تصاعد عنف مجموعات الغوريلا في الغابات! ما الذي يحدث؟


على الرغم من كونِهِ أذكى الحيوانات على سطح الكوكب, إلَّا أنَّ الإنسان (البدائي أو الحالي) قد يكون أكثرها وحشية, ويشهد بذلك تاريخ البشرية المتقلب و المليء بالحروب, التعذيب و إراقة الدماء.

على الرغم من معرفتنا بممارسة فصائل أخرى من القردة العليا العنف الجماعي, إلَّا أنَّ الغوريلا, وحتى وقت قصير, اعتُبِرت كائنات مسالمة, لكنَّ العلماء بَدَأوا بملاحظةِ تغيُّرات غريبة في سلوك غوريلا الجبال الوحشية, فبعضها يقوم بهجمات وحشية ضد أفرادٍ عاجزين.

وفقًا لدراسة حديثة نُشرِت في مجلة scientific journals”” , نوَّهَ الباحثون الأمريكيون, وبالتعاون مع مركز أبحاث “كاريسوك” في رواندا, إلى عدم وجود هجمات غوريلا جماعية تذكر, حتى لاحظوا حصول تغيرات ديموغرافية غير مفهومة في مجموعات الغوريلا الموجودة في حديقة “فيرونغا” الوطنية الواقعة في جمهورية الكونغو الديمقراطية, وذلك في تسعينيات القرن الماضي.

قبلَ ذلك, لطالما تكوَّنت المجموعات من ذكر واحد وعدة إناث, ولسبب ما, فجأة توقف الذكور الشباب عن مغادرة مجموعاتهم التي ودلو فيها, لينتج عن ذلك أنَّ ما نسبته ربع الذكور يعيشون في مجموعات تحتوي على ثلاث ذكور أو أكثر.

هذا التغير الكبير جَعَل الباحثينَ يلاحظونَ بعض المؤشرات على الأعمال الوحشية، وقد وَصَفوا في دراستهم ثلاث حالات عن أعمال وحشية مفصلة بدقة. في الأولى، يوثِّقونَ هجوم مجموعةٍ مكونة من 26 فرد- من ضمنهم صغار الغوريلا، اليافعين و الإناث- تدعى مجموعة “بيتسم”على الذكر المنفرد “إنشوتي”.

يضيف المشاركون في البحث: “أحاطَ أفرادَ المجموعة “إنشوتي” لدرجة أنه صعُب علينا تمييزه تحت بقية الغوريلا، وقد كانَ سلوك الذكر قائد القطيع الأعنف, فَبينَمَا كانت بقية الغوريلات تسلخ أجزاء من شعر “إنشوتي”, تعضه, ترفسه و تضربه, كان الذكر قائد القطيع يغرس أسنانه في جسد “إنشوتي” محركًا رأسه للأمام والخلف”.

لحسن الحظ استطاعَ “إنشوتي” الهَرَبَ بعدَ ثلاثِ أو أربعِ دقائق, لكنه هوجم لاحقًا في شهر أيار 2013 من قبل ذكر وتسع إناث ينتمون لمجموعة “تيتوس”.

حالف الحظ “إنشوتي” إثناء الهجوميين, فقد استطاع الهرب, لكن الحظ لم يكن من حليف ذكر آخر يدعى “بيكوي” , فقد هاجمه 42 فرد من مجموعة بابلو في شهر حزيران 2010.
يمثل الظهور المفاجئ للعنف الجماعي عند غوريلا “فيرونغا” أحجية حقيقية بالنسبة لحماة البيئة العاجزين عن تفسير هذا السلوك.

على الرغم من توسُّع رقعة وجود الغوريلا في السنوات السابقة لا يزالونَ بعيدينَ عن تشكيل مجموعات كبيرة كفاية لتتنافس على الغذاء أو مناطق التواجد، صحيحٌ أنَّهُ ليسَ غريبًا أن تنخرِطَ الذكور قادة المجموعات في القتال من أجل الإناث إلَّا أنَّ سبب مشاركة الصغار و الإناث في هذه الهجمات يبقى أمرًا مجهولًا.

بغضِّ النظرِ عن سبب هذه الهجمات الشبيهة بهجمات العصابات, يقول المشاركونَ في الدَّراسة أنَّها تدلُّ على وجود تشابه بين الإنسانِ والغوريلا أكثر مما كنا نعتقد في السابق, فالاثنان، الغوريلا و البشر, قادرون على تشكيل مجموعات دموية!!


إعداد: أوراس الجاني.
تدقيق: هبة أبو ندى
المصدر