أبلغ 61 % من البالغين في الولايات المتحدة عن تغيرات غير مرغوب فيها في الوزن منذ بداية جائحة فيروس كورونا.
يُعد كل من القلق وعدم ممارسة الرياضة والتغيرات غير الصحية في عادات الأكل وزيادة استهلاك الكحول من العوامل المساهمة في ذلك.
يقول الخبراء إن إجراء تعديلات بسيطة على روتينك اليومي قد يساعد على إحداث تغييرات كبيرة بهدف اتباع نمط حياة أكثر صحة.
إلى جانب المخاوف الصحية المتعلقة بفيروس كورونا، ربما تكون قد سمعت بعض الناس يتحدثون عن اكتساب الوزن خلال الجائحة.
ساهم إغلاق النوادي الرياضية والاضطراب الكامل في حياتنا اليومية وزيادة الضغوط اليومية في اكتساب الكثير من الناس وزنًا منذ بداية الجائحة.
كشفت جمعية علم النفس الأمريكية بواسطة دراسة استقصائية جديدة أجرتها شملت أكثر من 3000 شخص أن 61% من البالغين في الولايات المتحدة أعلنوا عن تغيرات غير مرغوب فيها في الوزن منذ تفشي فيروس كورونا.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن نحو 40% من سكان الولايات المتحدة عانوا السمنة قبل انتشار الجائحة.
كشفت الدراسة أن اثنين من كل خمسة من إجمالي عدد المشاركين، البالغ عددهم 3000 مشارك، اكتسبوا وزنًا أعلى مما كان متوقعًا خلال العام الماضي، وذلك بمعدل 13 كغم للشخص الواحد، وقال 10% إنهم اكتسبوا أكثر من 22 كغم.
تُعد التغيرات في الوزن من الإشارات الشائعة إلى التعامل مع التحديات المتعلقة بالصحة العقلية.
لماذا نكتسب وزنًا خلال أوقات الصراع العاطفي؟
كثيرًا ما ننخرط في آليات تعامل غير صحية خلال أوقات الشدة، ويُعد الإفراط في تناول الطعام مثالًا على ذلك. قالت بريتاني لوموندا، اختصاصية علم النفس العصبي في مستشفى لينوكس هيل في نيويورك: «يُعد الكثير من الناس <آكلين عاطفيين>، أي إنهم يأكلون بهدف الشعور بالراحة في سياق مشاعرهم السلبية».
يرى الخبراء أنه ليس غريبًا أن ينخرط الناس في مثل هذه السلوكيات، نظرًا إلى استمرار الجائحة لما يزيد على العام.
أيضًا فإن إغلاق النوادي والمكتبات، إضافةً إلى إرشادات التباعد الاجتماعي، من العوامل المساعدة على زيادة الوزن خلال الجائحة.
قال الطبيب مايكل فورد: «أكثر الناس الذين عملوا من المنزل لم يحظوا بوقت الفراغ الذي توقعوا الحصول عليه. لم تعد بإمكانهم ممارسة المشي كما في السابق، وأدى تغير نظامهم المعتاد إلى عدم تمكنهم من المرور على الصالة الرياضية في طريقهم إلى المنزل، وقد أُغلقت تلك الصالات على كل حال».
أيضًا فإن زيادة استهلاك الكحول من العوامل المساهمة في زيادة الوزن خلال الجائحة.
أظهرت دراسة أُجريت في ديسمبر 2020 أن 60% من البالغين في الولايات المتحدة أبلغوا عن زيادة معدل شرب الكحول لديهم بسبب الجائحة.
قال فورد: «يخبرني الكثير من المرضى بأنهم كانوا يشربون الكوكتيل كل ليلة، وهو مشروب مليء بالسعرات الحرارية. مع إجراءات الإغلاق، شعر الكثيرون بأننا نحيا في عصر ما بعد الكوارث، ومع استمرار ذلك عدة شهور، اكتسبنا الكثير من العادات السيئة، مثل الوزن الزائد. قد يكون القلق في كثير من الأحيان سببًا في زيادة معدلات استهلاك الشراب».
أشار أيضًا إلى ازدياد عدد الوصفات الطبية لأدوية القلق خلال الجائحة، وزيادة الوزن هي أثر جانبي شائع لتلك الأدوية.
العودة إلى نمط حياة صحي
مع قدوم فصل الربيع وبدء العمل بالتوقيت الصيفي، يقول الخبراء إنه الوقت المثالي لإعادة النظر في عاداتنا اليومية والعودة إلى نمط حياة أكثر صحة.
قالت لوموندا: «تُعد زيادة الوزن أمرًا شائعًا في الحالات المسببة للتوتر. فور أن نلاحظ زيادة في أوزاننا، يمكننا اتخاذ خطوات نحو اتباع أسلوب حياة أكثر صحة».
اقترحت لوموندا تحديد المسببات التي تدفعنا إلى الإفراط في تناول الطعام، واستبدال خيارات أكثر صحة بالأغذية غير الصحية ، ووضع خطة للتمارين الرياضية.
قال فورد: «يُعد الربيع وقتًا يتسم بالتجديد، لذا آمل أن يستطيع الناس الخروج إلى الطبيعة وبدء ممارسة التمارين الرياضية».
اقترح فورد البدء بوضع خطة لممارسة التمارين الرياضية 2-3 مرات أسبوعيًا.
أضاف: «لن تستطيع تحقيق ذلك إلا إذا جعلته هدفًا ودونته. في نهاية الأسبوع، ألق نظرةً إلى جدول الأسبوع المقبل، ودوّن اثنين أو ثلاثة من التمارين التي ستمارسها، وحاول جعلها أمرًا اعتياديًا. سيجعلك ذلك تشعر بالتحسن».
يُعد التقليل من شرب الكحول من طرق خفض الوزن. إذا كنت تشرب الكوكتيل أو النبيذ كل ليلة، قد يكون التقليل من الشرب وسيلةً أخرى لخفض معدل السعرات الحرارية.
قال فورد: «حاول قصر الاحتفال على العطلة الأسبوعية، أما في أيام العمل فينبغي لك أن تكون واعيًا وتأكل طعامًا صحيًا. ستدهشك سرعة شعورك بتحسن، ما سيساهم لاحقًا في بدء مشوارك الإيجابي».
قالت لوموندا: «إنها فكرة رائعة أن يكون لديك صديق يساعدك على التمسك بأهدافك والحفاظ على مسؤولياتك. قد تكون الاستعانة بصديق يختبر الحالة ذاتها فكرة جيدة للمساعدة على الاجتهاد والالتزام».
مع ذلك، يقول الخبراء إنه عند البدء باتخاذ خطوات نحو نمط حياة أكثر صحة، فمن المهم أن تكون رفيقًا بنفسك.
يحاول العالم كله التأقلم مع أحداث العام الماضي. هوّن على نفسك، وتذكر أن إحراز تقدم وإن كان ضئيلًا يُعد إنجازًا.
قالت لوموندا: «قد يؤدي القلق إلى الإفراط في تناول الطعام، لذلك من المهم عدم الشعور بالقلق نتيجة زيادة الوزن. بل وجّه طاقتك وجهودك لوضع خطة صحية معقولة».
اقرأ أيضًا:
كيف تتجنب زيادة الوزن أثناء العطل
هل تسبب مضادات الاكتئاب زيادة الوزن؟
ترجمة: لارا الطراونة
تدقيق: أكرم محيي الدين
مراجعة: عون حدّاد