تعتبر الروح المعنوية العالية هي الأهم في أي مهمة فضائية ناجحة.
حيث تشكل ضغوط العمل العالية ضغوطًا هائلة على رواد الفضاء.
لذلك لا عجب أنه خلال السنوات 59 من تأسيسها، فإن الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) قد كان لديها العديد من الأشخاص المرحين.
نحن في هذا المقال لن نتحدث عن أمور جادة وخطيرة والتي ربما شكلت خطر على مهام وكالة ناسا.
إن هذه المواقف المضحكة كانت جميعها مقبولة وسخيفة، والتي لن تكون بالضرورة مرتبطة بطاقم يمشي على سطح القمر.
ولكن عندما تكون وظيفتك هي الانطلاق إلى الفضاء بسرعة 17.500ميل في الساعة (28.000 كيلومترًا في الساعة) أحيانًا قد يكون إضافة بعض الفكاهة لهذا الوضع ليس شيئًا سيئًا.
هل ذهب الصرصور إلى القمر
سببت الحشرة الزاحفة على الأرض ذات الأرجل الستة قلقًا في الأيام التي سبقت مهمة أبولو 12التابعة لوكالة ناسا.
بعد الاختبارات التي حصلت في مركز كينيدي للفضاء، شوهد صرصور يختبئ في وحدة قيادة البعثة وهي المكان الذي سيكون مكان لعيش الطاقم في الفضاء.
(حيث ستعود إلى الأرض مع الرحلة بعد إعادة دخولها إلى الغلاف الجوي للأرض) أنت لا تريد رؤية أي حشرة في سفينة الفضاء، لقد استخدم مدير عملية الإطلاق جميع الحيل للقبض على الحشرة المتسللة.
ولكن لكي تحير الكثيرين فإن الحشرة قد تملصت منه.
لقد انطلقت بعثة أبولو 12 في 14 نوفمبر 1969، مع ثلاثة رواد فضاء على متنها، بمن فيهم قائد البعثة (تشارلز “بيت” كونرادالابن – Charles “Pete” Conrad Jr) وبعد خمسة أيام أصبح كونرادثالث رجل يمشي على القمر.
وخلال الرحلة شارك كونراد في مؤتمر صحفي عبر التلفزيون وخلال بث المؤتمر فاجأ كونراد الجميع بحمله قطعة من الكرتون الأبيض وعلى سطحها وقف جسم أسود على شكل قطرة بنهايتها بعض قرون الاستشعار.
وكان أحد زملاء كونراد يعتقد بأنه ذلك الصرصور المفقود وقال: ( لقد وجدناه)
وردّ رائد الفضاء : ( بالتأكيد) وأكمل : ( لقد كان في خزانة الطعام)
فسأله زميله : (هل هو بدين؟)، فرد كونراد : ( إنه بدين جدًا)
للأسف لقد كان ذلك نكتة، حيث اعترف كونراد أخيرًا بأن الشيء الذي أظهره كان لعبة بلاستكية قام بتهريبها إلى داخل الرحلة.
وإلى الآن فإن مصير الحشرة الحقيقة بقي مجهولًا.
تم إرسال صفحات داخلية لمجلة إلى سطح القمر
لقد كان ظهور الفكاهة المتلفزة لوجود صرصور على متن بعثة أبولو 12 لا يقارن بالموقف المضحك الآخر والذي حصل مع البعثة.
كان زملاء كونراد في هذه المغامرة هم الطيارين (آلانبين – Alan Bean) و (ريتشاردF. غوردونالابن – Richard F. Gordon Jr) وبمجرد وصول هذا الطاقم إلى القمر فقد كان لديهم مسار طويل من المهام.
واحدة من هذه المهام كان إزالة مكونات مسبار (Surveyor 3) والذي هبط في فوهة بركان في عام 1967.
وتراوحت باقي المهام من مسح للأراضي إلى أخذ لقطات لمواقع للمهمات المستقبلية.
ويجب إنجاز هذه المهام بترتيب محدد وبقيود زمنية صارمة.
