يُشير بحث جديد إلى أن البشر بدؤوا بارتداء الملابس في وقت مبكر من العصر الحجري، إذ وجدت دراسة جديدة أن علامات الأدوات، الموجودة على العظام الأحفورية لدببة الكهوف من عصر ما قبل التاريخ بعمر 300,000 عام، توحي إلى أن البشر في أوروبا سلخوا جلود الحيوانات.
وُجِدَت العلامات التي اكتُشفت بالقرب من شونينغن في ألمانيا على عظام مشط اليد، وعظام أقدام الدب.
خَلص العلماء إلى أنه لن يكون هناك سبب يدعو البشر إلى قشر عظام يد الدب ما لم يسلخوا الحيوان بحثًا عن الجلود.
قدمت النتائج، التي نُشرت في 23 ديسمبر للعام 2022 في المجلة العلمية «التطور البشري»، بعضًا من أقدم الأدلة على ارتداء البشر للملابس.
قال إيفو فيرهاين -طالب الدكتوراه في جامعة توبينغن الذي عمل على الاكتشافات- في بيان صحفي: «علامات الجروح المكتشفة حديثًا هي إشارة إلى أنه منذ نحو 300,000 عام، كان الناس في شمال أوروبا قادرين على البقاء على قيد الحياة في الشتاء بفضل جلود الدببة الدافئة».
من الصعب الحصول على دليل على ما كان يرتديه الناس في العصر الحجري، ذلك لأن الملابس عادةً ما تكون مصنوعة من مواد عضوية تتحلل بيولوجيًا بمرور الوقت ولا تترك أي أثر يُذكر بعد أكثر من 100,000 عام.
إن علامات الجروح على العظام، التي تبقى لفترة أطول بكثير «تُفسَّر غالبًا في علم الآثار على أنها مؤشر على الانتفاع من اللحوم» بحسب ما قال فيرهاين، وأضاف: «لكن لا يكاد يوجد أي لحوم يمكن استعادتها من عظام اليد والقدم. في هذه الحالة، نستطيع أن نعزو علامات الجروح الجيدة والدقيقة إلى سلخ الجلد بعناية».
أدلة على صيد وحشي
يعتقد العلماء أنه من المحتمل أن هذه الدببة قد قُتلت في الصيد، نظرًا لسلخهم.
فوفقًا للبيان الصحفي، سرعان ما يصبح شعر الجلد غير قابل للاستخدام بعد النفوق، لذلك من غير المحتمل أن يصادف البشر دبًا مات مُسبقًا في البرية ثم عادوا بالجلد والعظام.
دليل آخر هو أن جميع عظام وأسنان دببة الكهوف الموجودة في الموقع الأثري كانت لدببة بالغة، وهو ما يعتبر عادة مؤشرًا على الصيد، وفق ما قال فيرهاين.
من المؤكد أن هذه كانت مهمة شاقة على البشر في العصر الحجري، إذ قد تنمو دببة الكهوف حتى 2200 رطل – أي بحجم دب كودياك الألاسكي الحديث.
اقرأ أيضًا:
ما سر ولع رسامي العصر الحجري بالخيول، حتى قبل ترويضها بآلاف السنين؟
ترجمة: صفا روضان
تدقيق: رغد أبو الراغب