المخيخ جزء من أجزاء الدماغ، يؤدي دورًا حيويًا في أداء معظم الحركات الجسدية، بما في ذلك حركات العين، ومنه قد تسبب أذيات المخيخ رغم ندرتها صعوبات في الحركة والتنسيق والتعب وغيرها من المشاكل الأخرى.
تشريح الدماغ:
الدماغ عضو شديد التعقيد، ويتكون من ثلاثة أجزاء رئيسة، المخ وجذع الدماغ والمخيخ.
1- المخيخ:
هو الجزء السفلي من الدماغ ويمثل حوالي 10٪ من إجمالي وزنه فقط، لكنه يحتوي على نحو 80٪ من مجموع الخلايا العصبية في كل الدماغ.
2- المخ:
- يشارك المخ في الوظائف التي تتطلب مستويات أعلى من التفكير والعمل، وهو الجزء الأكبر من الدماغ ويتموضع في الجزء الأمامي العلوي وله أربعة فصوص تشكله ولكل منها وظيفة مختلفة.
- الفص الجبهي: يتموضع في مقدمة المخ، وهو مسؤول عن التفكير والسلوك البشري، مثل: التخطيط والمحاكاة واتخاذ القرارات والتحكم في الانفعالات والانتباه.
- الفص الجداري: يقع خلف الفص الجبهي، ويعالج هذا الفص المعلومات الحسية ويساعد الفرد على معرفة موقعه في بيئته.
- الفص الصدغي: مكانه في الجزء السفلي من الدماغ، وله روابط قوية مع الذاكرة البصرية واللغة والعاطفة.
- الفص القذالي: يتموضع في الجزء الخلفي من الدماغ، قريبًا من المخيخ، ويعالج المدخلات البصرية القادمة من العين.
3- جذع الدماغ:
جذع الدماغ هو الجزء السفلي من الدماغ، يقع أسفل المخ ويربطه مع النخاع الشوكي. يتكامل عمل جذع الدماغ والمخ في تعزيز الوظيفة البدنية والعقلية.
ويُعد مركزًا للوظائف الحيوية، مثل: التنفس والدوران والنوم والهضم والبلع، التي تمثل العمليات اللا إرادية التي يتحكم بها الجهاز العصبي اللا إرادي، بالإضافة إلى أن جذع الدماغ يتحكم في ردود الفعل أيضًا.
وظائف المخيخ المميزة:
للمخيخ عدة وظائف متعلقة بالحركة والتنسيق، بما في ذلك:
- الحفاظ على التوازن: يملك المخيخ مستقبلات خاصة تتحسس وضعية الجسم في حالتي في التوازن والحركة، وتقدم معلومات حول موضع أجزاء الجسم بالنسبة لبعضها البعض.
- تنسيق الحركة: تتطلب معظم حركات الجسم التنسيق بين المجموعات العضلية حتى يتمكن الجسم من التحرك بسلاسة.
- الرؤية: إذ ينسق المخيخ حركات العين.
- التعلم الحركي: يساعد المخيخ الجسم على تعلم الحركات التي تتطلب الممارسة والضبط الدقيق. على سبيل المثال: تعلم ركوب الدراجة أو العزف على آلة موسيقية.
- وظائف أخرى: يعتقد الباحثون أن للمخيخ دورًا ما في التفكير ومعالجة اللغة والمزاج، ومع ذلك، فإن المعتقدات المتعلقة بهذه الوظائف ما زالت قيد الدراسة.
اضطرابات المخيخ:
نتيجة للعلاقة الوثيقة بين المخيخ والحركة، فإن أكثر العلامات شيوعًا على اضطرابات المخيخ هو فقدان التحكم في العضلات.
وتشمل بقية الأعراض أو العلامات ما يلي:
- فقدان السيطرة على حركة العضلات والتنسيق بينها.
- صعوبات في المشي والتوازن.
- صعوبة في الكلام أو كلام بطئ متقطع.
- حركات العين غير الطبيعية.
- الصداع.
تؤثر اضطرابات عديدة في المخيخ، بما في ذلك:
- السكتة الدماغية.
- نزيف الدماغ.
- التعرض للسموم.
- شذوذات جينية.
- العدوى.
- السرطان.
أما العرض الرئيس لضعف المخيخ هو الرَنح، وهو ضعف التحكم في العضلات ما يسبب ثقل الحركات الإرادية، ومنه صعوبة في المشي وحفظ التوازن، وهو أول العلامات على الأذية المخيخية ثم يتبعه حدوث صعوبات الكلام وفقدان تناسق حركات العين واليدين بعد فترة وجيزة.
ينتج الرنح عن الكثير من الحالات المرضية، مثل: الإصابة الفيروسية أو الورمية في الدماغ، ويعد فقدان التنسيق العضلي من أبرز أعراض الرَنح، وتشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
- رؤية ضبابية.
- صعوبة في البلع.
- التعب.
- صعوبات في التحكم الدقيق بالعضلات.
- تغيرات في المزاج أو التفكير.
أهم العوامل المسببة للرنح:
- الأسباب الجينية.
- السموم التي تضر الدماغ.
- السكتة الدماغية.
- الأورام.
- إصابة في الرأس.
- التصلب المتعدد.
- الشلل الدماغي.
- جدري الماء والالتهابات الفيروسية الأخرى.
في بعض الأحيان يتراجع الرَنح عندما يكون المسبب الأساسي قابلًا للعلاج، وفي حالات أخرى يختفي فجأة دون تدخل.
