العملية الجنسية الأنثوية وتشويه المناسل الخارجية
أوضح تقريرٌ جديدٌ تعاون في نشره العديد من المؤسسات الطبية أن الأطباء الذين لايقومون بالتبليغ عن البنات تحت رعايتهم واللواتي تعرضن لتشويه المناسل المؤنثة الخارجية، يجب أن يتم محاكمتهم بتهمة الإهمال.
من المُعتقد أن بريطانيا وحدها تحتوي على 170,000 امرأة وفتاة تعرضن لهذه الممارسة التي تم جعلها غير قانونية رسميًا منذ ثلاثين عامًا، في 1985.
ماهو تشويه المناسل المؤنثة وماالواجب عليك معرفته بهذا الشأن؟
-ماهي العملية الجنسية الأنثوية وماالذي تتضمنه؟
العملية الجنسية الأنثوية تتضمن تعاون العديد من العوامل، الجسدية والنفسية، والتي تطلب تفاعلًا بين الجهاز العصبي المركزي والطرفي.
تنقسم العملية الجنسية الأنثوية إلى 4 مراحل:
1-مرحلة الرغبة:
تتضمن الرغبات والإرادة الحرة للمرأة، وتشمل الخيالات الجنسية والرغبة في ممارسة الجنس.
يتم التحكم فيها بواسطة هرمونات أندروجينية، مثل التستوستيرون، ويتم إفراز هذه الهرمونات من المبايض.
2-مرحلة الحماس:
تأتي نتيجة للتحفيز الجنسي، سواء الجسدي أم النفسي.
ويتم تمييزها بواسطة تغيرات النبرة العضلية في جسد المرأة وبواسطة احتقان الدم في المناسل المؤنثة مما يؤدي إلى تضخم البظر والرحم، وتضخم المهبل وتوسعه وزيادة إفراز السوائل به.
يتمتع البظر بالعديد من النهايات العصبية التي تستجيب للّمس والتي قد تؤدي إلى ذروة العملية الجنسية.
3-الذروة:
عملية معقدة تتضمن الجهاز العصبي المركزي وتعتمد بشكل جزئي على البظر.
حيث باقي الأعضاء التي تعتمد عليها الذروة تكون عن طريق تشاكيل تشريحية هامة مثل الجدار الأمامي للمهبل والذي يستجيب للضغط.
يشرح هذا الأمر كيف أن النساء اللاتي تعرضن لإزالة البظر الخاص بهن في عملية تشويه المناسل المؤنثة الخارجية لايزال بإمكانهن الوصول لمرحلة الذروة الجنسية.
ولكن، وجود البظر والشفرة الداخلية يؤدي إلى اختبار مرحلة الذروة بمعدل أكبر.
4-مرحلة التعافي:
بعد نهاية الذروة، يبدأ الجسم بالعودة لطبيعته.
مسلك المهبل يُعتبر أيضًا مركزًا مهمًا للتحفيز، مثله مثل الشفرة الداخلية ومثل البظر.
يمكن تحفيز هذا المكان عن طريق الاتصال الجسدي بالمناسل المذكرة.
كما توجد مستقبلات في العضل المحيط بتلك المنطقة، وفي جدار المهبل نفسه، وفي جدار الصدر.
يمكن تحفيز الذروة عن طريق الخيال وحده بدون زميل جنسي أو بدون أي تلاعب جسدي حتى.
ماهو تشويه المناسل المؤنثة الخارجية؟
تشويه المناسل المؤنثة، المعروف باسم ختان الإناث، يتضمن العديد من العمليات التي تقوم بتغيير أو تدمير المناسل المؤنثة الخارجية بدون ضرورةٍ طبيةٍ.
ماهي تلك العمليات؟
توجد 4 أنواع أساسية من عمليات تشويه المناسل المؤنثة الخارجية تتضمنها منظمة الصحة العالمية في تعريفها لهذه الممارسة المُحرمة:
- إزالة البظر clitoridectomy سواء كانت جزئية أو كلية.
- القص Excision: إزالة جزء أو كل البظر ومعه الشفرة الصغرى (الشفاف الصغيرة المحيطة بالمهبل مباشرةً)، سواء تمت إزالة الشفرة الكبرى معه أو لا (الشفاف الكبرى الخارجية).
- الختان الشامل (المانع للجماع) Infibulation: تضييق الفجوة المهبلية عن طريق صنع سداد يتم تكوينه عن طريق قطع وإعادة تركيب الشفرات. ويتم ترك فتحة صغيرة للتبول ولدم الدورة الشهرية.
- أي إجراءات مؤذية أخرى للمناسل الخارجية المؤنثة بدون هدف طبي، مثل الوخز، الثقب، القطع، الكحت، والكي في المناطق الحساسة.
من يقع تحت الخطر؟
عادة ماتتم عملية تشويه المناسل المؤنثة الخارجية للبنات الصغار بين سن الولادة وبين سن 15 عامًا.
