الفلكي الذي غير نظرتنا للكون والمجرات
السيرة الذاتية لحياة إدوين هابل
فلكيّ, عالِم (1889-1953)
قام عالم الفلك إدوين هابل Edwin Hubble)) بثورة في مجال الفيزياء الفضائية، ساعدت أبحاثه بإثبات أن الكون يتوسع, وابتكر نظام تصنيف للمجرّات التي تم استخدامها لعقود من الزمن.
ملخص عن حياته
ولِد إدوين هابل في تشرين الثاني, عام 1889، وتخرج من جامعة شيكاغو، خدم في الحرب العالمية الأولى قبل أن يبدأ بقيادة بحث في الفيزياء الفلكية في مرصد Mount Wilson في كاليفورنيا.
أبحاث هابل كان لها صدى وتأثير قوي تضمنت إيجاد علاقة ثابتة بين انزياح المجرات والمسافة, التي ساعدت في نهاية المطاف بإثبات توسع الكون، بالإضافة إلى ابتكاره نظام تصنيف المجرات الذي استخدم من عدة باحثين لعقود من الزمن, وهو يسمى الآن بسلسلة هابل.
ولادته
ولد في مارشفيلد, ميسوري, 20 تشرين الثاني عام 1889, والده جون بويل هابل ووالدته فيرجينيا لي جيمس هابل, إدوين بدأ بقراءة روايات الخيال العلمي في عمر صغير، كتابه المفضل كتبه 20000 بطولة تحت البحر لجولي فيرني.
في عام 1898, في عمر العشر سنوات, انتقل هابل و سبعة من أنسبائه مع عائلاتهم للعيش في شيكاغو, إلينويز. هناك, دخل هابل المدرسة الثانوية وتفوق في الرياضة, خاصة رياضة التعقب- وكطالب في المرحلة الثانوية, حطم الرقم القياسي في القفز العالي في ولاية إلينويز.
تلقى هابل منحة للدراسة في جامعة شيكاغو عام 1906, وعمل فيها كمساعد مختبر مع روبرت ميليكان Robert) Millikan), الذي حصل لاحقا على جائزة نوبل لعمله في مجال الفيزياء. بعد التخرج عام 1910, غادر هابل شيكاغو والتحق بجامعة أوكسفورد, ودرس فيها الحقوق. تخرج من المدرسة بعد ثلاث سنوات, حاصلاً على درجة البكالوريوس في أحكام القضاء، في نفس الوقت الذي تخرج فيه, توفي والده.
أعماله
بعد مهمته القصيرة بالتدريس في الهند, عاد إلى جامعة شيكاغو لدراسة علم الفلك، وليس بوقت طويل, تم تعيينه للمساعدة في إتمام بناء المنظار Hooker. وقبل أن يبدأ بوظيفته الجديدة- والتي قبلها بكل حماس- أكمل دراسة الدكتوراة في علم الفلك, وانضم إلى قوات الجيش الأمريكية وأدّى واجبه في الحرب العالمية الأولى.
بينما كان يعمل في ماونت ويلسون, أثبت هابل أن المجرات الأخرى توجد خارج مجرة درب التبانة, وذلك عبر التقاط الصور بتليسكوب هوكر ومقارنة الدرجات المتفاوتة للإشعاع فيما بين نجوم سيفيدCepheid)) المختلفة. بالإضافة لم يكن هناك فكرة واضحة عن حجم مجرة درب التبانة في ذلك الوقت, وخلال أبحاثه؛ هابل كان قادر على التخمين بأن سديم آندروميدا Andromeda)) ( اعتقد أنه بسيط يشبه الدوامة في ذاك الوقت) كان تقريبا يبعد 900000 سنة ضوئية عن مجرة درب التبانة, وبالتالي يفترض أن يكون ضمن المجرة. لاحقا؛ تم إثبات أن سديم آندروميدا يبعد بكثير عن المجرة، حوالي 2.48 مليون سنة ضوئية ( خلال تحليل أبعد من مؤشرات الفضاء لضوء النجوم).
