تُعد المتلازمة الكبدية الكلوية (Hepatorenal syndrome) (HRS) نوع فشل كلوي متفاقم يصيب المرضى الذين يعانون من تلف كبدي شديد، سببه غالبًا تشمع الكبد أو التهاب الكبد. ففي الوقت الذي تتوقف فيه الكلية عن العمل، تبدأ السموم بالتجمع في الجسم، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى فشل كبدي.
يوجد شكلان من المتلازمة الكبدية الكلوية:
- النوع الأول: يصحبه فشل كلوي سريع وزيادة في إنتاج الكرياتينين.
- النوع الثاني: يصحبه تلف أكثر تدرجًا للكلية، إذ يتفاقم عادةً ببطء، وتكون الأعراض بالعادة خفيةً وطفيفةً.
تُعد المتلازمة الكبديّة الكلويّة حالةً خطيرةً جدًا، فهي قاتلة على الأغلب. طبقًا لدراسة نُشرت في “(Clinical Biochemist (Reviews”: لدى المرضى المصابين بالنوع الأول من المتلازمة الكبديّة الكلويّة متوسط نجاة يصل لأسبوعين.
يموت جميع المرضى من النوع الأول في غضون [8-10] أسابيع ما لم تُجرَ عملية زراعة كبد عاجلة. تمتد فرصة النجاة عند مرضى النوع الثاني إلى 6 أشهر في المتوسط.
ما هي أعراض المتلازمة الكبدية الكلوية؟
يجب علاج أعراض المتلازمة الكبدية الكلوية، فهي حالة طبية طارئة تستلزم الاتصال بالطبيب فورًا في حال ظهرت أي من أعراضها. ويجدر بالذكر أن العلاج يصبح عاجلًا بشكل خاص إن كنت تُعالَج حاليًا من مشاكل أخرى في الكلى.
الأعراض الشائعة للمتلازمة الكبدية الكلوية:
- تشوش ذهني.
- هذيان (delirium).
- غثيان.
- تقيؤ.
- خرف.
- زيادة في الوزن.
- يرقان (jaundice).
- خروج بول قليل.
- بول غامق اللون.
- تورم في البطن.
أسباب وعوامل خطر الإصابة بالمتلازمة الكبدية الكلوية
تكون دائمًا المتلازمة الكبدية الكلوية إحدى مضاعفات أمراض الكبد، إذ يسبب تشمع الكبد هذه الحالة غالبًا. إن كنت مصابًا بتليف الكبد، فقد يزيد خطر إصابتك بالمتلازمة الكبدية الكلوية إن ترافق مع:
- ضغط دم غير مستقر.
- استعمال مدرات البول (diuretics).
- التهاب الكبد الكحولي الحاد.
- نزيف دموي مَعدي معوي.
- التهاب الصفاق الجرثومي العفوي (spontaneous bacterial peritonitis).
- عدوى أخرى (خصوصًا في الكلى).
تشخيص المتلازمة الكبدية الكلوية
قد يشتبه الطبيب بإصابتك بالمرض أولًا حين يجري لك الفحص البدني. سيبحث عن العلامات التالية للمتلازمة الكبدية الكلوية:
- نسيج ثدي متورم.
- تقرحات على الجلد.
- تجمع سوائل في البطن.
- يرقان.
يعني تشخيص المتلازمة الكبدية الكلوية استبعاد أي أسباب أخرى للفشل الكلوي. ويتطلب هذا سلسلةً من فحوصات الدم والبول، إذ تساعد الفحوصات طبيبك في تقييم وظائف كبدك وكليتيك.
تصيب المتلازمة الكبديّة الكلويّة في حالات نادرة المرضى الذين تلف كبدهم لأسباب أخرى سوى التشمع، فإن كنت غير مصاب بتشمع الكبد، قد يطلب الطبيب فحوصات إضافية للكشف عن التهاب كبد فيروسي أو كحولي.
علاج المتلازمة الكبدية الكلوية
تساعد الأدوية المضيقة للأوعية (vasoconstrictors)في علاج انخفاض الضغط الذي تسببه المتلازمة الكبديّة الكلويّة. وقد يلزم الغسيل الكلوي لتخفيف الأعراض الكلوية، إذ يرشح الغسيل الكلوي الفضلات الضارة، والأملاح الزائدة، والماء الفائض من الدم، وهو يُجرى في مستشفى أو عيادة غسيل كلوي.
تُعد زراعة الكبد أكثر فعاليةً لعلاج المتلازمة الكبدية الكلوية، ولكن قائمة انتظار زراعة الكبد طويلة، وقد يتوفى الكثير من المرضى قبل أن يغدو الكبد متاحًا. إن حالفك الحظ وتمكنت من إجراء عملية زراعة كبد، تزداد فرصة نجاتك بشكل كبير.
المضاعفات والمآل طويل الأجل لمرضى المتلازمة الكبدية الكلوية
تُعد المتلازمة الكبدية الكلوية قاتلةً غالبًا، بالرغم من ذلك فزراعة الكبد تطيل من حياتك.
تظهر مضاعفات المتلازمة الكبدية الكلوية خلال المراحل الأخيرة من مرض الكلى. وتشمل الآتي:
- زيادة السوائل.
- عدوى ثانوية.
- تلف في الأعضاء.
- غيبوبة.
الوقاية من المتلازمة الكبدية الكلوية
تُعد الطريقة الوحيدة للوقاية من المتلازمة الكبدية الكلوية هي الحفاظ على كبدك سليمًا وصحيًا. ولتقليل خطر الإصابة بتشمع الكبد، تجنب الإفراط في شرب الكحول.
يتعين عليك أيضًا تجنب الإصابة بالتهاب الكبد. يمكن الوقاية من التهاب الكبد (A) و(B) عن طريق اللقاح. لا يوجد في الوقت الحالي لقاح ضد التهاب الكبد (C) ولكن يمكن اتباع إرشادات للوقاية من التهاب الكبد (C):
- غسل اليدين بعد المصافحة.
- فحص شريكك الجنسي للتأكد من خلوه من التهاب الكبد (C).
- لا تشارك استعمال الإبر مع الآخرين.
- لا تستعمل العقاقير غير القانونية.
- مارس الجنس الآمن دائمًا.
لا يمكن الوقاية من بعض أسباب تشمع الكبد. إن كنت في خطر التعرض لتشمع الكبد، قد يطلب الطبيب منك مراقبة وظائف الكبد بانتظام، وقد يطلب فحوصات دم وأشعة للكشف عن علامات المرض مبكرًا.
اقرأ أيضًا:
أهم التشوهات الكلوية عند الولادة وأكثرها شيوعًا
القصور الكلوي الحاد Acute Kidney Injury
الجهاز البولي: حقائق ووظائف وأمراض
الفشل الكبدي ، الأسباب والأعراض وطرق العلاج
تليف الكبد: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: لُبيد الأغبري
تدقيق: تسنيم الطيبي
مراجعة: آية فحماوي