على الرغم من أن استخدام الخلايا الجذعية محل جدال ونقاش، إلا أنها من أفضل الوسائل لدينا عندما يتعلق الأمر بتطوير العلاج التجديدي لعدة حالات مختلفة. أما الآن فيعتقد العلماء أنهم قد وجدوا نوعًا جديدًا من الخلايا الجذعية مختبئة على مرأى من الجميع تدعى (XEN) أو (iXEN)، ومن الممكن أن تؤدي إلى طرق جديدة في دراسة العيوب الخلقية ومشاكل الإنجاب.
قبل أن نتعمق في هذا الاكتشاف الأخير، من الأفضل لنا ذكر كيف تمكنت الأبحاث من استخدام الخلايا الجذعية حتى توصلت لهذه النقطة. الخلايا الجذعية المحفّزة لها مكانتها العالية في الأهمية؛ لقدرتها على التطوّر إلى كل خلية في الجسم، مما يسمح للباحثين بمعالجة أي نوع من الأنسجة. في الماضي، كانت تُحصد هذه الخلايا من الأجنة، ولكن الآن اكتشف الباحثون كيفية إطلاق إمكانيات الخلايا الجذعية المحفّزة باستخدام خلايا بالغة تجنبًا للجدل.
تسمى هذه الخلايا بالخلايا الجذعية المحفَزة (induced pluripotent stem cells) (iPS) وقد تمكن الباحثون من تكوينها عن طريق تنشيط الجينات الجنينية لإعادة برمجة خلايا ناضجة بالغة. وبذلك، سيكون باستطاعة الباحثين التحكم بهذه الخلايا، ما يعني أن لديها القدرة في إعادة إنماء الخلايا التالفة.
ولكن عُرف سابقًا بأن الجنين هو مصدر إنتاج الخلايا الجذعية، كما هو مصدر إنتاج خلايا أخرى تسمى بخلايا (XEN)، المسؤولة عن صنع الأنسجة الجنينة بدلًا من أنسجة الجسم.
وعلى الرغم من ذلك، تساءل الباحثون ما إذا كانت خلايا (XEN) يتم إنتاجها خلال عملية إعادة برمجة الخلايا البالغة إلى خلايا جذعية محفَزة.
لاختبار هذه الفرضية، درس الفريق العلمي بيئات الخلايا الجذعية المحفَزة، ووجدوا أن مستعمرات (iXEN) مخصبة أو مزدهرة موافقًا لفرضيتهم. مما يثبت أن الخلايا المعادة البرمجة الموجودة في المختبر لها القدرة على إنتاج خلايا (iXEN)، تمامًا كالتي تنتجها الخلايا الجنينية.
الغريب في الأمر، أن خلايا (iXEN) كانت أمام مرأى جميع الباحثين لسنوات، لكنهم اعتبروها نوعًا من المهملات، وتركوها بعد عملية إنتاج الخلايا الجذعية المحفّزة.
يقول توني بارنتي (Tony Parenti) المحرر الرئيسي للدراسة: «من الممكن أن علماء آخرون شهدوا رؤية هذه الخلايا، ولكنهم افترضوا أنها خلل أو خلايا شبه سرطانية. فبدلًا من تجاهل هذه الخلايا التي تم التعرف عليها سابقًا كقمامة؛ فقد وجدنا الذهب في تلك القمامة».
لضمان أن خلايا (iXEN) ليست بخلايا سرطانية، قام الفريق بدراسة نماذج الفئران. وجدوا أيضًا أنه يمكن تغيير جينات (XEN) داخل الخلايا لزيادة إنتاج الخلايا الجذعية المحفّزة وتقليل إنتاج خلايا (iXEN). بمعنى آخر: اكتشاف خلايا (iXEN) سمح للباحثين بتحسين إنتاج الخلايا الجذعية المحفّزة وجعل العملية برمتها أكثر سهولة.
إلى جانب تقديم أفضل طريقة لصنع الخلايا الجذعية المحفّزة، يعتقد الباحثون أن دراسة واستخدام خلايا (iXEN) من الممكن أن تقدم طريقة جديدة لدراسة العيوب الخلقية، حيث أن هذه الخلايا هي المسؤولة عن الأنسجة في بداية مراحل تكوين الجنين.
أما الآن، سيتعين على الفريق دراسة هذه النتائج على البشر بدلًا من الفئران. فإذا سار الأمر كما هو مخطط له، فسنمتلك حينها نوعًا جديدًا من الخلايا الجذعية المحفّزة بين أيدينا، وهي أول الخطوات لتحقيق هدفنا في فهم كيفية إنتاج الخلايا الجذعية من الخلايا البالغة.