سديم الآندروميدا تمت إعادة تسميته بمجرة آندروميدا.
في بداية عام 1920, هابل بدأ بإجراء بحث جديد, مع زميله ميلتون همسون, حول طيف المجرات والمسافات الفريدة من نوعها, أي بشكل خاص البحث عن علاقتهم بالأرض. ومن ثم هو وهمسون نشرا بحثهما عام 1929, عبر التنظير بالانبعاثات الضوئية للمجرة- التي أظهرت أن المجرات تتحرك بعيدا عن بعضها- تتحرك بنسبة خطية للمسافة بينهم- بمعنى آخر, هابل كان قد ذكر أن انزياح المجرة هو ضعف حجم المجرات الأخرى بينما المسافة هي ضعف البعد عن مجرة أخرى، وقد لاقى هذا البحث للعالمَين استقبالا كبيرا جداً.
عام1936, نشر هابل عن مملكة السدم, هو جزء تاريخي وتوضيحي في بحثه في مجال الفضاء الخارجي.
عمل هابل في مرصد ماونت ويلسون حتى عام 1942, وعندها غادر من أجل العمل في Aberdeen proving Grounds في ميريلاند أثناء الحرب العالمية الثانية. وبسبب خدمته في الحرب, عام 1946, تم منحه ميدالية الاستحقاق.
وفاته وإرثه العلمي
واصل هابل بإجراء البحث في ماونت ويلسون, إضافة إلى مرصد بالومار ( Palomar) في كاليفورنيا, حتى توفي في 28 أيلول, عام 1953عن عمر يناهز 63، بسبب سكتة دماغية.
أعمال هابل في مجال الفضاء كانت ثورة حقيقية، وعن طريق عرض المجرات, أصبح للعلماء فكرة أوضح عن مفهوم حجم الكون وإمكانية وجود كواكب أخرى. إن تصنيف نظام المجرات الذي أنشأه( يعرف الآن بسلسلة هابل) وتم استخدامه من الباحثين لمدة قرن تقريباً.
بالإضافة عمل هابل مع هومسن كان بمثابة الدعم لنظرية توسع الكون التي قالت أن الكون يتوسع, وقام بنشر رغباته بمساعدة الكيميائي ريتشارد تولمان في منتصف 1930. منذ ذلك الوقت, نظرية توسع الكون لاقت قبولا كبيرا لدى العلماء. ساعد أيضاً بحث هابل وهومسن بإثبات أن المجرات يجب أن تأتي من نقطة مركزية المنشأ, هذا الإثبات استخدم لدعم نظرية الانفجار العظيم- واحدة من أشهر النظريات التي تتعلق بنشأة الكون, والتي تم اقترحها Georges Lemaître عام 1927.
هابل بقي واحداً من أشهر الفلكييّن في العالم، بالإضافة إلى تلقيه ميدالية Merit (1946), كما استلم ميدالية فرانكلين في مجال الفيزياء, حاز على اسم فيلق ميرتMerit)), كما نال ميدالية بروس (Bruce) والميدالية الذهبية (من المجتمع الفضائي الملكيّ).
و كتقدير على أعماله التي قدمها في الفيزياء الفلكية, ناسا قامت بتسمية منظار هابل للفضاء بعد اسم إدوين هابل. كما تشارك اسمه بعدد غير محدود من مرافق الجامعة, والقبة السماوية, والكويكبات وفرع من الطرق السريعة لولاية ميسوري أيضاً.
حياته الشخصية
تزوج هابل من السيدة غريس بروك Grace Bruke)) في 26 شباط عام 1924. يذكر أنهما لم يحظيا بأطفال.
ترجمة: ناجية الأحمد
تدقيق: مرام سالم
المصدر