سافر البشر إلى القمر وكشفوا أسرار ظاهرة الهمهمة المجهولة في بلدة الطوس وظاهرة قِدر الشيطان (أو الشلالات مجهولة الوجهة) وربما أهرامات مصر أيضًا . ولكن لا تزال هناك ظواهر عديدة لم يستطع العلم تفسيرها حتى الآن . على الرغم من تَوصّل العلماء لعدة نظريات حول الظواهر التالية، لا يمكن لأحد أن يحدّد بدقّة السبب وراء حدوثها.
لا يزال العلماء غير متأكدين من سبب تثاؤب الناس
إنّ التثاؤب هو شيء تفعله كل يوم، لكن وبشكل غريب لا يزال العلماء غير متأكّدين من سبب حدوث ذلك. مؤخّرًا، تقدّم مجتمع العلماء نحو فكرة تقول بأن التثاؤب هو ظاهرة لتنظيم درجة الحرارة الداخلية؛ يقوم بها الدّماغ بغرض تهدئته. ولكنّ تعريفه البيولوجي لا يزال غير واضح. أبعد من ذلك، لم يتأكد العلماء بعد من سبب كَون هذه الظاهرة مُعدية بين الحيوانات الاجتماعية بمقدار كونها كذلك بين البشر. نُشرت دراسة عام 2005 من مركز أبحاث الدماغ الإدراكي، وجدت بأن الشبكات في الدماغ مسؤولة عن التعاطف مع الغير والمهارات الاجتماعية، وتتفعّل عندما يتثاءب أحدهم. لاحَظ الباحثون أن حيوانات الشمبانزي بإمكانها التقاط عدوى التثاؤب من البشر. «نسخ التعابير الوجهية للآخرين يُساعدنا على قراءة وفهم وضعهم الحالي»، هذا ما قاله ماثيو كامبيل رئيس مركز أبحاث (يركس – Yerkes) الوطني في جامعة (أيموري – Emory). ولذلك، فبالنسبة لدراسة واحدة فإنّ الأشخاص ذوي الاضطرابات العقليّة ليسوا سريعي التأثّر بعدوى التّثاؤب.
اقرأ أيضاً: سبعة أجسام في الفضاء لا يمكننا تفسيرها
هذا الفطر لا ينمو إلّا في تكساس واليابان؛ والعلماء لا يستطيعون تفسير الأمر
إن فطر (Chorioactis geaster) هو النوع الوحيد من فصيلة فطر Chorioactis، وهو يوجد فقط في تكساس واليابان. الموقعان موجودان على خط العرض نفسه، ولكن لم يستطع علماء الفطريات اكتشاف سبب نمو ذلك الفطر في هاتين البقعتين. اقترحت دراسة حول الحمض النووي للفطر، نشرتها جامعة هارفرد في عام 2004، أن السكّان كانوا منقسمين إلى نسَبَين منذ 19 مليون سنة مضت. هذا الفطر معروف في تكساس باسم “سيجارة الشيطان” لأن شكله يشبه السيجارة قبل أن يتفتّح إلى شكل نجمة.
لا أحد يعلم لماذا يملك القطب الشمالي لكوكب زحل عاصفة مُلتفّة سُداسيّة الشكل
في القطب الشمالي لكوكب زحل، يوجد نظام طقسي حجمه مِثليّ حجم كوكب الأرض، وله شكل سداسي غريب. تم تصوير وملاحظة العاصفة منذ سنوات من قبل المركبة الفضائية (Cassini) التابعة لناسا ولكنّها لا تزال غامضة. الشكل السداسي الغامض الذي يحدث بشكل طبيعي ولاحَظهُ العلماء، قد شوهِد أيضًا في بنية الكريستال، لذلك لا يملك العلماء أي فكرة حول تفسير شكل عاصفة زحل. لزيادة تعقيد الأمر، يبدو أن العاصفة قد غيّرت لونها مُنتقلةً من اللون التركوازي إلى الأصفر خلال بضع سنوات.
اقرأ أيضًا: و اخيرا استطاع العلماء رؤية ما وراء غيوم المشتري الملونة
انتقلت الحيتان المُحدّبة من كونها كائنات منعزلة إلى كائنات تعيش في جماعات كبيرة، وهو تحوّل لا يزال علماء البيولوجيا البحرية يحاولون تفسير سببه.
إن الحيتان المُحدّبة هي كائنات منعزلة بشكل فطري، لكنّهم بدؤوا بالتّزايد في مجموعات تضم من 20 حتى 200 فرد على ساحل جنوب إفريقيا خلال السنوات العديدة الماضية وذلك وفق دراسة نشرتها جامعة بريتوريا عام 2017. علماء البحرية لا يعلمون لماذا تغيّرت طبيعة تلك المخلوقات، ولكن كان هناك زيادة في أعداد تلك الحيتان ما قد يُفسّر جزئيًّا تلك الظاهرة. «من غير المألوف رؤيتها في جماعات كبيرة إلى هذا الحد»، وهو ما قاله جيسلي فيكينغسون، رئيس الأبحاث المتعلقة بالحيتان وجمعية أبحاث المياه العذبة في آيسلاند، لموقع New) scientist).
