الورم الليفي الرحمي هو النمط الأكثر شيوعًا من الكتل غير السرطانية التي قد تنمو على الرحم أو داخله.
قد تكون الحالة غير عرضية. حال كانت عرضية، تتضمن الأعراض النزف الطمثي الغزير وألم الظهر والتبول المتكرر والألم في أثناء ممارسة الجنس.
لا حاجة إلى علاج الأورام الليفية صغيرة الحجم، لكن يصبح العلاج ضروريًا في حالة الأورام الأكبر، قد يكون العلاج دوائيًا أو جراحيًا.
ما الورم الليفي الرحمي؟
هو تنشؤ مكون من عضلات ونسيج ينمو على الرحم أو داخله.
يُعد غير سرطاني -حميد- غالبًا، وهو الورم الحميد الأكثر شيوعًا بين النساء.
تسبب الأورام الليفية طيفًا واسعًا من الأعراض، مثل الألم والنزف المهبلي الكبير وغير المنتظم.
أحيانًا، قد تكون الحالة غير عرضية، ومن ثم لا تعلم المريضة أنها مصابة بهذا الورم.
أماكن نمو الورم الليفي الرحمي:
ينمو الورم العضلي الأملس عقدةً مفردة أو على شكل عناقيد يتراوح قطرها من 1 مليمتر إلى 20 سنتيمتر أو أكبر.
لتوضيح المقارنة، قد يكون حجم الليف صغيرًا كالبذرة أو كبيرًا كالبطيخ.
تتطور هذه التنشؤات داخل جدار الرحم أو ضمن الجوف الرحمي أو على سطحه الخارجي.
أنماط الورم الليفي الرحمي:
ينقسم إلى أربعة أنماط حسب موضعه:
- الليف داخل الجدار الرحمي: النمط الأكثر شيوعًا.
- تحت المخاطي: ينمو تحت بطانة الرحم.
- تحت مصلي: ينمو تحت بطانة السطح الخارجي للرحم، وقد يصبح أكبر ويمتد ضمن الحوض.
- الليف المعنّق: أقل الأنماط شيوعًا، يتصل بالرحم بواسطة سويقة أو جذر، ويُسمى الورم شبيه الفطر، إذ يتألف من سويقة ثم قمة أوسع.
هل الورم الليفي الرحمي حالة شائعة؟
تُعد الحالة من أكثر التنشؤات شيوعًا، إذ تنتشر بنسبة 40-80% لدى الإناث.
يصيب غالبًا النساء بعمر 30-50 سنة.
لا يظهر الورم الليفي قبل حدوث الدورة الطمثية الأولى.
تُعد الحالة أقل شيوعًا لدى النساء اللائي تجاوزن سن انقطاع الطمث.
أعراض الورم الليفي الرحمي:
لا تبدي الأورام الليفية صغيرة الحجم أي أعراض، ولا تتطلب علاجًا سوى المراقبة المنتظمة من قبل الطبيب.
أما الأورام الأكبر حجمًا فتسبب طيفًا واسعًا من الأعراض، تتضمن:
- نزف طمثي غزير ومؤلم.
- نزف مهبلي خارج الدورة الطمثية.
- شعور بالامتلاء والتطبّل أسفل البطن.
- تبول متكرر، إذ يضغط الورم على المثانة.
- ألم في أثناء الجماع.
- ألم أسفل الظهر.
- إمساك.
- إفرازات مهبلية مزمنة.
- عدم القدرة على التبول أو إفراغ المثانة بالكامل.
- تضخم البطن.
عادةً، تستقر أعراض الورم الليفي الرحمي أو تختفي تمامًا عند بلوغ مرحلة انقطاع الطمث، إذ تتراجع مستويات الهرمونات في الجسم.
كيف يبدو ألم الورم الليفي الرحمي؟
تتراوح درجة الألم حسب حجم الورم، فإذا كان صغير الحجم فلن تشعر المصابة بألم على الإطلاق وقد تجهل وجود الورم، لكنها قد تشعر بعدم الراحة أو بالألم في حالة الأحجام الأكبر.
قد تسبب هذه الأورام ألم الظهر، وألمًا طاعنًا في البطن أو ألمًا عند ممارسة الجنس.
كيف يبدو الورم الليفي الرحمي؟
عادةً تتخذ التنشؤات الدائرية شكل النتوءات الناعمة، وقد تكون متصلة بالرحم بواسطة جذر، فتتخذ شكل الفطر.
أسباب الورم الليفي الرحمي:
لم نتوصل إلى سبب محدد حتى الآن، لكن يعتقد المختصون أن لهرموني الإستروجين والبروجسترون دورًا في آلية المرض.
تصيب الأورام الليفية النساء في سن النشاط الجنسي.
تميل الأورام الليفية إلى النمو مع زيادة الهرمونات الأنثوية، كما في أثناء الحمل، وتنكمش عندما تنخفض مستويات الهرمونات، مثل سن انقطاع الطمث.
عوامل الخطر:
- السمنة وارتفاع مؤشر كتلة الجسم.
- التاريخ العائلي للمرض.
- عدم الإنجاب.
- بدء مبكر للدورة الطمثية.
- تأخر سن انقطاع الطمث.
