العد الشائع من الأمراض الجلدية الالتهابية الشائعة بشدة، إذ يصيب معظم الناس في مرحلة ما من حياتهم.
سواء كنت تعاني من البثور العرضية أو الكبيرة منها، فربما تساءلت كيف يمكن منع تلك النتوءات الحمراء والمؤلمة أحيانًا من الظهور.
قد تساهم العديد من العوامل في ظهور العدّ الشائع، متضمنةً الهرمونات والجينات والبيئة ومنتجات العناية بالجلد والأدوية، وبعض الحالات الصحية. وقد يكون للطعام دور.
يعتمد أفضل علاج للعد الشائع على عدد من العوامل المتعلقة بالشخص، ويتطلب أحيانًا تتبع الحالة مع متخصص مثل طبيب الجلد.
ببحث سريع عبر الإنترنت، ستجد الكثير من الاقتراحات لعلاج العد الشائع. العديد منها غير مدعوم علميًّا.
تستعرض هذه المقالة 5 خرافات حول العد الشائع علينا التوقف عن تصديقها.
الخرافة الأولى: المراهقون فقط يصابون بالعد الشائع
يحدث العد الشائع تبعًا لتغيرات هرمونية. إذ تزيد هرمونات معينة من إفراز الزهم -الدهون المفرزة من الغدد الزهمية بالجلد- إضافةً إلى نمو خلايا الجلد. يسبب اجتماع هذين العاملين مع تراكم الخلايا الجلدية القديمة العدّ الشائع.
لدى أكثر الأشخاص، يبلغ العد الشائع ذروته في مرحلة البلوغ، لكن قد يستمر في المرحلة اللاحقة لذلك، ما يُعرف بالعدّ المستمر. يعاني بعض الأشخاص ظهور العد الشائع متأخرًا، حتى أنه قد يبدأ بعد سن الخامسة والعشرين، ولكن ذلك أقل شيوعًا.
تشير تقديرات بعض الأبحاث إلى أن 50٪ من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عامًا، و35٪ ممن تتراوح أعمارهم بين 30 و39 عامًا، و26٪ ممن تتراوح بين 40 و49 عامًا، و15٪ من الأشخاص فوق سن الخمسين، يعانون العدّ الشائع.
يعُزى العد الشائع لدى البالغين إلى الهرمونات والاضطرابات الصماوية والوراثية والإجهاد ومستحضرات التجميل والتدخين والنظام الغذائي وبعض الأدوية، إضافةً إلى عوامل أخرى.
يتباين علاج العد الشائع لدى المراهقين والبالغين حسب شدته والسبب المشتبه به. تُفضل المتابعة مع متخصص لتحديد أفضل علاج لك.
الخرافة الثانية: الشوكولاتة مضرّة لبشرتك
لا تقلق، قد لا تُضطر للتخلي عن الشوكولاتة لتجنب العدّ الشائع. إذا ما يزال موضوع تسبب الشوكولاتة في العدّ محل خلاف.
وجدت دراسات صغيرة أن تناول الشوكولاتة أكثر ارتباطًا بالعد الشائع مقارنةً بتناول أنواع أخرى من الحلوى، لكن هذا لا يثبت أن الشوكولاتة تسبب العدّ الشائع.
يؤخذ بنتائج هذه الدراسات بتحفظ بالغ، إذ لا تظهر الأبحاث الأخرى أي ارتباط بين استهلاك منتجات الشوكولاته أو الكاكاو وبين ظهور العدّ الشائع.
تحتوي الشوكولاتة مكونات أخرى مثل السكر والحليب، التي قد تسبب مشكلات جلدية لدى بعض الأشخاص، لذا يصعب الجزم بكون الشوكولاتة هي السبب.
أيضًا فإن معظم الدراسات التي تقيم الروابط بين النظام الغذائي والعد الشائع محدودة، ولا يمكن للباحثين التحكم في بيئات المشاركين، مثل الأطعمة الأخرى أو الأدوية التي يتناولونها أو تصرفاتهم التي قد تسهم أيضًا في ظهور العد الشائع لديهم.
ومع ذلك، أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًّا غنيًّا بالكربوهيدرات والسكريات المُضافة هم أكثر عرضة للإصابة بالعدّ الشائع.
تُظهر أبحاث السابقة أن الأطعمة مرتفعة المشعر السكري -التي ترفع نسبة السكر في الدم بسرعة بعد تناولها- قد تساهم بحدوث العدّ الشائع. لكن معظم هذه الدراسات صغيرة، والنتائج متضاربة.
