيق: حسين جرود
