رجل من هونغ كونغ أصبح أول إنسانٍ يُصاب بفيروس التهاب الكبد الوبائي (E) الذي يُصيب الجرذان فقط.
أجرى الرجل البالغ من العمر 56 عامًا عملية زراعة كبد في مستشفى كوين ماري بجامعة هونغ كونغ في أيار 2017، وفقًا لمجلة South China Morning Post.
وبعد عدة أشهرٍ من الزرع، بدأ يعاني من مشاكلٍ في الكبد، وفي أيلول من ذلك العام أظهرت التحاليل بأنّه مصاب بالفيروس الذي يصيب الجرذان مسببًا التهاب الكبد الوبائي.
لا يعتقد الأطباء أنّ الرجل أُصيب بهذا الفيروس من إنسانٍ آخرٍ. فالمتبرع بالكبد ومتبرعو الدم كانت تحاليلهم سلبيةً.
لذلك، فمن غير الواضح كيف انتقل الفيروس من جرذٍ إلى إنسانٍ.
أحد الاحتمالات هو أنّ الرجل أكل الطعام الملوث بفضلات الجرذان.
وقالت الصحيفة أنّ الرجل يعيش بجوار حاويةٍ للمهملات حيث لا تكون ظروف الحياة صحيةً هنالك.
وعندما اختبر الباحثون الجرذان في المنطقة وكذلك أخذوا عيناتٍ من مياه الصرف، لم يجدوا أيّ علامةٍ على وجود الفيروس.
ولم يحدث ذلك إلّا بعد أن اختبروا عيناتٍ مجمدةً من جرذٍ من عام 2012 كان يجوب المنطقة في وقتٍ سابقٍ، ووجدوا أنّه مصدر محتمل؛ لأنّ الجرذ الميت كان مصابًا بالفيروس، وفقًا لما ذكرته الصحيفة.
لكنّ هذا الاكتشاف لا يقدم إجابةً واضحةً تمامًا.
كيف حدث هذا؟
قال الدكتور أميش أدالجا وهو الباحث البارز في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي والذي لم يكن مشاركًا في تشخيص حالة المريض: «يمكن أن تنتشر الأمراض المعدية من الجرذان إلى البشر بسهولةٍ تامةٍ، وهذا بفضل الكثير من القواسم المشتركة بين الجرذان والبشر».
لكنّ إصابة رجلٍ واحدٍ ليست بالضرورة علامةً على هجمةٍ وبائيةٍ لالتهاب الكبد الفيروسي في المستقبل.
قال أدالجا: «من المهم أن نتذكر بأنّ هذا المصاب كان مريض زراعة الكبد، لذا فهو أكثر عرضةً للإصابة بالفيروس من الشخص الطبيعي».
يجب على متلقي زراعة الأعضاء تناول الأدوية الكابحة لجهاز المناعة بحيث لا يرفض الجسم العضو الجديد؛ ما يجعلهم أكثر عرضةً للإصابة.
وقال أدالجا: «في الواقع، يمكن أن يكون مزيج الجهاز المناعي الضعيف للرجل والتعرض لفضلات الجرذان قد تسببت بهذه الحالة الفردية».
وقال: «فقط لأنّ هذه هي الحالة الأولى الموثقة من عدوى التهاب الكبد الفيروسي لدى الإنسان، لا يعني أنّها المرة الأولى التي حدثت في التاريخ».
وأضاف: «هناك العديد من الإصابات التي لا تُشَخَص أو رُبَّما تشخص بطريقةٍ خاطئةٍ».
وقال أدالجا إنّ التهاب الكبد في الجرذان له ترميز وراثيّ مختلف عن السلالة البشرية، لذا فهو على الأرجح لا يمكن أن يكتشفه التحليل الروتينيّ.
ولكنّ بسبب وجود هذه السلالة في الجرذان في جميع أنحاء العالم، فقد يكون الوقت قد حان لتعديل الاختبارات التشخيصية المستخدمة في التهاب الكبد لتشمل مثل هذه السلالات، لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يعالج حالات التهاب الكبد غير المفسرة، حسب قوله.
كما قال أدالجا:«من الواضح أنّ العديد من الناس مصابون بالتهاب الكبد، بناءً على أعراضهم، لكن اختباراتهم سلبية على جميع السلالات البشرية المعروفة بوجودها».
غامر الباحثون بتخمينٍ آخرٍ: أن الترميز الجيني للفيروس يمكن أن يكون قد تغير أيضًا، ما يمنحه القدرة على إصابة البشر.
لكن أدالجا قال إنّه يعتقد بأنّ ضعف الجهاز المناعي المكتسب للرجل هو على الأرجح التفسير الصحيح لهذه الحالة.
وقال: «إذا حدث هذا في شخص لم يكن قد خضع لزراعة كبد، فيمكنك الحصول على مزيد من القواعد للتفكير حول الطفرات في الفيروس، وإنّ بعض الخطوات التالية في التحقيق قد تكون اختبار الأشخاص في المنطقة نفسها -خاصةً أولئك الذين لا يعانون من ضعف مناعي- والذين رُبَّما يكونون قد تعرضوا للجرذان».
تعافى هذا المريض تمامًا بعد العلاج بأدويةٍ مضادةٍ للفيروسات والتي تستخدم لعلاج السلالة البشرية من التهاب الكبد.
يمكن أن يكون سبب الالتهاب الكبدي عوامل مختلفةً، بما في ذلك الفيروسات أو الكحول.
إذ تنتشر السلالة البشرية من التهاب الكبد عادةً من خلال المياه القذرة، وفقًا لـ مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها – CDC.
أعراض التهاب الكبد عادةً ما تكون خفيفةً ويمكن أن تشمل الحمى وآلام البطن واليرقان ومعظم الحالات تُشفى من تلقاء نفسها، بحسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
- ترجمة: كنان مرعي.
- تدقيق: رند عصام.
- تحرير: عيسى هزيم.
- المصدر