1- الرَنح سمُّي المنشأ:
إن المخيخ عرضة للسموم، ومن ضمنها:
- الكحول، والذي يعد أشيع سبب للرنح سميّ المنشأ.
- بعض زمر الأدوية، وخاصة الباربيتورات والبنزوديازيبينات.
- المعادن الثقيلة، مثل الزئبق والرصاص،
- المذيبات، مثل: مخففات الطلاء.
تتلف هذه السموم الخلايا العصبية في المخيخ، مما يؤدي إلى الرَنح.
2- الرَنح فيروسي المنشأ:
على الرغم من أنه أمرٌ نادر، لكن ربما تكون العدوى الفيروسية سببًا مهمًا للرَنح.
ومن الفيروسات التي قد تسبب الرَنح ما يلي:
- فيروس جدري الماء.
- فيروس كوكساكي.
- فيروس ابشتاين بار EBV.
- فيروس نقص المناعة البشرية HIV.
- داء لايم.
3- الرَنح الناجم عن السكتة الدماغية:
تحدث السكتة الدماغية نتيجة انسداد في أحد أوعية الدماغ ومنه انخفاض تدفق الدم إلى الخلايا الدماغية، ونحو 1-4% فقط من السكتات الدماغية تحدث في المخيخ.
وإلى جانب الرَنح، ربما يُحدث النزيف أو الاحتشاء في المخيخ ما يلي:
- الصداع.
- الدوخة.
- الغثيان والقيء.
علاج السكتة الدماغية يعالج الرَنح، ويفيد العلاج الفيزيائي في التحسين من الأضرار الدائمة.
4- أسباب أخرى للرنح:
تنتج بعض أنواع الرنَح عن أسباب متفرقة أخرى، مثل: الأسباب التنكسية أو الوراثية.
فتسبب الطفرات الجينية الرَنح الوراثي في المخيخ وهو أمرٌ نادر، لكن النوع الأكثر شيوعًا هو رنح فريدريك، الذي يصيب نحو 1 فقط من كل 40.000 شخص.
أما الرَنح مجهول السبب هو مجموعة من الاضطرابات التنكسية التي تؤثر على الحركة، تتطور ببطء وربما تصل إلى ضمور أجهزة متعدد، ولا دليل على علاقتها بالوراثة.
ولها مجموعة من الأعراض، منها:
- فقدان الوعي.
- اضطراب في معدل ضربات القلب.
- ضعف الانتصاب.
- فقدان السيطرة على المثانة.
عادةً ما تزداد هذه الاضطرابات سوءًا بمرور الوقت، ولا يوجد علاج محدد لمنع تفاقم الأعراض أو علاجها، باستثناء بعض حالات الرَنح التي يسببها نقص فيتامين E.
لكن توجد أجهزة عديدة ربما تساعد الأشخاص الذين يعانون من الرَنح غير المعكوس، مثل العصي والأجهزة الإلكترونية المتخصصة لدعم الحركة، والكلام، والتحكم الدقيق في العضلات.
أورام المخيخ:
الأورام هي خلايا غير طبيعية تنمو في مكانها أو تشكل نقائل وتنتشر في أعضاء الجسم المختلفة.
قد تكون هذه الأورام حميدة ولا تنتشر في الجسم، أو خبيثة تتكاثر بسرعة وتنتشر، ومنه الإصابة بالسرطان.
تشمل أعراض وجود الورم في المخيخ ما يلي:
- الصداع.
- القيء غير المترافق مع الغثيان.
- الترنح.
- صعوبات في التنسيق.
يختلف التشخيص والعلاج وفقًا لعمر المريض وحالته الصحية العامة ومرحلة المرض والتوقعات المحتملة وعوامل أخرى.
الوقاية من إصابات المخيخ:
أفضل طريقة لتجنب تلف المخيخ هي الحفاظ على صحة الدماغ عمومًا. وقد يساعد تجنب عوامل خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية والحماية من إصابات الدماغ والتعرض للسموم على منع حدوث بعض أشكال الرَنح.
وإليكم بعض سبل الوقاية:
- الإقلاع عن التدخين: يُعد التدخين أحد عوامل خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية، بسبب زيادة لزوجة الدم ورفع التوتر الشرياني.
- الحد من تناول الكحول: إن الكميات الكبيرة من الكحول تلحق الضرر بالمخيخ، إذ يرفع الكحول أيضًا ضغط الدم، الذي يزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
- ممارسة الرياضة: يفيد النشاط البدني المنتظم القلب والأوعية الدموية ويقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، ويوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC بممارسة الرياضة لمدة 2.5 ساعة أسبوعيًا.
- حماية الرأس: ارتداء أحزمة الأمان والخوذات والتقيد بقواعد السلامة في المنزل والخارج يقلل من خطر إصابة الدماغ، فيجب اتخاذ تدابير الحماية لتجنب السقوط، بإلاضافة إلى مراقبة الأطفال ومنع وصولهن إلى الشرفات.
- تجنب التعامل مع الرصاص: لم تعد شركات البناء تستخدم الرصاص، ولكن قد تحتوي المنازل القديمة على أنابيب أو طلاء يحوي على الرصاص. ويجب تنظيف المنزل والتخلص من الغبار الذي قد يحتوي على الرصاص ومنع الأطفال من اللعب في التربة.
اقرأ أيضًا:
ترجمة: تيماء القلعاني
تدقيق: حُسام الدِّين طَلعَت
