توجد الغدد اللمفاوية الإبطية في الإبطين، وهذا يعني أنها غالبًا ما تكون الموقع الأول الذي يصل إليه سرطان الثدي لدى انتشاره.
تعدّ العقد اللمفاوية أعضاء صغيرة داخل الجسم تتصل بشبكة الأوعية اللمفاوية. ومهمة الغدد اللمفاوية هي تصفية السائل اللمفاوي. ومن خلالها تُكشف التغيّرات الكيميائية التي تشير إلى حدوث عدوى في الجسم.
قد يختلف عدد العقد اللمفاوية الإبطية من شخص إلى آخر، وعادًة يكون لدى الشخص نحو 20 إلى 30 عقدة لمفاوية إبطية.
بعد تشخيص سرطان الثدي، يتحقق الطبيب إن كانت الخلايا السرطانية قد انتشرت إلى العقد اللمفاوية الإبطية. وقد يساعد هذا على تأكيد تشخيص السرطان وتحديد المرحلة والدرجة.
عندما يصاب الشخص بالسرطان، فإن السرطان قد ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم وذلك عندما يتمزّق جزء من الورم وينتقل بعيدًا. وقد تنتقل الخلايا السرطانية عبر مجرى الدم أو عبر الجهاز اللمفاوي. و ينمو السرطان الذي ينتقل عبر الجهاز اللمفاوي، داخل العقد اللمفاوية.
تكون العقد اللمفاوية الإبطية في الإبطين قريبةً من الثديين. و نظرًا لأن العقد اللمفاوية الإبطية قريبة جدًا، ينتشر سرطان الثدي إليها عادًة قبل انتشاره إلى العقد اللمفاوية الأخرى الموجودة في الجسم.
إذا انتشر السرطان إلى العقد اللمفاوية الإبطية، قد يوصي الطبيب بتجريف بعض العقد اللمفاوية في أثناء عملية استئصال الثدي أو كلها. ونتيجة لذلك، قد تؤدي إزالتها إلى بعض الآثار الجانبية بعد الجراحة، وأحد الآثار الجانبية المحتملة هو الوذمة اللمفاوية في الذراع التي تسبب نوعًا من التورّم المزمن فيها.
الأعراض
تشمل الأعراض العامة للسرطان:
- فقدان الطاقة.
- التعب أو الضعف.
- خسارة الوزن.
- الألم.
- ضيق في التنفس.
وفقًا لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة، قد تشمل أعراض سرطان الثدي الذي ينتشر إلى العقد اللمفاوية الإبطية ما يلي:
- كتلة أو تورم في الإبط.
- تورم الذراع أو اليد.
- كتلة أو تورّم في منطقة الصدر أو الترقوة.
إذا لاحظ الشخص أيًا من هذه الأعراض، فيجب التحدث مع الطبيب في أقرب وقت ممكن.
التشخيص
لتأكيد انتشار السرطان إلى العقد اللمفاوية الإبطية، قد يجري الطبيب فحصًا جسدي أو تصويرًا بالأمواج فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب.
في أثناء إجراء الفحص الجسدي، قد يفحص الطبيب الإبطين جيدًا للتأكد من عدم وجود تكتلات تشير إلى إصابة العقد.
قد تكشف الفحوصات التغيّرات في العقد اللمفاوية، مثل:
- سماكة العقد اللمفاوية.
- زيادة في الترويّة الدموية.
- فقدان النقير، وهو المكان الذي تخرج منه الأوعية اللمفاوية من العقد.
- فقدان الشكل الطبيعي للعقد.
أظهرت بعض الدراسات إيجابية عقد سرطانية لدى ثلث الإناث اللواتي كانت نتيجة اختبارهن سلبيّة في أثناء الفحص البدني. وهذا يعني أن إجراء المزيد من الاختبارات أمر ضروري عند معظم الناس.
يستطيع الطبيب استخدام عدة طرق تشخيصيّة لتحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى العقد اللمفاوية الإبطية:
خزعة العقدة الحارسة
تتضمن خزعة العقدة الحارسة حقن مادة مشعة أو صبغة في الثدي. تنتقل الصبغة إلى عقد لمفاوية معينة قبل غيرها في حال إصابتها. وباستخدام التصوير يمكن تحديد العقد اللمفاوية الحارسة، وهي العقد اللمفاوية التي تصل إليها الصبغة أولًا.
يزيل الطبيب واحدة أو أكثر من العقد الحارسة ويرسل العينة إلى مختص التشريح المرضي. قد تساعد هذه الطريقة على تجنب الآثار الجانبية الناتجة عن إزالة عدد كبير من العقد اللمفاوية الإبطية.
تجريف الإبط
يتضمن إجراء تجريف الإبط إزالة عقد لمفاوية إضافية من منطقة تحت الإبط. وهدف ذلك، التحقق من انتشار السرطان وتقليل فرصة نكس نمو السرطان في الغدد اللمفاوية.
وتُزال خلالها منطقة من الدهون تحتوي على كثير من العقد اللمفاوية أو حتى جميعها.
قد يختلف عدد العقد اللمفاوية المُزالة، لكنه يتراوح عمومًا بين 5 إلى 30 عقدة، وبعدها يعمل مختص علم الأمراض على تحديد إن كان السرطان قد انتشر خارج العقد اللمفاوية المستهدفة.
