استبعدت دراسة، أجراها علماء من جامعة لورين، جامعة مانشستر، ومعهد فيزياء الأرض بباريس، نظرية كانت مطروحة لتفسير كيف كان الكوكب دافئًا بما فيه الكفاية للحفاظ على أشكال الحياة البدائية في حينِ أنّ الطاقة الشمسية تقريبًا ثلاثة أرباع أقل مما هي عليه اليوم. النظرية كانت تقول بأنه من الممكن أنّ نسبة النيتروجين كانت أعلى في الغلاف الجوي آنذاك الأمر الذي كان من شأنه تضخيم تأثير الاحتباس الحراري لثاني أكسيد الكربون مما سمح للأرض بأن تظل خالية من الجليد.
لاختبار صحة هذه النظرية، قام الفريق البحثي بتحليل عينات دقيقة من الهواء المحبوس في فقاعات الماء في عينات من المَرْو (الكوارتز) في منطقة بشمال أستراليا والتي تتميز بوجود الصخور القديمة في حالة حفظ جيدة. قام الفريق بقياس كمية ونسب الوفرة لعناصر النيتروجين والأرجون في الهواء القديم، فالأرجون غاز خامل ويُمثّل عنصر مثالي لرصد تغير الغلاف الجوي.
باستخدام قياسات النيتروجين والأرجون استطاعوا إعادة بناء تصور لما كانت عليه كمية ومكونات نظائر النيتروجين التي ذابت في الماء خلال العصور القديمة، وبالتالي تصور لطبيعة المناخ آنذاك، الذي كان في توازن مع الماء. وجد الباحثون أنّ الضغط الجزيئي للنيتروجين في الغلاف الجوي في هذا الوقت كان مماثلا أو ربما أقل قليلا مما هو عليه في الوقت الحاضر. فقاموا باستبعاد النيتروجين كواحد من الحلول المتنافسة على حل لغز المناخ هذا.