لا يوجد أي تفسير لتلك الأشجار المُقوّسة الموجودة في ما يُسمّى غابات الرقص في روسيا
المُلقّبة بغابة الرقص، تلك المنطقة في (كالينغراد – Kaliningrad) مليئة بأشجار الصنوبر الملتوية بشكل لولب أو حلقات أو أشكال أخرى. زُرِعت تلك الأشجار بين عامي 1960 و 1970 وهي النوع الوحيد من الأشجار الذي يتّخذ ذلك الشكل. بحسب دليل أو كتاب (Atlas Obscura) بعض النظريات تتضمن ظواهر مثل الرياح الشديدة، التربة غير المستقرة وتطفُّل اليرقات. بعض السكّان المحلّيين يسمّونها بغابة المخمور أو السكّير.
المادة المظلمة ليست مادة عادية ونحن لا نفهم الكثير عنها
تتكون الذرات في أي مادة من بروتونات ونترونات وإلكترونات، ولكن تركيبة المادة المظلمة لا تزال غامضة. تقول إحدى النظريات بأن المادة المظلمة تتكون من جزيئات لم نستطع تحديدها أو تمييزها بعد. اقترحت دراسة نُشرت عام 2016 أن المادة المظلمة قد تكون عبارة عن ثقوب سوداء أوليّة. المادة المظلمة لا تعكس ولا تُشِع الضوء، ولكن التجمعات الكبيرة للمادة بإمكانها أن تسبب انحناء الضوء. وهذه هي طريقة معرفة العلماء بوجود تلك المادة. على اعتبار أن معرفتنا بالفيزياء والكون صحيحة، يوجد من المادة المظلمة أكثر مما يوجد من المادة بشكل عام في الوجود. في الواقع، المادة المظلمة مطلوبة من أجل التأثيرات المتعلّقة بالجاذبية لكي تكون قوية بما يكفي لتكوين الكواكب والمجرّات.
اقرأ أيضاً: كسوف غامض للشمس في سيبيريا ولا تفسير علمي قاطع لما حدث
يفهم العلماء كيفية إصدار القطط لصوت القرقرة لكنّهم ما زالوا غير متأكدين من سبب قيامها بذلك
لوقتٍ طويل، كانت آليات إصدار القطط لصوت القرقرة لغزًا غير محلول. بحسب BBC، فإن الفكرة ذات الانتشار الكبير هي تقلّص العضلات حول حنجرة القطّة ما يسبّب الاهتزاز الذي يُحدِث صوت القرقرة المُعتاد. ولكن سبب قيام القطط بذلك لا يزال قيد النقاش. إحدى الفرضيات تقول بأن القرقرة تشجّع نمو العظام لأن تردّد الاهتزاز يؤدي إلى تصلُّب العظام للاستجابة للضغط. «القرقرة ذات التردد بين 25 حتى 100 هرتز تتوافق مع ترددات شفاء مؤكّدة في الأدوية العلاجية للبشر»، وهو ما قاله غاري ويتزمان (Gary Weitzman) لـ BBC، وهو طبيب بيطري والمدير التنفيذي لمؤسسة المجتمع الإنساني في سان دييغو.
إنّنا نتلقّى مئات الإشارات المبهمة والغامضة من الفضاء كل ثانية
سلسلة الطقطقات الراديوية أو الظاهرة التي تُختصَر باسم (FRB) هي إشعاعات مقتضبة رائعة للضوء الراديوي، تُطلِق طاقة تعادل الشمس 500 مليون مرة.
يعتقد روّاد الفضاء أن إشعاعًا يحدث تقريبًا كل ثانية، ولكن حوالي 30 إشعاع فقط قد تمّ التعرّف عليه أو تحديده. إشعاع (FRB121102) الذي نشأ خارج مجرّة درب التبانة، هو الإشارة الوحيدة التي ظهرت أكثر من مرة في نفس الموقع. تمّ ربط هذا الإشعاع بنجم نيوتروني صغير وهو واحد من أكثر الأجسام كثافة في الكون. أظهرت الدراسات مؤخّرًا أن (FRB121102) هو واحد من نوعين من سلاسل الطقطقات الراديوية السريعة.
يوجد في سيبيريا فوّهة بركان “من مكان آخر” لم يتم تفسيرها بعد
فوهة البركان الضخمة المُلقّبة بـ (Patom) وفقًا لاسم نهر قريب، هي هضبة صغيرة عرضها 520 قدمًا وعمقها 139 قدمًا مصنوعة من حجر الكلس. بعض السكّان المحليين يدعونها بعشّ نسر النار، ويعتقدون أن هذه الظاهرة مرتبطة بالموت الذي تسبّب في قصور نموّها وعدم رغبة الحيوانات بالاقتراب منها. أعلن عن هذه الفوهة لأول عالم الجيولوجيا الروسي فاديم كولباكوف عام 1949، لكنّها كانت موجودة قبل 500 عام مضى. تتضمّن الأفكار حول أصل هذه الفوهة الانفجارات النووية والسفن الفضائية. ولكن قال موقع (Russia Beyond) أن أكثر النظريات رواجًا هي انفجار بخاري حدث إمّا خلال توضّع الماغما في الصخور المائية أو التصدّع وزوال الضغط عن الصخور المائية الساخنة.
ترجمة: كارينا معوض تدقيق: رزوق النجار
المصدر: المصدر