أيضًا توجد علاقة بين الغذاء الغني بالسكر وحدوث الالتهاب. نظرًا إلى أن العد الشائع هو حالة التهابية، فقد يؤدي تناول الكثير من الشوكولاتة –التي تحتوي السكر- إلى زيادة البثور.
عمومًا، لا تدعم الأبحاث الفرضية القائلة بأن الشوكولاتة بحد ذاتها تسبب العدّ الشائع. لكن إذا لاحظت زيادة العد الشائع بعد تناول الشوكولاتة، ففكر في التحول إلى الشوكولاتة الداكنة، التي تحتوي على القليل من السكر.
الخرافة الثالثة: مشتقات الحليب تسبب للعدّ الشائع
يدور جدل مستمر حول تسبب مشتقات الحليب في ظهور العدّ الشائع، ولا تزال الأبحاث مستمرة.
يقترح جيليان غريفز، متخصص العلوم الصحية والتغذية، أن أنواعًا معينة من منتجات الحليب قد تساهم في ظهور العدّ الشائع. قد يكون هذا بسبب زيادة إفراز الإنسولين وعامل النمو شبيه الإنسولين (IGF-1)، فتزيد مستويات الأندروجينات ومن ثم إنتاج الزهم.
بحثت العديد من الدراسات القائمة على الملاحظة العلاقة بين العد الشائع ومنتجات الحليب، متضمنةً الحليب بمحتويات دسم متنوعة والجبن والمثلجات، لكن النتائج لم تكن حاسمة.
وجدت مراجعة لعدة دراسات قائمة على الملاحظة أن شرب كوب واحد من الحليب يوميًّا ارتبط بزيادة العدّ الشائع، في حين لم يظهر شرب 2-6 أكواب هذا الارتباط.
تثير هذه النتائج التساؤل: هل زيادة العد الشائع ناتجة عن منتجات الحليب؟ أم عن شيء آخر يستهلكه الأشخاص الذين يشربون كميات أقل من الحليب؟
اقترح التحليل أيضًا وجود علاقة بين الحليب الخالي من الدسم والعدّ الشائع، وليس الحليب كامل الدسم.
اقترح تحليل تلوي وجود علاقة بين العد الشائع وجميع أنواع منتجات الحليب، باستثناء الجبن واللبن.
لا تتوفر في جميع هذه الدراسات الشروط الكافية لإثبات وجود علاقة سببية. تعتمد الدراسات التي تبحث العلاقة بين منتجات الحليب والعد الشائع على تذكر الأشخاص لما تناولوه، وهي معلومات قد تكون مغلوطة أو تفتقر إلى الدقة، وعلى التقييمات الشخصية لشدة العدّ الشائع.
على هذا، تفترض النتائج أن منتجات الحليب قد تسبب تفاقم مشكلة العد الشائع لدى بعض الأشخاص، إلا أن هذا الرابط ليس بالوضوح الذي قد يشيع الاعتقاد به. يتطلب الأمر مزيد من الدراسات لإثبات وجود علاقة سببية بين الأمرين.
إذا لاحظت ازدياد العد الشائع بعد تناول الحليب أو الشوكولاتة، يمكنك استشارة اختصاصي تغذية معتمد لتعديل نظامك الغذائي، لمعرفة هي سيتحسن العدّ لديك أم لا.
الخرافة الرابعة: قد يسبب تناول الأطعمة الدهنية العد الشائع
إذا كان العد الشائع ناتجًا عن فرط إنتاج الزهم من الغدد الدهنية، فمن المنطقي أن تفترض أن تناول الأطعمة الدهنية يفاقم العدّ.
لكن الأمر ليس بهذه البساطة، رغم شيوع هذا الاعتقاد. في استبيان، قال 71٪ من الأشخاص الذين يعانون العد الشائع أنهم يعتقدون أن الأطعمة الدهنية والمقلية هي السبب.
في الواقع لم يثبت أي بحث أن الأطعمة الدهنية أو المقلية تسبب العد الشائع أو تفاقمها.
قال غريفز: «نادرًا ما يكون الطعام ذاته سببًا مباشرًا للعدّ الشائع، لكن قد تؤدي بعض الأطعمة إلى تضخيم آليات أساسية، مثل مستوى سكر الدم أو الالتهابات أو المشكلات الهضمية، التي تؤدي إلى ظهور العدّ الشائع».