ولمساعدة الطاقم على إنجاز هذه المهام ربطت وكالة ناسا دفتر المهام إلى ذراع البزة الفضائية، ويحتوي هذا الدفتر على تعليمات مفصلة مطبوعة جنبًا إلى جنب مع قاموس علمي.
لقد كان هناك شيء آخر في دفتر المهام.
في 19 نوفمبر, بينما كان (جوردون–Gordon) يدور حول القمر كان بين وكونراد قد هبطا إلى سطح القمر.
لقد كان أمرًا مسليًا النظر إلى الرسوم الكاريكاتورية الصغيرة والتي رسمت على دفتر المهام.
وبعد ذلك وجد بين نفسه ينظر إلى آخر شيء يتوقع رؤيته في الفضاء الخارجي والتي كانت الصفحات الداخلية لمجلة “Playboy”.
وبطريقة لم يعرفها بين، فإن الطاقم الاحتياطي لبعثة أبولو 12 قام بطباعة على دفتر المهام المربوط على ساعده نسخة صورة عارية الصدر لملكة جمال ديسمبر 1969.
وتحت عنوان الصورة كتب (لا تنسى وصف النتوءات) ولم تكن هذه الصورة وحيدة حيث ظهر لـ بين صورة لملكة جمال يناير 1969أيضًا.
وقد حصل كونراد أيضًا على صورتين داخليتين.
لقد كان كونراد وبين حذرين جدًا لقول أي شيء حول هذه الفكاهة على الملأ.
ومع ذلك أرسلت ميكروفونات التسجيل تعليقهما إلى الأرض.
وكما أشار بين في وقت متأخر, فإن هذه الفكاهة قد خسرها دافعي الضرائب الأمريكيين.
لقد ظننت بأنني سوف أسقط أثناء تلك المكالمة
لم ترسل وكالة ناسا امرأة إلى الفضاء إلى عام 1983 حين أرسلت (ساليريد – Sally Ride).
لذلك تخيل مفاجأة مراقبي البعثة والتي حصلت قبل 10 سنوات من ذلك, عندما سمعوا صوت امرأة يرسل من محطة سكيلاب الفضائية.
في عام 1973 قضى (أوينK. غاريوت – Owen K. Garriott) أقل من 60 يوم في الفضاء على متن سفينة وكالة ناسا هذه.
وفي الوقت نفسه، كان طاقم دعم الرحلة المتجهة إلى الأرض يضم بين صفوفها متخصص الاتصالات (روبرت “بوب” كريبن – Robert “Bob” Crippen) (وهو رائد الفضاء).
وفي يوم ما, أرسل رائد محطة الفضاء (كربين) رسالة غريبة : (مرحبا هيوستن،هنا سكايلاب)، وشخص ما قال: (هل تسمعني هناك في الأسفل) بدا الصوت بوضوح صوت امرأة وهي ليست ضمن طاقم المهمة الثلاثة.
وعندما سأل كربين من كان على الخط، عرفت المتصلة نفسها على أنها هيلينغاريوت – زوجة أوين.
وبطبيعة الحال سألها كربين عما كانت تفعله هناك.
فأجابت هيلين بقولها: (حسنًا لقد ذهبنا للأعلى لكي نحضر وجبات طازجة للأطفال، أو وجبة ساخنة مطبوخة، لم يكن لديهم أي واحدة منهم، لذلك ظننت أنهم سيستمتعون بذلك)، وببرودة قالت هيلين بأنها سافرت إلى سكيلاب وأدلت بتعليقات كيف تبدو كاليفورنيا من الفضاء.
تجمع في هذه اللحظة حشد متحير حول كربين.
وفي النهاية، أنهت هيلين كلامها قائلة: ( حسنًا إنني أرى الأطفال يتجهون نحوي، يجب أن أقفل الخط. ليس من المفترض أن أتكلم إليكم، أراكم لاحقًا).
لم يأخذ مركز هيوستن وقتًا طويلًا لكي يعرف بأن ذلك هو عبارة عن نكتة، لقد كان غاريوت بلا شك ضمن هذه النكتة.
ولكن كيف قام بها؟ بطريقة حذرة قام غاريوت بكتابة بعض السطور وطلب من زوجته تسجيل صوت قراءتها لها.
