الفيروس المضخم للخلايا هو من الفيروسات الحلئية (الهربس (herpes)) الشائعة. لا يعلم الكثير من حاملي الفيروس أنهم مصابون بسبب عدم ظهور الأعراض، إلا أن هذا الفيروس، الذي يبقى خاملًا في الجسم، يسبب مضاعفات للمرأة الحامل وللمرضى ذوي المناعة الضعيفة. ينتقل الفيروس عن طريق سوائل الجسم (الدم والبول والسائل المنوي وحليب الأم واللعاب وإفرازات عنق الرحم والمهبل). وينتقل أيضًا من الأم الحامل إلى الجنين، إذ يُعتَبر من الفيروسات التي تنتقل بصورة شائعة إلى الجنين في مراحل نموه.
وفقًا لتقديرات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (Center of disease Control and prevention) – CDC)) فإن أكثر من 50% من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية يصابون بهذا الفيروس عند بلوغهم سن الأربعين. ويصيب الفيروس الذكور والإناث على حد سواء من كافة الفئات العمرية والإثنية.
أعراض الفيروس المضخم للخلايا
الإصابة بالفيروس المضخم للخلايا المكتسب (Acquired CMV)
لا تظهر أعراض مميزة وملحوظة على معظم المصابين بهذا النوع، وعمومًا فإن هذه الأعراض ستزول بعد أسبوعين من الإصابة. لكن في حال ظهور أعراض الفيروس فإنها ستشمل ما يلي:
- تعرقًا ليليًا.
- الحمى.
- التعب وعدم الشعور بالراحة.
- التهاب الحلق.
- تورمًا في الغدد.
- ألمًا في العضلات والمفاصل.
- فقدان الشهية ونقصًا في الوزن .
الإصابة بالفيروس المضخم للخلايا المتكرر (Recurring CMV)
يكون الفيروس في هذه الحالة خاملًا وتتكرر الإصابة عند ضعف الجهاز المناعي.
يصيب هذا الفيروس العينين والرئتين والجهاز الهضمي، لهذا تختلف أعراضه حسب منطقة الإصابة. ويجدر بمختبري أحد هذه الأعراض، ممن يعانون ضعفًا في الجهاز المناعي طلب الرعاية الصحية. تشمل هذه الأعراض:
- الحمى.
- إسهالًا، وتقرحات ونزيفًا في المعدة والأمعاء.
- ضيقًا في التنفس.
- التهاب الرئة ونقص الأكسجين في الدم.
- تقرحات كبيرة في الفم.
- مشاكل في الرؤية وتشمل؛ تشوشًا في الرؤية (غشاوةً في العينين) والبقع العمياء (حجب في مجال الرؤية) وعوائم العينين (floaters) (بقع أو نقاط في مجال الرؤية).
- التهاب الكبد تصحبه حمى قد تدوم لفترة طويلة.
- التهابًا في الدماغ، يؤدي إلى تغيرات سلوكية قد تشمل الصرع والغيبوبة.
الإصابة بالفيروس المضخم للخلايا الولادي (Congenital CMV)
تحصل الإصابة أثناء الحمل وتؤثر على الجنين. لا تظهر الأعراض على حوالي 90% من الأطفال الذين يولدون مصابين بهذا الفيروس، لكن 10-15% منهم سيفقدون حاسة السمع عادةً في الأشهر الستة الأولى من حياتهم.
تتراوح شدة الأعراض من فقدان السمع الطفيف إلى فقدان السمع الكلي. في نصف هؤلاء الأطفال ستتأثر حاسة السمع في أذن واحدة فقط، أما في البقية فستتأثر حاسة السمع لديهم كليًا. ويؤدي فقدان السمع الكلي لاحقًا إلى زيادة خطر حدوث مشاكل في التحدث والتواصل عند الأطفال.
تظهر بعض الأعراض التي يسببها الفيروس المضخم للخلايا الولادي عند الولادة، وهي تشمل:
- اليرقان.
- التهاب الرئة.
- بقعًا حمراء تحت الجلد.
- بقعًا قرمزية على البشرة أو طفح جلدي.
- تضخمًا في الكبد.
- تضخمًا في الطحال.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- نوبات الصرع.
يمكن علاج بعض هذه الأعراض.
تتأثر أدمغة ما يقارب 75% من الأطفال المصابين بهذا الفيروس عند الولادة، ما يؤدي إلى خلق تحديات تواجه الأطفال لاحقًا.
