قام باحثون من المعهد الوطني للصحة (NIH)، وشركة الأدوية (Sanofi) المتمركزة في فرنسا، بهندسة ضدٍّ؛ لحماية القردة من سلالتين من فيروس العوز المناعي البشري (HIV) بشكلٍ أفضل من الأضداد الطبيعية المكافئة، وقد نُشرت النتائج في دورية العلوم (Science).
تمكن الضد ثلاثي الفعالية، من وقاية القردة من العدوى بسلالتين من فيروس (SHIV)- وهو نموذجٌ قرديُ من فيروس (HIV)- بالإضافة إلى منع عددٍ أكبر من سلالات (HIV)، من إصابة خلايا مدروسةٍ مخبريًا بشكلٍ أكثر فعاليةٍ من الأضداد الوحيدة الطبيعية.
يرتبط الضد المذكور، بثلاثة مواقع مهمةٍ على فيروس (HIV)، وبنيت قطع الارتباط الثلاثة للضد على أساس ثلاثة أضداد (HIV) فردية، وامتلك كلٌ منها القوة الكافية لتعديل العديد من سلالات الفيروس السابق، فقال الدكتور (غاري نابل- Gary Nabel)- الموظف العلمي الرئيس في شركة (Sanofi) وأحد مؤلفي البحث-: “تظهر النتائج أننا نحصل على تغطيةٍ بنسبة 99% لسلالات فيروس (HIV)، وبتراكيز منخفضةٍ جدًا من الضد”.
وشرح (أنثوني س. فاوتشي- Anthony S. Fauci)- دكتورٌ في الطب، ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المُعدية، وهو جزءٌ من (NIH)-: “قد تؤدي توليفات أضدادٍ يرتبط كل واحدٍ منها بموقعٍ محددٍ على فيروس (HIV)، إلى التغلب الأمثل على دفاعات الفيروس، في المحاولة لتحقيق معالجةٍ ووقايةٍ فعالةٍ معتمدةٍ على الضد؛ لذلك تعد فكرة امتلاك ضدٍ وحيدٍ قادرٍ على الارتباط بثلاثة مواقع فريدة على فيروس (HIV)، مقاربةً غير اعتيادية يسعى لها الباحثون بالتأكيد”.
لقد تم اختبار الضد المبتكر في تجربةٍ تتضمن قردةً وسلالتين من فيروس (SHIV)، أحدها حساسٌ للتعديل من قبل الضد (VRC01)، والضد ثلاثي النوعية، وممانع للتعديل بالضد (PGDM1400)، أما السلالة الأخرى، فيمكن تعديلها بواسطة الضد (PGDM1400)، والضد ثلاثي النوعية، وتبدي مقاومةً للتعديل بالضد (VRC01)، وتم تقديم هذه السلالات من قبل مركز مبحث الفيروسات واللقاحات في مركز (Beth Israel Deaconess) الطبي في بوستن، في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويخطط الباحثون في الوقت الراهن، لإجراء المرحلة المبكرة من التجارب السريرية للضد ثلاثي النوعية المبتكر، وذلك على أشخاصٍ أصحاء وآخرين مصابين بفيروس (HIV)، آملين بأن يُستخدم أخيرًا، للوقاية طويلة الأمد من (HIV) وعلاجه، فبالارتباط بثلاثة مواقع مختلفة على الفيروس، ينبغي أن يكون الضد الجديد أصعب من أن يتفاداه الفيروس كالأضداد الوحيدة الطبيعية.
- ترجمة: سارة وقاف.
- تدقيق: رجاء العطاونة.
- تحرير : رغدة عاصي
- المصدر