تستخدم المعالجة الكثيبة -ما يعرف بالعلاج الإشعاعي الداخلي- لمعالجة سرطان البروستات والثدي وغيرها من السرطانات. يضع مقدم الرعاية الصحية حبيبات مشعة صغيرة داخل الورم أو بالقرب منه، تصدر هذه الحبيبات إشعاعات تدمر الخلايا السرطانية. يحافظ هذا العلاج على الأنسجة السليمة المحيطة. المعالجة الكثيبة علاج فعال للأورام غير المنتشرة.
المعالجة الكثيبة نوع من العلاج الشعاعي للأورام السرطانية، يتضمن زرع حبيبات مشعة قرب الورم. تطلق هذه الزرعات إشعاعًا مدةً قصيرة من الزمن. يمكن بواسطة المعالجة الكثيبة إطلاق كميات كبيرة من الإشعاع لتقليص الورم وتدميره، مع الحفاظ على النسيج السليم. قد تُستخدم المعالجة الكثيبة بمفردها، أو بالاشتراك مع علاجات أُخرى مثل العلاج الإشعاعي الخارجي، أو الجراحة.
ما أنواع المعالجة الكثيبة؟
1- الزرعات المؤقتة:
- المعالجة الكثيبة بمعدل جرعة منخفض: إذ تطلق الزرعات جرعات منخفضة من الإشعاع باستمرار، من يوم إلى سبعة أيام، ثم تُزال.
- المعالجة الكثيبة بمعدل جرعة عالٍ: إذ تطلق الزرعات جرعات عالية من الإشعاع خلال جلسات من العلاج تستمر 10-20 دقيقة. تُزال الزرعات في نهاية كل جلسة. يتراوح عدد الجلسات من جلستين يوميًا مدة 5 أيام، إلى جلسة واحدة أسبوعيًا مدة 5 أسابيع.
2- الزرعات الدائمة:
تطلق هذه الزرعات جرعات منخفضة من الإشعاع باستمرار على مدى عدة أسابيع إلى عدة أشهر. ينخفض مستوى النشاط الإشعاعي تدريجيًا بمرور الوقت إلى أن تصبح الزرعات غير نشطة. تبقى هذه الزرعات داخل الجسم، ما يُعرف باسم زراعة الحبيبات.
ما أنواع السرطانات التي تعالج بالمعالجة الكثيبة؟
المعالجة الكثيبة فعالة في تدمير الأورام التي لم تنتشر، إذ تستخدم لعلاج الأنواع التالية من السرطان:
- سرطان البروستات
- سرطان باطن الرحم أو سرطان عنق الرحم أو سرطان المهبل
- سرطان الثدي
- سرطان العين
- سرطانات الرأس والعنق.
تفاصيل الإجراء:
كيفية تحضير المريض للمعالجة الكثيبة:
يُجري الطبيب فحصًا فيزيائيًا مع مراجعة التاريخ الطبي للمريض. وقد يجري فحوصات للدم وتصويرًا طبيًا للمساعدة على التخطيط السليم للمعالجة. ثم يشرح خطوات التحضير للإجراء للمريض، قد يتطلب ذلك:
- التوقف عن تناول الأدوية المؤثرة في تخثر الدم، مثل مميعات الدم.
- تنظيف اﻷمعاء باستخدام حقنة شرجية قبل الإجراء.
- عدم شرب أو تناول أي شيء لعدة ساعات قبل الذهاب للمشفى.
- وقف التدخين.
تفاصيل المعالجة الكثيبة:
يعتمد الإجراء على نوع السرطان وعلى نوع المعالجة الكثيبة المستخدمة، مؤقتة أم دائمة، وتعتمد على موضع الزرع.
- المعالجة الكثيبة الخلالية: إذ توضع الزرعات مباشرةً داخل الورم. وهو ما يحدث في أثناء العلاج الإشعاعي الموضعي لسرطان البروستات وبعض أنواع السرطانات النسائية والساركوما.
- المعالجة الكثيبة داخل تجويف: توضع الزرعات بالقرب من الورم داخل تجويف الجسم. وهو ما يحدث غالبًا في أثناء المعالجة الكثيبة لسرطانات الرحم وعنق الرحم والمهبل.
قد تُستخدم أدوية لمنع الألم في أثناء العلاج الإشعاعي الموضعي. ثم يجري الطبيب ما يلي:
- إدخال قثطرة أو جهاز تطبيق: إذ يوضع جهاز إرسال الزرعات المشعة إلى الورم. ويستخدم التصوير للتحقق من وضع الجهاز بشكل صحيح.
