قد يتمكن المراقبون المحظوظون من رصد وميض نادر قصير شبيه بلون الزمرد عندما تغرب الشمس خلف الأفق ويبدأ الضوء بالخفوت، ويسمى هذا الوميض الأخضر، الذي يُرى أحيانًا بعد غروب الشمس مباشرةً أو قبل شروق الشمس.

ما الذي يسبب الوميض الأخضر؟

يحدث الوميض الأخضر نتيجة فصل ضوء الشمس إلى ألوان مختلفة، وتشبه الظاهرة إلى حد ما ظاهرة قوس قزح.

يقول يوهانس كورتيال باحث البصريات في جامعة جلاسكو لموقع Live Science: «يكون ضوء الشمس عادةً أبيض اللون لأنه يتكون من جميع الأطوال الموجية للضوء المرئي، ولكن عندما يمر الضوء الأبيض عبر وسط عالي الكثافة في زاوية -مثل الزجاج أو الماء- تبدأ الأطوال الموجية ذات الألوان المختلفة في الانحناء والانفصال، ويسمى هذا الانفصال انكسار الضوء».

الغلاف الجوي للأرض -بكثافة الغازات المتفاوتة- يمكن أن يكسر الضوء أيضًا.

يقول جان نول -عالم الأرصاد الجوية المقيم في كاليفورنيا- إن هذا هو سبب رؤيتنا في بعض الأحيان لهالات قوس قزح حول الشمس أو سرابًا على مسافة بعيدة.

يكون الانكسار واضحًا عندما تقترب الشمس من الأفق، لأن ضوء الشمس يدخل الجزء الأكثر سمكًا من الغلاف الجوي بزاوية حادة. يقول نول إن هذا هو الوقت -شروق الشمس- الذي قد يكون فيه الوميض الأخضر مرئيًا.

تنقسم معظم الهبات الخضراء إلى فئتين، ونوع واحد يحدث قبل اختفاء الشمس مباشرة. قال نول إن هذا هو المشار إليه في رواية جول فيرن «الشعاع الأخضر»، لكن النوع الذي يراه نول في كثير من الأحيان هو عندما تكون الشمس فوق الماء. يقول في هذا الصدد: «تحصل على هذا الضوء من أعلى القرص».

كيفية رؤية الوميض الأخضر:

تجب مراعاة الظروف المناسبة للحصول على أفضل الفرص لرؤية هذا الوميض الأخضر.

أولاً، يجب أن يكون الشخص قادرًا على رؤية الشمس عندما تكون قريبة من الأفق عندغروبها أو شروقها، ويحدث ذلك على الساحل أو في أعالي الجبال، وفقًا للباحث كورتيال.

يقول نول إنه في المناطق الساحلية مثل سان فرانسيسكو من المرجح أيضًا رؤية الوميض الأخضر في الأيام الأكثر دفئًا، عندما تكون طبقة من الهواء الدافئ فوق الماء البارد في أثناء شروق الشمس. تساعد طبقات الهواء هذه على انكسار ضوء الشمس.

يقول كورتيال: «إن كون اللون الأخضر مرئيًا أيضًا يعتمد على الأشياء الموجودة في الغلاف الجوي». فقد تبعثر الجسيمات الضوء الأزرق والبنفسجي، ما يجعل الضوء الأخضر أكثر وضوحًا.

أثبت كورتيال ذلك عبر تجربة بسيطة، بإضافة مسحوق الحليب إلى خزان مملوء بالماء ثم تسليط ضوء أبيض لدراجة عليه، وعند إضافة التركيز الصحيح لتلك الجزيئات سيظهر لون أخضر نابض بالحياة.

تحتاج التجربة أيضًا إلى توفر منطقة جيدة للحصول على خط رؤية مباشر للشمس في يوم صافٍ لرؤية الوميض الأخضر، وهو ليس أمرًا سهل.

يجب عدم النظر مباشرةً إلى الشمس دون حماية العينين، لأن ذلك قد يؤدي إلى تلفها.

يوصي نول باستخدام كاميرا مزودة بعدسة تكبير لالتقاط الوميض الأخضر، مع التأكيد مجددًا على ضرورة توخي الحذر وحماية العينين.

أشار نول إلى أن تكبير مجال الرؤية نحو الشمس يجعل الومضات الصغيرة أكثر وضوحًا. تحدث الومضات الخضراء عادةً في أقل من ثانية. لكن يحظى بعض الأشخاص بمتعة رؤية الوميض الأخضر مدة دقيقة أو دقيقتين في بعض الحالات النادرة.

لم يلاحظ نول هذا إلا نادرًا، حتى بعد أكثر من 45 عامًا من توثيق هذه الظاهرة، ويقول إن الومضات الخضراء قد تستمر إذا ظلت الظروف الجوية مستقرة بدرجة كافية.

يقول كورتيال: «إن رؤية اللون الأخضر في السماء أمر غريب، وهذا على الأرجح هو السبب وراء كون الوميض الأخضر مثيرًا جدًا للاهتمام. في المرة القادمة التي تشاهد فيها غروب الشمس، استمتع بذلك! فقد أصبح لديك الآن فهم أعمق لكيفية حدوث هذه الظاهرة».

اقرأ أيضًا:

هل يمكنك مشاهدة غروب الشمس وشروق القمر في نفس التوقيت؟

هل من الممكن أن نختبر شروق الشمس من الغرب؟

ترجمة: طاهر قوجة

تدقيق: ميرڤت الضاهر

المصدر