يُعتَقَد أن الديناصورات انقرضت قبل 65 مليون عام بسبب ضربة مذنّب!
قد تكون الأرض معرضة لخطر ضربات الأجرام السماوية أكثر مما كان يعتقد سابقًا، هذا ما أكده العلماء الذين اقترحوا ضرورة مراقبة المذنبات العملاقة البعيدة عن كثب .
وتركّز معظم البحوث المتعلقة بمدمرات الأرض المحتملة، على الأجسام الموجودة في حزام الكويكبات الواقع بين المريخ؛ جار الأرض الخارجي، والمشتري من الجهة الأخرى .
لكن الباحثين لاحظوا أن اكتشاف المئات من المذنبات العملاقة الملقبة بالقناطير في العقدين الأخيرين، والممتدة على مدارات أكثر اتساعًا؛ يتطلب توسيع قائمة الأخطار المحتملة .
يتراوح قطر كرات الثلج والغبار هذه في العادة بين 50-100 كلم، أي بين 31-62 ميلًا، وتمتلك مدارات إهليلجية وغير مستقرة تبدأ من وراء نبتون؛ الكوكب الأبعد عن الشمس، وتتقاطع مساراتها مع مسارات الكواكب العملاقة مثل المشتري وزحل وأورانوس ونبتون، والتي تتسبب حقول الجاذبية الناشئة عنها في توجيه أحد هذه المذنبات نحو الأرض كل 40-100 ألف عام.
وعادةً ما تتفتت هذه المذنبات تدريجيًا باقترابها من الشمس، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور ما يسمى بذيل حطام المذنبات، متسببًا في انعكاسات لا مفر منها على كوكبنا.
إن انحلال مثل هذه المذنبات العملاقة، قد ينتج عنه قصف من المذنبات لفترات متقطعة ولكن مطولة قد يصل بعضها إلى 100 ألف سنة،كما و كتب فريق البحث العلمي في المجلة الملكية للمجتمع الفلكي، مؤكداً أن تقدير الخطر الخارجي بالنظر إلى الكويكبات القريبة من الأرض فقط، فيه استهانة بقدرات الطبيعة.
ولاحظ الفريق أن قنطورًا واحدًا -وهو مخلوق إغريقي خرافي أُطلق اسمه على مثل هذه المذنبات- يحتوي كتلة تفوق كتلة جميع الكويكبات التي مرت بالأرض وتم رصدها حتى هذه اللحظة.
في العقود الثلاث الماضية؛ كرّس العلماء جهدًا كبيرًا في تحليل وحساب خطر اصطدام إحدى الكويكبات بالأرض، يقول بيل نابيير”Bill Napier” من جامعة بيرمينغهام، ويضيف أنّ العمل يقترح ضرورة النظر إلى الأجسام الواقعة على مسافات أبعد من الجوار المباشر للأرض، والوصول إلى ما وراء مدارات المشتري لرصد القناطير، “لو كنا على حق فقد تشكل هذه النيازك البعيدة خطرًا حقيقيًا، ولا بدّ أن الوقت حان لفهمها بطريقة أفضل “يقول.
ويظن العلماء أنّ قصفًا من المذنبات ربما يكون قد سبّب انطلاق الحياة على الأرض، من خلال جلبه للهباءات العضوية والماء، وربما تكون ضربة مذنب أيضًا تسببت في انقراض الدينصورات قبل 65 عامًا.
ويشير الفريق إلى عدم وجود أخطار حقيقية في الوقت الحالي، رغمَ أنّ مسارات المذنبات لا يمكن التنبأ بها على نطاق واسع.
إن قدوم قنطور، حسبما ورد في كاتبات العلماء، يحمل خطر ضخ الغبار والدخان داخل الغلاف الجوي بكمّيّة شبيهة لتلك المتوقعة في دراسات الشتاء النووي، في إشارةٍ إلى التغيرات المناخية المفترض أن تنجم عن السخام الذي قد يطلق في الجو في حال نشوب حرب نووية.
يستنتج العلماء من ذلك أن هناك احتمالات تبدو عالية لحدوث مثل هذا الحدث الفلكي من بين الظواهر الطبيعية.