يعَد التقيؤ فعلًا مُنعكسًا لا إراديًا، يؤدي إلى إفراغ محتويات المعدة عبر الفم. في حين يصف الغثيان الشعور بأنك قد تتقيأ، لكنك لا تتقيأ فعلًا. يُعَد الغثيان والتقيؤ عرَضين شائعين تسببهما عوامل مختلفة. قد يصيبان كلًا من الصغار والبالغين، مع أنهما أكثر شيوعًا عند النساء الحوامل ومرضى السرطان الخاضعين للعلاج.

ما أسباب الغثيان والتقيؤ ؟

تسبب مجموعة من الحالات الغثيان أو التقيؤ أو كليهما، إذ قد يترافق العرضان معًا أو لا يترافقان.

الغثيان

يُعَد الألم الحاد الناجم عادةً عن إصابة أو مرض، والشعور المصاحب لفترة الثلث الأول من الحمل من الأسباب الأكثر شيوعًا للغثيان. ومن الأسباب الشائعة الأخرى:

  •  دوار الحركة.
  •  التوتر العاطفي.
  •  عسر الهضم.
  •  التسمم الغذائي.
  •  الفيروسات.
  •  التعرض للسموم الكيميائية.

وقد يصاحب وجود حصوات في المرارة الإحساس بالغثيان.

قد تسبب بعض الروائح الشعور بالغثيان، وهذا عرض شائع جدًا في الثلث الأول من الحمل.

التقيؤ عند الأطفال

أسباب التقيؤ الأكثر شيوعًا عند الأطفال هي العدوى الفيروسية والتسمم الغذائي، ومن الأسباب الأخرى:

  •  دوار الحركة الشديد.
  •  السعال.
  •  الحمى الشديدة.
  •  الإفراط في الأكل.

قد يترافق انسداد الأمعاء مع قيء مستمر، وفي هذه الحالة تنسد الأمعاء نتيجة تضخم عضلي غير طبيعي أو فتق أو حصى في المرارة أو أورام. يُعَد انسداد الأمعاء حالة غير شائعة، ومع ذلك يجب الكشف عنها حال حدوث قيء غير مُفسر عند الأطفال.

الغثيان والتقيؤ: الأسباب والعلاج - دوار الحركة - التسمم الغذائي - وجود حصوات في المرارة الإحساس بالغثيان - تناول الكثير من الكحول

التقيؤ عند البالغين

نادرًا ما يُصاب البالغون بالتقيؤ. وإذا أُصيب به شخص بالغ، فقد يكون ذلك بسبب عدوى جرثومية أو فيروسية أو نوع من التسمم الغذائي. في بعض الحالات، قد يكون التقيؤ عرَضًا لمرض آخر، خاصةً إذا ترافق مع صداع أو حمى.

أمراض المعدة المزمنة

غالبًا ما تسبب أمراض المعدة المزمنة الغثيان والقيء، وقد تترافق مع أعراض أخرى كالإسهال والإمساك وآلام المعدة. تشمل هذه الحالات المرضية المزمنة عدم تحمل الطعام، مثل الداء البطني وعدم تحمل بروتين الألبان واللاكتوز.

متلازمة القولون المتهيّج (العصبي)

هي حالة شائعة تصيب المعدة عندما تفرط أجزاء من القناة الهضمية في نشاطها، ينجم عنها أعراض كالانتفاخ والغثيان والقيء وحرقة المعدة والإرهاق والتشنجات. يُشخص الأطباء عادة متلازمة القولون المتهيج من طريق تحديد الأعراض واستبعاد الحالات المرضية الأخرى التي تصيب المعدة.

داء كرون

هو التهاب شائع يصيب الأمعاء، وقد يصيب أيضًا أي جزء من الجهاز الهضمي. يُعَد داء كرون من أمراض المناعة الذاتية، إذ يهاجم الجسم ذاته مستهدفًا أنسجة الأمعاء السليمة، ما يسبب الالتهاب والغثيان والقيء والألم.

يُشخَّص مرض كرون عادةً باستخدام تنظير القولون، وهو إجراء يستخدم كاميرا صغيرة لفحص القولون. يلجأ الأطباء أحيانًا إلى تحليل عينة براز للمساعدة على تشخيص الحالة.

نمط الحياة

قد تزيد بعض أنماط الحياة احتمال الإصابة بالغثيان والقيء، إذ يُؤدي تناول الكثير من الكحول إلى تلف بطانة القناة الهضمية. وقد يتفاعل الكحول مع حمض المعدة، وقد يسبب استهلاك الكحول المفرط نزفًا في الجهاز الهضمي.