إلا أن الإناث الكبار مُعرضة للخطر أيضًا.
تتم هذه الممارسة في 29 دولة افريقية وفي الشرق الأوسط، حيث تعيش حوالي 125 مليون إمرأة بهذه الحالة المؤسفة.
افريقيا بالتحديد تتمتع بثلاث ملايين أنثى تحت الخطر كل عام.
من يقوم بتلك العملية؟
في العديد من البلدان المنتشر بها عملية تشويه المناسل المؤنثة الخارجية، يوجد شخص محدد عادةً مايقوم بتلك العملية.
ولكن 18% من الحالات يقوم بها أطباء، وتزداد هذه النسبة تدريجيًا.
ماهي المخاطر الصحية؟
تؤكد منظمة الصحة العالمية على عدم وجود فوائد صحية لعملية تشويه المناسل المؤنثة الخارجية، حيث أنها لاتتضمن سوى إزالة أو تدمير المناسل الخارجية المؤنثة مما يعوق الوظائف الطبيعية لأجساد البنات والنساء.
العواقب الصحية قد تكون عاليةً جدًا وتتراوح بين مشاكل عاجلة وبين مشاكل بعيدة الأمد.
فالعملية نفسها تتسبب في ألمٍ قاسٍ، صدمة، نزيف، تعفن الجرح بإصابة بكتيرية، فقد القدرة على التبول، قُرح مفتوحة في المنطقة التناسلية، وضرر للنسيج القريب.
كما تتضمن المشاكل عدم انتظام في الدورات الشهرية، التهابات متكررة في المثانة والمجرى البولي، حويصلات، ألم أثناء الجنس، قلة تمتع بالجنس، عُقم، مشاكل في الولادة، وفيات في أطفال المرأة المختونة.
البنات الصغار اللاتي تم غلق فتحة المهبل لديهن يتطلبن أيضًا أن يتم إعادة فتح هذا القفل لكي يتم لاحقًا إجراء العملية الجنسية وعملية ولادة الطفل.
قد تتأخر عملية إتمام الزواج لسنتين بسبب تعقيدات إزالة هذا القفل وبسبب الالتهابات مما يدفع النساء إلى اللجوء للأطباء ظنًا منها أنها عقيمة.
كما تؤدي تلك العملية لحالات من الانقباض المهبلي تجعل الزوج غير قادر على الوصول للمهبل مما أدى في بضع حالات الإصابة إلى اللجوء لأشكال ممارسة جنسية أخرى أكثر أذى للمرأة (مثل الجنس الشرجي).
كما تعاني البنات من مشاكل نفسية تتبع هذه العملية الصادمة.
مثل القلق، الكوابيس، الذعر، إحساس لاحق بالذل وبالخيانة من الأهل.
كما أنه في مجتمع يضع ضغطًا على البظر وعلى المناسل بأنها قذرة أو خطيرة أو مصدر للإغراء الغير مُقَاوَم، ستشعر بأنها معفية من الضغط وستجبر ذريتها وبناتها ومعارفها من البنات الصغار على الخضوع لنفس العملية المؤذية بسبب غسل مخها للظن أن تلك المناسل هي من صنع الشيطان.
فالاختلاف عن المجتمع يخلق قلقًا وصراعًا عقليًا.
ففتاة غير مختونة سيتم احتقارها وجعلها هدف السخرية كما ستظن أنه لن يتزوجها أحد في مجتمعها.
لماذا يتم ممارسة عملية تشويه المناسل المؤنثة الخارجية؟
يتم إجراء هذه العملية بسبب خليط من العوامل الثقافية، الدينية، والاجتماعية في العائلات والمجتمع.
عادةً مايتم النظر لتشويه المناسل المؤنثة الخارجية على أساس أنه جزء هام من تربية الفتاة وطريقة لتحضيرها للزواج.
يُعتقد أنه يقوم بتقليل الرغبة الجنسية للمرأة، مما يضمن العذرية قبل الزواج ويضمن الإخلاص أثناءه.
في العديد من المجتمعات، يتم إجراء تلك العملية طبقًا للضغوط المُلزمة للعادات والتقاليد، مما يجعله شكل من العنف الصعب الإنهاء.
مارأي القانون في تشويه المناسل المؤنثة الخارجية؟
يُعتبر تشويه المناسل المؤنثة الخارجية شكل واضح من اختراق الحقوق الجنسية للبنات والنساء.
في ديسمبر 2012، أعلنت الأمم المتحدة أنها ستبدأ برنامجًا للقضاء على عمليات تشويه المناسل المؤنثة الخارجية.
هذه العملية غير قانونية في العديد من الدول، مثل مصر ومثل بريطانيا، ومن غير القانوني أيضًا أن تسافر الفتاة للخضوع إليها.
الحكم القانوني قد يصل لغرامة و14 سنة في السجن في بريطانيا.