من الحالات المحتملة التي يواجهها الأطفال:
- التوحد.
- فقدان البصر المركزي، ونُدب في الشبكية، والتِهابُ العِنَبِية (Uveitis) (التهاب يصيب الطبقة الوسطى من العين والأنسجة المبطنة لها، قد يكون سببه بكتيريًا أو فيروسيًا، ويسبب احمرارًا وتورمًا في العين، وقد يؤدي إلى فقدان البصر)، وتورم وتهيج في العين.
- صعوبات في مهارات التعلم والإدراك.
- الطرش أو فقدان السمع الجزئي.
- اضطرابات عصبية في الدماغ تؤدي إلى نوبات من الصرع (Epilepsy).
- ضعف في الرؤية.
- مشاكل في التناسق الوظيفي (عدم تناسق حركة الجسم).
- صغر حجم الرأس.
العلاج
لا يوجد علاج حتى الآن، رغم بحث العلماء المتواصل عن لقاحات ضد الفيروس. يُمكن للمصابين للمرة الأولى بالفيروس المضخم للخلايا المكتسب، أن يستخدموا مسكنات الألم لتخفيف الأعراض، مثل الأسبرين (aspirin)، والإيبوبروفين (ibuprofen)، وتايلينول (Tylenol) والباراسيتامول أو ما تسمى “over the counter drugs” (OCT) أي الأدوية المباعة في الصيدليات دون الحاجة إلى وصفة طبيب مختص. ويجب على المصابين شرب الكثير من السوائل.
أما المصابين بالفيروس المضخم للخلايا المتكرر أو الولادي؛ فيمكنهم استخدام المضاد الفيروسي غانسيكلوفير (ganciclovir) لتقليل انتشار الفيروس.
قد تمتلك هذه الأدوية تأثيراتٍ عكسيةً ضارة، ولهذا يُعد الرقود في المستشفى ضروريًا في حالة تسبب الفيروس بأضرار كبيرة.
يحتاج الأطفال حديثي الولادة إلى البقاء في المستشفى حتى تعود أعضائهم للعمل بشكل طبيعي.
الوقاية من الفيروس المضخم للخلايا
يمكن اتباع بعض الإجراءات الاحتياطية للتقليل من خطر الإصابة بالفيروس:
- غسل اليدين بعناية بالماء والصابون.
- تجنب ملامسة الأطفال وتقبيلهم.
- تجنب تبادل النظارات ولوازم المطبخ (الأواني).
- التخلص بحذر من حفاضات الأطفال والمناديل الورقية.
- استخدام الواقي الذكري أثناء ممارسة الجنس لمنع انتشار الفيروس عن طريق السائل المنوي والإفرازات المهبلية.
تحث مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (CDC) الآباء والمسؤولين عن تقديم الحماية والرعاية للأطفال المصابين، على تقديم العلاج لهم بأسرع ما يمكن، سواء كان العلاج أدويةً أو فحوصاتٍ للتأكد من حاسة السمع لديهم.
التشخيص
ينتج جسم المريض، نتيجة استجابته لوجود الفيروس، أجسامًا مضادةً (Antibodies) تُكشَف عند إجراء فحوصات الدم المناعية.
في حالة اشتباه إصابة المرأة الحامل بالفيروس، تُستخلص عينة من السائل السلوي (amniotic fluid) (السائل الذي يحيط بالجنين) من خلال إجراء فحص “amniocentesis” (الفحص التشخيصي للسائل السلوي للكشف عن وجود الفيروس في الجنين).
يجب إجراء الفحوصات اللازمة للأطفال حديثي الولادة في الأسابيع الثلاثة الأولى في حالة اشتباه إصابتهم بالفيروس (congenital CMV).
ويجب إجراء فحوصات تشخيصية لمن يعاني من ضعف في جهاز المناعة حتى عند عدم إصابته بالفيروس. ستشمل المتابعة المنتظمة إجراء فحوصات حاستي السمع والبصر في حالة ظهور أي مضاعفات للمرض.
اقرأ أيضًا:
ثاني وثالث حالة شفاء لمصاب بفيروس نقص المناعة البشرية الايدز
لقاح الإنفلونزا الجديد يعلم جهاز المناعة كيف يبدو الفيروس
كيف يمكن للفيروسات أن تؤدي إلى حياة معقّدة؟
بإمكان هذا الجين جعل الفيروسات غير مرئيّة لجهاز المناعة إلى حدّ ما
ترجمة: فهد خالد
تدقيق: آية فحماوي