ما تعريف المشيمة المحتبسة؟
تعد المشيمة عضوًا مؤقتًا، إذ تنمو خلال الحمل بهدف تصفية الأوكسجين والدم والمغذيات التي تصل إلى الجنين، وتُطرح من الجسم بعد الولادة بفترة وجيزة، وتُعرف بالمشيمة المحتبسة عندما تبقى كلها أو جزء منها في الرحم بعد الولادة، الأمر الذي قد ينتج عنه تأثيرات جانبية خطيرة.
أسباب المشيمة المحتبسة:
عادةً ما تخرج المشيمة خلال 18 إلى 60 دقيقة بعد ولادة الطفل، إذ تساهم تقلصات الرحم في انفصال المشيمة عن جدرانه وبالتالي طرحها خارجًا، ومن أسباب الخلل في هذه العملية:
- قلة التقلصات الرحمية، وتمثل أشهر أسباب المشيمة المحتبسة.
- نمو المشيمة داخل جدار الرحم.
- انغلاق عنق الرحم.
- الولادة المبكرة.
- تعدد الولادات.
- سوابق جراحية على الرحم.
- الحمل عبر الإخصاب المساعد (IVF).
- احتباس المشيمة في حمل سابق.
- التشوهات الرحمية.
- تناول دواء الأوكسيتوسين لفترة طويلة.
تتضمن أسباب تناقص التقلصات الرحمية واضطراباتها كلًا مما يلي:
- الجنين العرطل (كبير الحجم).
- تعدد الولادات.
- جرعات زائدة من الأوكسيتوسين.
- المخاض الطويل.
- المخاض السريع.
- الحمل المتعدد (توأم أو أكثر).
- الأورام الليفية.
- التسريب الوريدي لسلفات المغنيزيوم.
أعراض المشيمة المحتبسة:
يعد عدم خروج المشيمة أوضح علامة للمشيمة المحتبسة، بينما يمثل فقد الدم المفاجئ والنزف المهدد للحياة أشيع الأعراض.
قد تُطرح معظم المشيمة في بعض الأحيان بينما تبقى أجزاء منها عالقة داخل الرحم، فتظهر عندها بعض الأعراض المتأخرة مثل:
- حدوث نزف غزير متأخر.
- خروج خثرات دموية.
- حمى.
- قشعريرة.
- الإصابة بالإعياء أو ما يشبه الزكام.
- مفرزات مهبلية كريهة الرائحة.
يُنصح بالاحتفاظ بالفوط الصحية في حال وجود دم كثيف أو خثرات دموية، واستشارة الطبيب مباشرة.
مخاطر المشيمة المحتبسة:
تطرح معظم النساء المشيمة بصورة سليمة بعد ولادة الطفل، ولكنها تبقى عالقة داخل الرحم في بعض الأحيان، وتتضمن مخاطر احتباسها:
- النزف المهدد للحياة: إذ تحدث خسارة دموية كبيرة ومهددة للحياة في حال احتباس المشيمة تُعرف طبيًا بالنزف (Hemorrhaging).
- الخمج أو الإنتان: قد يحدث عند بقاء المشيمة أو أجزاء منها داخل الرحم.
من الضروري إزالة أي بقايا مشيمية أو غشائية عالقة داخل الرحم، واستشارة الطبيب بعدها مباشرة، وكذلك يتعين الذهاب إلى أقرب مستشفى عند حدوث نزف صاعق، إذ يمثل حالة طبية طارئة.
العلاج:
قد تزيد بعض الحالات احتمالية عدم تقلص الرحم بالشكل المناسب ما يؤدي إلى احتباس المشيمة، لذلك يسأل الطبيب بعناية عن التاريخ الطبي للمريضة، وعدد الولادات ونوعها (مهبلية أو قيصرية)، وقد يضع خطة خلال الحمل لضمان عدم احتباس المشيمة والتحضير للعلاج في حال حدوثه.
عادةً ما يطلب الطبيب أو القابلة اتخاذ بعض الإجراءات بعد الولادة مباشرةً لمنع احتباس المشيمة داخل الرحم، مثل:
- الإرضاع الطبيعي من الثدي: إذ يتعين البدء به عند أقرب فرصة ممكنة بعد الولادة، لدوره الهام في تحريض التقلصات الرحمية وتجنب احتباس المشيمة.
- تغيير الوضعية: كالدوران الجانبي والقرفصاء، إذ يساعد ذلك في تقلص الرحم وطرح المشيمة خارجًا.
- تدليك الرحم: قد يقوم الطبيب بعد الولادة بتدليك البطن للمساعدة في تقلص الرحم، وتُجرى هذه العملية بعد الولادة الثانية، لأن تعدد الولادات يؤهب لعدم تقلص الرحم بالشكل المناسب.
- الأدوية: قد يلجأ الطبيب إلى إعطاء بعض الأدوية التي تحرض تقلص الرحم عند فشل العلاجات السابقة.
- الإزالة اليدوية: قد يلجأ الطبيب إلى إخراج المشيمة باستخدام يديه في حال احتباسها داخل الرحم، وذلك بعد فشل طرق العلاج السابقة، وتجرى هذه العملية تحت التخدير العام أو فوق الجافية.
- الجراحة: تعد الجراحة الخيار العلاجي الأخير، وقد يضطر الطبيب إلى استئصال الرحم في حال نمو المشيمة ضمن جداره وامتدادها إلى الأنسجة الأخرى.
تحمل الجراحة والإزالة اليدوية للمشيمة المحتبسة مخاطر عديدة، إذ تزداد احتمالية الإصابة بالإنتان والنزف المهدد للحياة والتهاب بطانة الرحم، وقد يصف الطبيب الصادات الحيوية لوقف الإنتان والتهاب بطانة الرحم.
أخيرًا، لا تمثل المشيمة المحتبسة حالة طبية شائعة، لكن حدوثها يبقى ممكنًا، فطرح المشيمة عبر دفعها خارجًا يمثل جزءًا من الولادة يحرص الطبيب على مراقبته.
اقرأ أيضًا:
نزول المشيمة (انزياح المشيمة): الأعراض والعلاج
سقوط المشيمة بعد الولادة، إليك ما يجب معرفته
ترجمة: نور أحمد الشعار
تدقيق: أنس الرعيدي
مراجعة: أحلام مرشد