اضطرابات الأكل

تحدث اضطرابات الأكل عندما يغير الشخص عاداته وسلوكياته الغذائية إلى نمط غير صحي للجسم، وقد يترافق ذلك مع الغثيان والقيء.

النهام: أحد اضطرابات الأكل، يتعمد المصاب به أن يتقيأ ليفرغ معدته من الطعام. يشعر من يعانون فقدان الشهية بالغثيان أيضًا بسبب الجوع ووجود كمية كبيرة من حمض المعدة.

حالات أخرى

قد يحدث القيء عرَضًا لحالة أخطر، مع أن ذلك نادر الحدوث، من هذه الحالات:

  •  التهاب السحايا.
  •  التهاب الزائدة الدودية.
  •  ارتجاج دماغي.
  •  ورم في الدماغ.
  •  الصداع النصفي.

تجب استشارة الطبيب عند استمرار القيء.

علاج الغثيان والتقيؤ

يمكن اللجوء إلى عدد من الأساليب لعلاج الغثيان أو التقيؤ، مثل العلاجات المنزلية والأدوية.

العلاج الذاتي للغثيان

من النصائح التي تفيد في علاج الغثيان منزليًا:

  •  تناول الأطعمة الخفيفة العادية، مثل الخبز والبسكويت.
  •  تجنب الأطعمة قوية النكهات أو شديدة الحلاوة أو الدسمة أو المقلية.
  •  اشرب السوائل الباردة.
  •  تجنب الحركة أو القيام بأي نشاط بعد الطعام.
  •  تناول شاي الزنجبيل.

العلاج الذاتي للتقيؤ

  •  تناول عدة وجبات صغيرة.
  •  تناول السوائل بكمية وفيرة، لكن برشفات صغيرة، للحفاظ على رطوبة جسمك.
  •  تجنب جميع الأطعمة الصلبة حتى يتوقف التقيؤ.
  •  الراحة.
  •  تجنَّب استهلاك الأدوية المثيرة للمعدة، مثل مضادات الالتهاب أو الستيرويدات.
  •  استخدم محلول الإماهة الفموية بهدف تعويض الشوارد المفقودة إثر التقيؤ.

الرعاية الطبية

يبدأ الطبيب قبل وصف الأدوية بطرح بعض الأسئلة، مثل متى بدأ الغثيان أو التقيؤ ومتى اشتدت الأعراض. قد يسأل الطبيب أيضًا عن عادات تناول الطعام وأنواع الأطعمة المتناولة وأي منها يؤثر سلبًا أو إيجابًا في هذه الأعراض.

قد تساعد مجموعة من الأدوية الموصوفة في السيطرة على الغثيان والتقيؤ، ومنها الأدوية التي يمكن استخدامها خلال فترة الحمل. تتضمن هذه الأدوية:

  •  بروميثازين.
  •  ديفينهيدرامين.
  •  تريميثوبينزاميد.
  •  أوندانسيترون.

المضاعفات المُحتملة للتقيؤ المستمر

تختفي أكثر حالات الغثيان والتقيؤ تلقائيًا، إلا أن تكون حالةً مرضية مزمنة.

قد يؤدي التقيؤ المستمر إلى التجفاف وسوء التغذية. وقد يؤثر في الشعر والأظفار مسببًا ضعفها وهشاشتها، وقد يسبب انحلال مينا الأسنان.

كيف نتجنب الغثيان والتقيؤ ؟

يمكن تجنب الغثيان والتقيؤ من طريق تناول وجبات صغيرة على مدار اليوم، والأكل ببطء، وأخذ قسط من الراحة بعد الطعام. يجد بعض الأشخاص أن تجنب أطعمة معينة مثل الأطعمة الحارة يمنع الغثيان.

عند الشعور بالغثيان، تناول رقائق البسكويت والأطعمة الخفيفة الغنية بالبروتين، كالجبن أو اللحوم أو المكسرات.

إذا كنت تعاني التقيؤ، اشرب القليل من السوائل المحتوية على السكر، مثل عصير الفواكه. قد يساعد شرب الزنجبيل على تنظيف معدتك. لكن تجنب شرب العصائر الحمضية كعصير البرتقال فقد تسبب تهيج المعدة.

قد تخفف الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية، مثل (مكليزين) و(ديمينهيدرينات) من آثار دوار الحركة. قلل أيضًا من الوجبات الخفيفة في أثناء ركوب السيارة، وانظر عبر النافذة الأمامية للسيارة إذا كنت معرضًا للإصابة بدوار الحركة.

اقرأ أيضًا:

لماذا نشعر بالغثيان والدوار أثناء السفر؟

متلازمة مالوري وايس: نزف هضمي يتلو القيء الشديد

ترجمة: مريم عيسى

تدقيق: عمار إبراهيم

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر