يعرف الإغماء بغياب الوعي أو الغشي، إذ تحدث النوبة الوعائية المبهمة بسبب محفزات معينة، مثل رؤية الدم أو الإبرة، أو الاضطرابات العاطفية الشديدة مثل الخوف أو الهلع، وهي أشيع سبب للإغماء.
تسمى أيضًا الإغماء القلبي العصبي، أو الإغماء المنعكس.
يصاب بها الأفراد في جميع المراحل العمرية، إلا أنها أشيع عند الأطفال، أو البالغين الشباب، وتحدث عند الرجال والنساء بنسب متساوية.
تدل بعض حالات الإغماء على مشكلة أخطر لكن ليس لها علاقة بالنوبة الوعائية المبهمة.
ستتناول هذه المقالة أسباب النوبة الوعائية المبهمة وتشخيصها وعلاجها، إضافة إلى العلامات التي تدل على ضرورة زيارة الطبيب.
الأسباب
توجد أعصاب متخصصة في كل أنحاء الجسم تساعد في التحكم في سرعة ضربات القلب وتُنظم ضغط الدم عبر التحكم في توسع الأوعية الدموية وانقباضها، إذ تعمل هذه الأعصاب معًا لتضمن تدفق الدم الغني بالأكسجين بصورة كافية إلى الدماغ، وعند حدوث مشكلة بهذه الأعصاب نتيجة رد فعل لشيء معين، تؤثر في هذه الأعصاب ويؤدي إلى توسع الأوعية الدموية بصورة مفاجئة، وانخفاض ضغط الدم، وينخفض معدل ضربات القلب ما يؤثر في كمية الدم المتدفقة إلى الدماغ، فتفقد وعيك، إضافة إلى وجود رد فعل لرؤية شيء يخيفك، أو رد فعل عاطفي شديد.
وهناك بعض المحفزات الأخرى للنوبة الوعائية المبهمة
- الوقوف بعد الجلوس أو الانحناء أو الاستلقاء.
- الوقوف لفترة طويلة.
- التعرض للحرارة الزائدة.
- زيادة النشاط البدني.
- الألم الشديد.
- السعال الشديد.
الأعراض
قد لا تصاب بأي أعراض تدل على احتمالية إصابتك بالإغماء، في حين قد تظهر علامات وأعراض تشير إلى أنك على وشك الإغماء وتتضمن:
- شحوب الجلد.
- الدوار أو الدوخة.
- الشعور بالتعرق أو الرطوبة.
- الغثيان.
- رؤية ضبابية.
- الوهن.
إذا واجهتك هذه الأعراض قبل الإغماء، يُنصح بالاستلقاء على الظهر؛ لأن ذلك يساعد على زيادة وصول الدم إلى الدماغ ما يمنع حدوثه.
أما في حال أغمي عليك؛ فإنك غالبًا ما تستعيد وعيك خلال فترة وجيزة، تشعر بعدها بالإرهاق أو العصبية أو الدوار، وربما تشعر بالتشويش لبضع دقائق.
متى تزور الطبيب؟
- إذا كنت قد عانيت النوبة الوعائية المبهمة من قبل، وأصبت بها، فلا داعي لزيارة الطبيب في كل مرة يغمى عليك فيها.
- يجب أن تُبقي طبيبك على إطلاع إذا ظهرت عليك أعراض جديدة أو في حال تكررت نوبات الإغماء أكثر رغم التزامك بالابتعاد عن مسببات الإغماء.
- إذا أصبت فجأة بنوبة إغماء، ولأول مرة.
إليك بعض الحالات الطبية التي قد تجعلك عرضة للإغماء:
- السكري.
- أمراض القلب.
- داء باركنسون.
يمكن أيضًا أن يكون الإغماء بسبب أحد الآثار الجانبية للأدوية، وخاصة مضادات الاكتئاب والأدوية الخافضة للضغط، وعندها عليك استشارة طبيبك حول إمكانية استبدالها بأدوية بديلة أخرى.
متى تحصل على الرعاية الطبية الطارئة؟
يجب طلب الرعاية الطبية الطارئة في حال فقدان الوعي إذا ترافقت مع ما يلي:
- السقوط من ارتفاع كبير، أو إصابة الرأس بجروح عند الإغماء.