المراحل
تشير مراحل السرطان إلى مدى انتشار المرض وتساعد معرفة المرحلة الطبيب في تحديد خطة العلاج. يستخدم الأطباء نظام الورم والعقد والنقائل (TNM) لتحديد مرحلة سرطان الثدي:
يحدد درجة الورم T حجم الورم الأصلي. ويحدد تصنيف العقدة ما إذا كان سرطان الثدي قد وصل إلى العقد اللمفاوية وعدد العقد التي تظهر عليها علائم الحؤول السرطاني. بينما يوفر تصنيف الورم الخبيث معلومات إذا كان السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم بعيدًا عن موقعه الأصلي.
يحتوي التدريج العقدي على عدة فئات فرعية تساعد على معرفة تفاصيل أكثر تحديدًا:
- NX: لا معلومات عن إصابة العقد اللمفاوية القريبة، أو لا يمكن تقييم العقد اللمفاوية الإبطية. فمثلًا، قد يكون الشخص قد خضع بالفعل لعملية جراحية لإزالتها.
- N0: لم ينتشر السرطان إلى العقد اللمفاوية لكن قد يطلب الطبيب إجراء المزيد من الاختبارات لاختبار وجود كميات مجهرية من الخلايا السرطانية موجودة في العقد اللمفاوية. تُعرف هذه الخلايا باسم النقائل الدقيقة.
- N1: توجد النقائل الدقيقة أو الخلايا السرطانية في 1-3 عقد لمفاوية إبطية أو في العقد الموجودة داخل الثدي.
- N2: في هذه المرحلة، تحتوي 4-9 عقد لمفاوية إبطية على علامات سرطانية، يستخدم الطبيب أيضًا هذه المرحلة للإشارة إلى أن العقد الموجودة داخل الثدي قد أصيبت بالسرطان. تُعرف هذه العقد بالعقد الثديية الباطنة.
- N3: قد تشير هذه المرحلة إلى مجموعة من النتائج، مثل:
- وجود سرطان في 10 أو أكثر من العقد اللمفاوية الإبطية.
- وجود السرطان في العقد اللمفاوية تحت الترقوة، أو في عظم الترقوة.
- وجود السرطان في العقد الثديية الباطنة وفي واحدة أو أكثر من العقد اللمفاوية الإبطية.
- وجود أربعة أو أكثر من العقد اللمفاوية الإبطية السرطانية، والعقد الثديية الباطنة تحتوي على نقائل دقيقة.
- وجود عقد سرطانية فوق الترقوة.
يصبح تصنيف إصابة العقد اللمفاوية الإبطية أعلى عندما ينتشر السرطان إلى المزيد من العقد. يزداد تدريج السرطان أيضًا إذ يؤثر السرطان في أنواع مختلفة من العقد.
التدبير والعلاج
غالبًا ما يتطلب علاج سرطان الثدي استئصال الثدي، وهو إزالة أحد الثديين أو كليهما، يعد العلاج البديل هو استئصال الورم، وهو إزالة الورم والأنسجة المحيطة به أي هامش أمان فقط. وغالبًا يخضع الأشخاص الذين أجروا عملية جراحية لاستئصال سرطان الثدي للعلاج الشعاعي أيضًا.
يٌستخدم الإشعاع لقتل الخلايا السرطانية، وتقليل فرص نكس السرطان، والقدرة على العيش لفترة أطول.
يتلقى معظم الأشخاص المصابين بسرطان الثدي في المرحلة الأولى أو الثانية أو الثالثة العلاج الدوائي لمنع انتشار السرطان. تشمل العلاجات الدوائية لسرطان الثدي واحدًا مما يلي أو مزيجًا منها:
- العلاج الكيميائي.
- العلاج بالهرمونات.
- الأدوية المخدرة.
- العلاج المناعي.
عندما يعطي السرطان نقائل بعيدًا عن مكانه البدئي، قد يصبح علاجه أصعب، وإذا انتشر سرطان الثدي إلى العقد اللمفاوية الإبطية، تصبح التوقعات أسوأ. ومن العوامل الأخرى التي قد تؤثر بالتوقعات أيضًا:
- الحجم الكلي للورم.
- نوع الخلايا الموجودة.
- انتشار السرطان إلى أعضاء أخرى.
- الصحة العامة والتاريخ الطبي للشخص.
يعرف معدل البقاء على قيد الحياة مدة 5 سنوات بأنه احتمال أن يظل الشخص على قيد الحياة بعد 5 سنوات من تاريخ التشخيص.
يبلغ معدل البقاء في سرطان الثدي الذي انتشر إلى العقد اللمفاوية القريبة مدة 5 سنوات نحو 86%. أما إذا أعطى سرطان الثدي نقائلًا، فإن معدل البقاء على قيد الحياة مدة 5 سنوات ينخفض إلى 29%.
اقرأ أيضًا:
إزالة العقد اللمفاوية من الإبط: الأسباب، والإجراءات والآثار الجانبية
العلاقة بين السرطان والعقد اللمفاوية
ترجمة: زينب عبد الكريم
تدقيق: ألاء ديب
مراجعة: محمد حسان عجك