الاختلاطات:
- ألم يتعذر تسكينه.
- انتفاخ البطن أو الحوض.
- نزف مفرط.
- فقر دم.
- عقم «نادرًا».
التشخيص:
في العديد من الحالات، يكشف الطبيب وجود الورم الليفي في أثناء فحص الحوض.
في كثير من الأحيان، ينبّه وجود النزيف الغزير والأعراض الأخرى المرتبطة بالورم الليفي الطبيب لتضمينه في الفحوصات التفريقية.
يمكن اللجوء إلى عدة اختبارات لتأكيد وجود الورم الليفي، وتحديد حجمه وموقعه، منها:
- التصوير بالأمواج فوق الصوتية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: أدق ويعطي تفاصيل أكثر.
- التصوير الطبقي المحوري.
- تنظير الرحم: بالدخول عبر المهبل إلى الرحم.
- تصوير الرحم والبوق: يسبق التصوير حقن مادة ظليلة.
- تصوير الرحم الصوتي: بحقن محلول ملحي عبر قسطرة إلى الرحم، لتصبح صورة الرحم أوضح عند تصويره بالأمواج فوق الصوتية.
- تنظير البطن.
علاج الورم الليفي الرحمي:
يعتمد اختيار العلاج على حجم الأورام الليفية وعددها وموقعها، إضافةً إلى الأعراض.
إذا كانت الحالة غير عرضية، فهي لا تتطلب أي علاج.
في حالة الأورام الصغيرة يمكن الاستغناء عن العلاج، لكن ينصح الطبيب بالمراقبة الدقيقة لها.
تتطلب الحالة علاجًا حال وجود فقر دم بسبب النزف الغزير، وألم متوسط إلى شديد، واضطرابات في المثانة والأمعاء بسبب الورم.
العامل الأهم في تحديد خطة العلاج هو الرغبة في الحمل مستقبلًا.
خيارات العلاج المتاحة:
الأدوية:
- مسكنات الألم التي لا تتطلب وصفة طبية: مثل أسيتامينوفين وإيبوبروفين.
- مكملات الحديد: حال وجود فقر الدم بسبب النزف الغزير.
- موانع الحمل: تضبط الأعراض لا سيما النزف الغزير في أثناء الدورة الطمثية. تتوفر في أشكال عديدة منها الحبوب الفموية والحلقات والحُقن والأجهزة داخل الرحم.
- ناهضات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية: تساهم في تقليص حجم الورم، من ثم فهي تفيد في تحضير المريض قبل الجراحة، لكن تأثيرها مؤقت، ففور وقفها قد ينمو الورم مجددًا.
الجراحة:
يتوقف اختيار الإجراء الجراحي على حجم الأورام الليفية الرحمية وعددها وموقعها، وتُعد الرغبة في الحمل مستقبلًا العامل الأهم في ذلك.
تحافظ بعض خيارات الجراحة على الرحم وعلى فرصة الإنجاب مستقبلًا، في حين تتضمن خيارات أخرى إزالة الرحم.
تشمل الخيارات المتاحة لاستئصال الورم الليفي مع الحفاظ على الرحم:
- تنظير الرحم: بالدخول عبر الرحم ثم إزالة الورم الليفي.
- تنظير البطن: بالدخول عبر ثقب صغير في البطن.
- فتح البطن: الوصول إلى الورم الليفي وإزالته من خلال شق جراحي في البطن.
أما الإجراءات المطبقة حال عدم الرغبة في الحمل مُستقبلًا فهي:
- استئصال الرحم: العلاج الوحيد الشافي للورم الليفي الرحمي، فبإزالة الرحم نهائيًا لن ينمو الورم مجددًا وستختفي الأعراض تمامًا. حال الإبقاء على المبيضين فلن تبدأ مرحلة انقطاع الطمث رغم استئصال الرحم. يُنصح بهذا الإجراء حال النزف الغزير وفي حالة الأورام كبيرة الحجم.
- انصمام الأورام الليفية الرحمية: بقطع التروية الدموية عن الورم ومن ثم تصغير حجمه، لا يمكن تطبيق هذا الإجراء على جميع المرضى.
- الاستئصال بالترددات الراديوية: طريقة فعالة وآمنة. يُنصح بها للمرضى قبل سن انقطاع الطمث وفي حالة الأورام الصغيرة.
هل يمكن الإنجاب عند الإصابة بالورم الليفي الرحمي؟
نعم. لكن خلال الحمل قد يكبر الورم بسبب زيادة الهرمونات، ومن ثم تحدث المضاعفات التالية:
- ارتفاع خطر الولادة القيصرية.
- عدم تقدم المخاض.
- انفصال المشيمة.
- الولادة المبكرة.
هل يتغير حجم الورم بمرور الوقت؟
قد يكبر أو يصغر اعتمادًا على مستوى الهرمونات في الجسم، فيكبر خلال الحمل ويصغر بعد سن انقطاع الطمث. قد يسبب الورم تطبل البطن أو انتفاخ المعدة.
اقرأ أيضًا:
الورم الليفي الرحمي: أسبابه وأعراضه
ما الفرق بين الأورام الحميدة والأورام الخبيثة؟
ترجمة: نور أحمد الشعار
تدقيق: أكرم محيي الدين
