خلال مدة زمنية طويلة تحولت حفرات كبيرة ضخمة ممتلئة بالمياه في الماضي البعيد إلى تلال وجبال جافة ترتفع بنحو 1,6 كيلومتر أو أكثر على سطح كوكب المريخ في الوقت الحالي وذلك طبقاً لدراسة جديدة.
وتستطيع نتائج تلك الدراسة أن تُفسر الطبيعة الجغرافية لحفرة (جال – (Gale Craterوكثير من المرتفعات الأخرى على سطح الكوكب الأحمر ، وحفرة (جال) هي حفرة ضخمة يبلغ قطرها نحو 154 كيلومتر تكونت منذ 3,5 – 3,8 مليار عام ويقع في منتصف تلك الحفرة جبل يبلغ ارتفاعه 5,5 كيلومتر وكانت تلك الحفرة هي موقع هبوط مركبة الفضاء Curiosity في أغسطس من عام 2012، وتؤكد تلك الدراسة على أن الرياح هي القوى الرئيسية والمؤثرة في جيولوجيا المريخ حالياً حيث أن الكوكب الأحمر لا يملك أيّة مياه سائلة أو صفائح تكتونية– Plate tectonics واسعة الانتشار في الوقت الحالي.
الجبال على سطح المريخ اكتُشفت منذ عقود عندما رصدتها وكالة ناسا في عام 1970 , لكن مؤخراً استطاعت مركبة الفضاء Curiosity إجراء تحليل مُفصَّل على الجبل الموجود في منتصف حفرة جال.
وأظهرت البيانات أنه مُكَوَن من الصخور الرسوبية ، الرواسب في سفح الجبل تكونت بفعل المياه بينما تكونت الرواسب العليا بفعل الرياح.
بالرغم من تلك البيانات إلا أن طريقة تكوين الجبل في حفرة جال لم تكن واضحة بدرجة كافية. ولاختبار دقة تلك البيانات قام الباحثون بعمل حفرة صغيرة مشابهة علي كوكب الأرض ووضعوها في نفق تهوية–wind tunnel لدراسة تأثير تدفق الرياح علي النموذج المُصَغَر.
كانت تلك الحفرة الصغيرة ذات قطر 30 سم وبعمق 4 سم ووضعوا رمال رطبة بداخلها ثم قاموا بمراقبة كيف تقوم الرياح بتشكيل الرمال إلي أن طارت الرمال بعيداً ، أثناء تلك العملية التقط العلماء صورًا فوتوغرافية للحفرة وأظهرت أشكالاً لتكوينات مرتفعة مشابهة لتلك الموجودة علي سطح المريخ.
تقول إحدى خريجات كلية أوستن جاكسون لعلوم الأرض بجامعة تكساس ماكنزي داي -Mackenzie Day : «لقد تحولت من حفرة ممتلئة بالمياه إلى ذلك الشكل الجبلي الذي نراه الآن ».
بتجميع البيانات على نماذج حاسوبية أظهرت حركة تدفق الرياح على الحفرة خلال مرورها بمراحل التآكل والتكوين المختلفة. وأشار الباحثون أيضاً إلى أن الجبال والتلال على سطح المريخ المكونة من رسوبيات مائية في السفح ورسوبيات بفعل الرياح في القمة تُعَد دليلاً على أن المريخ كان أكثر دفئاً ورطوبةً في الماضي البعيد.
التحليلات التي أجُريت علي ثلاثين جبل وتل على سطح المريخ أرجعت بداية تكوينهم إلى الحقبة النوحية –Noachian period- أي منذ 3,7 مليار عام تقريباً ، حيث ظهرت تلك المرتفعات في المناطق التي كانت موجودة في تلك الحقبة فقط. ويعُتَقد أن الحقبة النوحية هي تلك الفترة بين مرحلة الرطوبة في الماضي البعيد ومرحلة الجفاف الحالية لكوكب المريخ.
