«بولاريس» هو نجم الشمال
التقط (كين كريستيسون- Ken Christison) هذه المسارات النجمية الرائعة حول بولاريس، نجم الشمال.
يشتهر نجم الشمال أو النجم القطبي –المعروف أيضًا باسم بولاريس– بوجوده القريب من سماءنا، في حين تتحرك السماء الشمالية بأكملها حوله.
وترجع هذه الشهرة لوقوعه في القطب السماوي الشمالي، وهي النقطة التي تدور حولها السماء الشمالية بأكملها.
يمثل «بولاريس» الطريق إلى الشمال.
فبينما يكون وجهك ناحيته وتمدد ذراعيك على الجانبين، تشير ذراعك اليمنى إلى الشرق، وذراعك اليسرى إلى الغرب.
الاتجاه المقابل لوجه بولاريس يوجهك إلى الجنوب. ولا يعد بولاريس النجم الأسطع في سماء الليل، كما هو الاعتقاد.
فهو يحتل فقط المركز الخمسين تقريبًا ضمن النجوم الألمع. لكنك تستطيع إيجاده بسهولة، وعندما تفعل ذلك، ستراه يلمع في شمال السماء كل ليلة، وفي المواقع الموجودة أيضًا في نصف الكرة الأرضية الشمالي.
كيفية رؤية بولاريس:
إن هذا النجم ساطع بما فيه الكفاية لمعرفة مكانه حتى من سماء الضواحي.
وفي سماء البلاد المعتمة، حتى عندما يحجب القمر المكتمل جزءً كبيرًا من النجوم، يكون نجم الشمال سهل الرؤية نسبيًا.
وقد جعلت هذه الحقيقة من النجم هدية للمسافرين في جميع أنحاء النصف الشمالي للكرة الأرضية، على الأرض والبحر معًا على حد سواء.
فإيجاد بولاريس يعني إدراكك أن الاتجاه ناحية الشمال.
والأفضل في كل هذا، أنه من السهل العثور على بولاريس عن طريق مجموعة النجوم البارزة المعروفة باسم (الدب الأكبر- Big Dipper) والتي يطلق عليها الأرض المحروثة في المملكة المتحدة، والتي يمكن أن نعتبرها أشهر نمط أو تراصف نجمي في النصف الشمالي للكرة الأرضية.
ولتحديد موقع بولاريس، كل ما عليك فعله هو إيجاد مؤشري الدب الأكبر النجميين «دوبيه وميراك».
حيث يُشكِّل هذين النجمين حدود الجزء الخارجي من تجويف الدب الأكبر.
وببساطة يمكنك رسم خط يصل من نجم ميراك عبر دوبيه، ثم اتجه 5 أضعاف المسافة من ميراك إلى دوبيه هكذا تكون وصلت إلى بولاريس.
يكون الدب الأكبر مثل ساعة يد كبيرة جدًا، حيث يكمل دورة كاملة حول بولاريس في يوم واحد. وتحديدًا عكس اتجاه عقارب الساعة في 23 ساعة و56 دقيقة.
وعلى الرغم من أنه يسافر حول بولاريس طوال الليل، إلا أن مؤشريه النجميين دوبيه وميراك يشيران إلى بولاريس في أي يوم من السنة، وفي أي وقت خلال الليل.
حيث يمثل بولاريس مركز أكبر ساعة سماوية للطبيعة.
وبالمناسبة، يعد بولاريس مشهورًا لأكثر من مجرد سبب.
فهو مشهور بصعوبة حركته بينما تدور حوله النجوم الأخرى.
كما أنه مشهور أيضًا لأنه يمثل نهاية ذراع (الدب الأصغر- little Dipper).
ويعد الدب الأصغر أصعب في ترصده في سماء الليل عن الدب الأكبر. لكنك ستكون أقرب من رؤيته عندما تستخدم مؤشري الدب الأكبر النجميين.
وبينما تسافر تجاه الشمال، يصعد بولاريس أعلى في السماء.
فإذا اتجهت إلى أقصى الشمال قربًا من القطب الشمالي، سوف ترى بولاريس مباشرةً فوقك.
بينما إن سافر تجاه الجنوب، يسقط بولاريس أقرب للأفق الشمالي.
وإذا وصلت أقصى خط الاستواء، يغوص بولاريس في الأفق. أما جنوب خط الاستواء، فيختفي بولاريس من السماء.
