طور فريق من الباحثين في جامعة “باليرمو” في ايطاليا تطبيقاً جديداً يساعد المكفوفين على التحرك داخل المباني والأماكن الضيقة حيث لا تعمل خاصية الـ GPS. تم تمويل هذا التطبيق من قبل مؤسسة “اندريا بوتشيلي” حيث كان الهدف هو مساعدة المكفوفين على العثور على طريقهم داخل الأبنية بطريقة مسارات مرسومة أو ملصقة على الارض مسبقاً.
الفكرة ببساطة هي أن يتمّ استخدام الهاتف الذكي على أنّه مستشعر (مثل العصا التّقليديّة). إذ يقوم المستخدم بتوجيهه نحو الارض مع تثبيت إصبع المستخدم على شاشة الهاتف، وتحريك الهاتف يميناً ويسارًا لمسح صورة الأرضية. يقوم التطبيق بتحليل الصور والاطارات التي وفرتها الكاميرا ليحدد موضع المسار، وفي اللحظة التي يتوضع فيها المسار تحت إصبع المستخدم يهتز الهاتف معلماً المكفوف إذا كان عليه الإستمرار بخطّ مستقيم أو الإلتفاف يمينًا أو يسارًا.
قد يبدو أحياناً أن الهواتف المعتمدة على حاسة البصر قد لا تكون ذات منفعة للمكفوفين، إلاّ أنّ الباحثين حول العالم يعملون على اثبات عدم صحة هذا الافتراض. الهواتف الذكية تأتي مزودة بكاميرات ممكن تزويدها بتطبيق لتمييز الصور. كما يمكن أيضا الاستفادة من نظام تحديد المواقع بتوصيله بتطبيقات تقرأ الخرائط والإتجاهات عبر مكبر الصوت. غير أن هذه الطريقة قد لا تجدي نفعاً بسبب امكانية وجود ضجيج حول المكفوف مما قد يمنعه من سماع المسارات بشكل واضح. لذا استخدم الباحثون طريقة الإستجابة اللمسية المشابهة للعصا اللتي يستخدمها المكفوفين. التطبيق لا ينبه المكفوف في حال وجود عوائق وإنما يوجه المكفوف إلى المسار الخالي من العوائق موفراً بذلك أكبر قدر ممكن من الأمان.
هنالك عائق وحيد أمام استخدام مثل هذا التطبيق وهو بالطبع قلة المناطق المزوّدة بهذه المسارات. بعض الأشخاص سليمي النظر قد يمانعون وجود هذه المسارات على الأرضيّة بحجة أنّها بشعة، ولذلك يبحث مطوّروا التطبيق الآن عن إمكانية استخدام الأشعة تحت الحمراء بدلاً عن المسارات المرئية مستقبلاً.
يعرف التطبيق بإسم “ARIANNA” وقد وفّر مطوّروه مزيداً من المعلومات حوله وحول آلية عمل التطبيق على الرّابط التالي:
arxiv.org/abs/1312.3724