ترتبط الأنظمة الغذائية التي تحتوي على الكثير من الأطعمة المقلية أو الدهنية بالالتهاب، ما قد يساهم في الإصابة بالعدّ الشائع. مع أن تناول البرغر والبطاطا المقلية بين حين وآخر لن يؤدي إلى ذلك على الأرجح.
إذا كانت الأطعمة المقلية تمثل جزءًا كبيرًا من نظامك الغذائي، فإن هذه الدهون تستبدل في نظامك الغذائي الدهون الصحية، مثل الأحماض الدهنية أوميغا 3 التي تسهم في خفض الالتهاب، ومن ثم تسهم في تخفيف العدّ الشائع.
على هذا، ركز على إضافة الأغذية الصحية إلى نظامك الغذائي، هذا أهم من محاولة التخلص تمامًا من الأطعمة التي تحبها وتظن أنها ضارة.
انتبه، إذا تناولت الأطعمة الدهنية بيديك ثم لمست وجهك، فقد يسد الدسم الموجود فيها مسامات الجلد ما يسهم في ظهور العدّ الشائع. لذلك احرص على غسل يديك جيدًا.
الخرافة الخامسة: تجنب الغلوتين للحصول على بشرة صافية
رغم شيوع الاعتقاد عبر الإنترنت، فإن تناول طعام خالٍ من الغلوتين لا يؤدي غالبًا إلى حصولك على بشرة صافية.
يرتبط الداء الزلاقي -مرض مناعي ذاتي يتطلب اتباع نظام غذائي صارم خالٍ من الغلوتين- بزيادة خطر الإصابة بحالات جلدية منها الإكزيما. لكن لم تظهر الأبحاث وجود علاقة قوية بين هذا الداء والعدّ الشائع.
إضافةً إلى ذلك، لا دليل يشير إلى وجود صلة بين الغلوتين والعدّ الشائع، أو أن التخلص من الغلوتين يؤدي إلى شفاء العدّ لدى الأشخاص غير المصابين بالداء الزلاقي.
قال غريفز: «القيود غير المدروسة للنظام الغذائي طويل المدى قد تكون مُرهقة، وتؤدي إلى عوز بالمغذيات قد يجعل العد الشائع أسوأ».
تجنب الغلوتين دون سبب طبي يؤدي إلى عوز غذائي، وأفكار وسواسية عن الطعام، واضطرابات الأكل مثل هوس الأكل الصحّي.
إذا كنت ترغب في أن تعزز صفاء بشرتك، فتجنب الحميات الغذائية القاسية واتّبع نمطًا غذائيًّا متوازنًا يتضمن وجباتك المفضلة.
الخلاصة
يصيب العد الشائع معظم الناس في مرحلة ما من حياتهم، حتى في مرحلة البلوغ. تكثر الخرافات حول الأسباب الغذائية المحتملة للعدّ الشائع، لكن لا توجد أبحاث سريرية كافية لدعمها.
الارتباط بين العد الشائع وبين الحليب أو الشوكولاتة ما زال غير مثبت، لكن تضارب النتائج يدفعنا إلى مزيد من البحث لمحاولة فهم هذه العلاقة فهمًا أفضل.
أيضًا، لم يثبت وجود علاقة بين الغلوتين أو الأطعمة الدهنية وبين العدّ الشائع.
توجد علاقة بين النظام الغذائي ومشكلات جلدية معينة من بينها العدّ الشائع. تُظهِر الأبحاث أن الأنماط الغذائية العامة أهم من الأطعمة الفردية. ركز على اتباع نمط غذائي صحي يشمل جميع الأنواع، متضمنةً وجباتك المفضلة.
إذا لم تكن العلاجات التقليدية للعدّ الشائع مفيدة، فعليك مراجعة طبيب الجلد أو اختصاصي تغذية معتمد لاكتشاف المحرّضات الغذائية المحتملة. قد يوصون بالتجنب المؤقت للأطعمة التي يُشتبه بها ومراقبة مدى التحسن.
اقرأ أيضًا:
ما علاقة التهاب اللثة بمخاطر الإصابة بالتهاب المفاصل؟
الذكاء الاصطناعي يستطيع تمييز الأصل العرقي للمرضى من صورهم الطبية
ترجمة: شهاب أحمد شاعر
تدقيق: أميمة الغراري