- إذا استغرق الوقت أكثر من دقيقة لاستعادة الوعي.
- مشكلات في التنفس.
- ضغط وألم في منطقة الصدر.
- ظهور مشكلات في النطق والسمع والرؤية.
- فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء.
- ظهور نوبة صرع.
- الحمل.
- الشعور بالارتباك بعد النوبة واستعادة الوعي.
التشخيص
يبدأ الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية بأخذ التاريخ الطبي المفصل للمريض وإجراء فحص بدني عام ويشمل هذا الفحص عدة قراءات لضغط الدم عند الجلوس والاستلقاء والوقوف، وقد يتضمن الاختبار التشخيصي أيضًا تخطيط كهربائية القلب (ECG أو EKG) لتقييم ضربات القلب.
قد يكون هذا كل ما يتطلبه تشخيص النوبة الوعائية المبهمة، لكن اعتمادًا على الأعراض المحددة والتاريخ الطبي، قد تشمل الاختبارات التشخيصية الأخرى ما يلي:
- اختبار الطاولة المائلة: يسمح هذا الفحص بتقييم معدل ضربات القلب وضغط الدم وفحصها في عدة وضعيات.
- جهاز هولتر: وهو جهاز صغير يمكن ارتداؤه، يتتبع نظم القلب، ويسجل نبضات القلب على مدار 24 ساعة.
- مخطط صدى القلب: يستخدم اختبار مخطط صدى القلب الموجات الصوتية لإنتاج صور للقلب، توضح جريان الدم.
- اختبار الجهد: يتضمن عادة اختبار التحمل ممارسة المشي السريع أو الركض على جهاز المشي، ويقيس عمل القلب خلال النشاط البدني.
تساعد هذه الفحوصات في تأكيد تشخيص النوبة الوعائية المبهمة أو استبعادها.
الخيارات العلاجية
لا تستدعي النوبة الوعائية المبهمة بالضرورة العلاج في أغلب الأحيان، لكن من المهم تجنب تلك الحالات التي تؤدي إلى الإغماء واتخاذ تدابير لمنع الإصابة الناجمة عن السقوط.
لا يوجد علاج معياري موحد يمكنه أن يعالج جميع أسباب النوبة الوعائية المبهمة، ويعتمد العلاج المخصص على سبب الأعراض المتكررة، فقد كانت نتائج بعض التجارب السريرية لبعض العلاجات مخيبة للآمال.
إذا كنت تعاني نوبات متكررة تؤثر في نوعية حياتك، من الأفضل التحدَّث إلى الطبيب، لإيجاد علاج مناسب.
بعض الأدوية المستخدمة في علاج النوبة الوعائية المبهمة:
- محفزات ألفا-1 الأدرينالية: ترفع ضغط الدم.
- الكورتيكوستيرويدات: تزيد مستوى السوائل والصوديوم في الدم.
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية: تنظم استجابة الجهاز العصبي.
وإذا كانت الحالة خطيرة، قد يقرر الطبيب استعمال جهاز منظم لضربات القلب بعد مناقشة إيجابيات وسلبيات استخدامه.
الوقاية
قد لا تستطيع منع الإصابة بالنوبة الوعائية المبهمة تمامًا، إلا إنه يمكن الحد من تكرار النوبات، وأهم خطوة هي تحديد محفزات النوبة، هل هي سحب الدم، أو عند مشاهدة أفلام مخيفة، أو الإفراط في التفكير والقلق، أو بعد الوقوف لفترة طويلة؟
إذا كنت قادرًا على تحديدها، فيمكنك تجنبها.
وفي حال أصبت بالإغماء استلقِ على الفور، أو اجلس في مكان آمن، كل ذلك يساعدك في تجنب الإصابات الناجمة عن السقوط.
اقرأ أيضًا:
الغشي (الإغماء): الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
علماء يكشِفون ماهيّة النشاط الدماغي في حالة فقدان الوعي
ترجمة: نورا مصطفى
تدقيق: تسبيح علي