كما قما بكتابة تعليقاتها عبر توقفات في الصوت.
و التي أعطت لكربين – والذي وافق على المساعدة – ما يكفي من الوقت لتقديم ردود مكتوبة على تصريحات هيلين.
إن السحرة يرغبون بحفظ أسرارهم.
وقال غاريوت إنّ وكالة ناسا لم تدرك كيف قام بتدبير هذه النكتة إلى أن قام في عام 1999 بشرح ذلك لهم.
مرة أخرى، كيف يمكن تهجية ذلك
دعنا نسجل كيف يبدو لفظ القسم الأخير من اسم رائد الفضاء بيارثوت وهو “thoo-it” (في حال استغرابك، فإنه كان لديه أصول فرنسية كندية) قبل أن تقوم وكالة ناسا بتوظيفه في عام 1985، حيث كان قد بنى سيرة ذاتية مثيرة للإعجاب كطيار في البحرية الأمريكية.
وإلى الآن فإنه شارك في 3 مهمات فضائية، كانت أولها بعثة مكوك عام 1990 تعرف باسم (STS-36).
وكما هو العرف, فإنه يتم تصميم شعار قماشي خاص لطاقم من خمسة رواد فضاء.
وللأسف فإن النسخة الأولى من الشارة التي تحمل اسم “Thuot” الأخير كانت كتبت بطريقة “Thout”.
ومن ذلك الخطأ، فإن زملاءه ببعض التضلع يطلقون عليه “بييرثأوت”, وعلى الرغم من أنه كان يضحك أخيرًا.
وبعد تأجيلين تم تعيين تاريخ إطلاق المهمة (STS-36) في 25 فبراير 1990.
وفي ذلك اليوم وعند دخولهم إلى الغرفة التي توجد فيها بذلات الضغط، اكتشف رواد الفضاء بأن بيار قد حصل على انتقامه، لقد قام بإزالة جميع الشعارات من جميع المقاعد باستثناء مقعده، وقام بتبديلها بشعارات مكتوبة بشكل خاطئ.
وهكذا فإن متخصص البعثة (مايكمولان – Mike Mullane) قد اضطر للجلوس على مقعد مكتوب عليه “Molline”.
ولكي يخرجوا من هذا الموقف بروح رياضية، فإن الجميع تظاهروا بالسرور.
قطع الطريق مع سانتا كلوز
في 15 ديسمبر 1965، لأول مرة في التاريخ التحمت المركبتين الفضائيتين المأهولتين Gemini 6A و Gemini 7 على ارتفاع 160 ميلًا (257 كيلومترًا) فوق سطح الأرض.
وقد كان الراحل (والتر “والي” شيرا- Walter “Wally” Schirra) قائد المركبة Gemini 6A بينما كان قائد Gemini 7 (توم ستافورد – Tom Stafford) وبعد انطلاق السفينتين إلى الفضاء، تم قطع عطلة العيد عبر اتصال قام به شيرا في الصباح الباكر من16 ديسمبر مع قيادة البعثات وبالمركبة Gemini 7 حيث كان صوته مرتجف، حيث ادّعى بأنه جسم غير معروف ( يبدو وكأنه قمر اصطناعي يذهب من الشمال إلى الجنوب، ربما هو في مدار قطبي) وأعلن شيرا قائلًا: ( يبدو وكأنه يعود للظهور مجددًا).
وفي رسالته التالية، وصف شيرا الجسيم الفضائي بأنه يبدو على شكل سانتا كلوز وأجراسه.
وقال شيرا: (أرى وحدة قيادة وثمانية وحدات أصغر في الجبهة، قائد وحدة القيادة يرتدي بدلة حمراء)، ثم قام هو وستافورد بالعزف على آلة هارمونيكا وبعض الأجراس التي أخذوها معهم في الرحلة، ومع أصدقائهم في مركز هيوستن (بالإضافة إلى أصدقائهم في Gemini 7) قاموا بغناء الأغنية الكلاسيكية “أجراس جلجل”.
- ترجمة: عامر السبيعي.
- تدقيق: رؤى درخباني.
- تحرير: سهى يازجي.
- المصدر