وعندما تلتقط صورة بأسلوب «Time Exposure» للسماء الشمالية (أو في هذه الحالة الشمال الشرقي)، سوف ترى كل النجوم تدور حول بولاريس الذي يقع على يسار الصورة.
تاريخ بولاريس:
لم يكن بولاريس دائمًا نجم الشمال ولن يظل كذلك للأبد.
فهناك نجم مشهور يسمى «توبان» موجود في كوكبة «دراكو التنين» كان هو نجم الشمال عندما شيّد المصريين الأهرامات.
لكن بولاريس الحالي يعتبر نجم شمال جيد لأنه النجم الخمسون الأسطع في السماء.
لذلك فهو ملحوظ. وقد عمل جيدًا بصفته نجم الشمال، على سبيل المثال، عندما أبحر الأوروبيون لأول مرة عبر الأطلنطي منذ أكثر من خمسة قرون.
لذلك، سوف تستمر مكانة بولاريس كنجم الشمال لقرون عديدة قادمة.
وسوف يصطف أقرب كثيرًا مع القطب السماوي الشمالي.
–وهي النقطة التي تقع في السماء مباشرة فوق محور دوران كوكب الأرض– في 24 مارس 2100.
وحسب قول المعالج الحسابي (جان ميوس- Jean Meeus)، فإن بولاريس سيصبح على °0.4525 من القطب السماوي الشمالي في هذا الوقت «أقل قليلًا من القطر الزاوي للقمر عندما يكون في أبعد مسافة عن الأرض».
وفي الوقت نفسه، لا يوجد نجم مرئي يمثل القطب السماوي في النصف الجنوبي للكرة الأرضية.
والأكثر من ذلك، فإن النصف الجنوبي للكرة الأرضية لن يرى نجمًا قطبيًا قريبًا بشكل ملحوظ للقطب السماوي الجنوبي لمدة 2000 سنة أخرى.
ففي فترة ما من تاريخ البشرية، اعتمد البشر على نجوم الحظ الخاصة بهم من أجل حياتهم ومعيشتهم.
ولحسن الحظ، قد وثقوا في الدب الأكبر ونجم الشمال لإرشادهم.
واستطاعوا أن يجوبوا البحار ويتجاوزوا الصحاري غير معروفة الاتجاهات والطرق بدون أن يضلوا.
فعندما ظهرت العبودية في الولايات المتحدة، اعتمد العبيد على الدب الأكبر، الذي أطلقوا عليه «Drinking Gourd»، ليظهر لهم نجم الشمال ويضيء طريقهم للولايات الحرة وكندا.
وبينما يحظى بولاريس بصفته نجم الشمال، يحظى أيضًا بلقب (النجم الهادِ- Lodestar) و(قِبلة الأنظار- Cynosure) أيضًا.
علم بولاريس:
نقطة الضوء الوحيدة التي نراها على أنها بولاريس هي في الحقيقة نظام نجمي ثلاثي، أو ثلاثة نجوم تدور حول مركز كتلة مشترك.
النجم الأساسي، بولاريس أ، هو نجم عملاق يبلغ ستة أضعاف كتلة الشمس تقريبًا.
ويرافقه عن قرب بولاريس أ ب، الذي يدور على بُعد 2 بليون ميل من بولاريس. وأبعد من ذلك كثيرًا، أعلى الصورة ناحية اليمين، هو المرافق الثالث بولاريس ب، الذي يقع على بُعد 240 بليون ميل تقريبًا من بولاريس أ.
والنجمين المرافقين لهما نفس درجة الحرارة مثل بولاريس أ لكنهما نجمان قزمان.
ويُقدِّر علماء الفلك مسافة بولاريس عن موطننا 430 سنة ضوئية. وبأخذ هذه المسافة في الاعتبار، فيجب على بولاريس أن يكون نجمًا مضيئًا.
وبالنسبة إلى هاوي النجوم (جيم كالر- Jim Kaler)، يُعد بولاريس نجمًا عملاقًا أصفر اللون يسطع بضوء 2500 شمس.
وهو أقرب وأكثر نجم ساطع من فئة نجوم «Cepheid»المتغيرة، وهو نوع من النجوم يستخدمه الفلكيون لإدراك المسافات للعناقيد النجمية والمجرات.
إعداد: بسام محمد عبد الفتاح
تدقيق: هبة فارس
المصدر