- إدخال الزرعة خلال القثطرة أو أداة التطبيق: توضع الزرعة داخل الورم أو بالقرب منه. تطلق الزرعة جرعة إشعاعية محددة تقتل الخلايا السرطانية.
- إزالة الزرعة (في الأشكال المؤقتة من المعالجة الكثيبة): في حالة المعالجة الكثيبة عالية التردد، تُزال الزرعة بعد كل جلسة علاج.
كم من الوقت تستغرق العملية؟
تستغرق إجراءات المعالجة الكثيبة من 30 دقيقة إلى بضع ساعات. يعتمد إجمالي مدة العلاج على نوع المعالجة الكثيبة:
- المعالجة الكثيبة عالية التردد: تظل الزرعات في مكانها عدة دقائق قبل إزالتها. قد تحتاج إلى عدة جلسات يوميًا موزعة على أسبوع، أو مرة واحدة في الأسبوع موزعة على عدة أسابيع.
- المعالجة الكثيبة منخفضة التردد: قد تظل الزرعات داخل الجسم مدة تصل إلى أسبوع. أما الأشكال الدائمة من المعالجة الكثيبة طويلة الأمد فتظل في الجسم، إذ تتوقف الزرعات عن إطلاق الإشعاع.
ماذا يحدث بعد تلقي المعالجة الكثيبة؟
يُقدم للمريض مسكنات الألم اللازمة. في بعض الحالات يكون بوسع المريض المغادرة في اليوم ذاته، وأحيانًا في اليوم التالي.
ما فوائد المعالجة الكثيبة؟
المعالجة الكثيبة علاج فعال للسرطانات الموضعية. إذ تطلق الزرعات جرعات قوية من الإشعاع تدمر الخلايا السرطانية مع الحفاظ على النسيج السليم المجاور. ما يعني خطورة أقل لظهور الأعراض الجانبية الناجمة عن التعرض للإشعاع. وقت التعافي بعد المعالجة الكثيبة قد يكون أقصر من أنواع علاجات السرطان الأُخرى.
مدى نجاحها:
المعالجة الكثيبة علاج ناجح للأورام التي لم تنتشر. أظهرت دراسة حديثة استخدام المعالجة الكثيبة بتزايد، لمساعدة المصابات بسرطان عنق الرحم على العيش فترة أطول. أظهرت الأبحاث أنه في بعض الحالات، يمكن للمعالجة الكثيبة التخلص من سرطان البروستات ومنع عودته.
عوامل الخطر والاختلاطات:
تعتمد الآثار الجانبية المحتملة على نوع السرطان ونوع المعالجة الكثيبة. عادة ما تتحسن الآثار الجانبية فور تخلص الجسم من الإشعاع. تشمل بعض الآثار التي قد تستمر لبعض الوقت بعد العلاج:
- صعوبة التبول أو سلس البول
- ضعف الانتصاب
- ندبات المهبل
- التعب
- سلس البراز أو الإمساك أو الإسهال
- الغثيان والإقياء.
عادةً ما تحدث الآثار الجانبية في الجزء الذي توجد به الزرعة من الجسم. مثلًا، يؤدي زرع الحبيبات في غدة البروستات إلى أعراض تتعلق بالتبول أو التبرز.
الوقت اللازم للتعافي:
قد تتطلب المعالجة الكثيبة الداخلية فترة تعاف أقصر من علاجات السرطان الأخرى، مثل الجراحة. اعتمادًا على الإجراء، قد يحدث تحسن في غضون بضعة أيام إلى أسبوع. قد يحتاج المريض إلى الحد من نشاطه والحصول على قسط إضافي من الراحة بعد العلاج.
هل من الآمن الوجود قرب شخص يخضع للمعالجة الكثيبة؟
يجب اتباع التعليمات المتعلقة بكيفية التعامل مع الآخرين بأمان بعد إجراء المعالجة الكثيبة. في حالة المعالجة الكثيبة الدائمة، قد يتعرض الآخرون للإشعاع لعدة أسابيع أو أشهر. مع أن خطر التعرض ضئيل، يجب الحد من الوجود قرب الأطفال الصغار والحوامل.
أما في حالة المعالجة الكثيبة المؤقتة، فلا يوجد أي تعرض للإشعاع للأشخاص المحيطين.
افرأ أيضًا:
العلاج الشعاعي ل السرطان ( الجزء الثاني )
ماذا لو لم ينجح العلاج الكيميائي؟
ترجمة: طارق أبو لبن
تدقيق: وسام صايفي