يُعد العامل الخامس لايدن اضطراب تخثر الدم الوراثي، يزيد من خطر الإصابة بجلطات دموية غير طبيعية. إنه اضطراب وراثي أكثر شيوعًا لتخثر الدم، وأسرع انتقالًا بيولوجيًا ضمن العائلات.
يعاني الأشخاص المصابون بالعامل الخامس لايدن طفرة في جين عامل التخثر الخامس F5؛ إذ يتحكم جين F5 في إنتاج بروتين يسمى العامل الخامس، الذي يساعد في تخثر الدم (بعد حدوث إصابة). تُغير طفرة العامل الخامس لايدن بنية البروتين، ويتسبب هذا التغيير في مقاومة البروتينات الأخرى التي توقف حدوث التخثر المفرط. نتيجة لذلك، قد يتخثر الدم بسهولة أكبر مما ينبغي عادةً، ما يؤدي إلى مضاعفات خطرة.
كيف يؤثر العامل الخامس لايدن في الجسم؟
يعرّض العامل الخامس لايدن الجسم لما يأتي:
- التخثر الوريدي العميق DVT: جلطات دموية في الأوردة العميقة للساقين أو الذراعين، نادرًا ما تتكون الجلطات الدموية في أوردة الكبد، أو الكلى أو الأمعاء؛ إذ يرتبط العامل الخامس لايدن ارتباطًا وثيقًا بالتخثر الوريدي العميق. وفقًا للأبحاث فإن نحو 20% من الأشخاص المصابين بالتخثر الوريدي العميق للمرة الأولى يُعانون العامل الخامس لايدن.
- الانصمام الرئوي PE: جلطة دموية تنتقل عبر مجرى الدم إلى إحدى الرئتين. لا يرتبط العامل الخامس لايدن ارتباطًا وثيقًا بالانصمام الرئوي كما هو الحال في التخثر الوريدي العميق، لكنه يزيد من خطر الإصابة بالجلطات.
من المهم معرفة أن الأشخاص المصابين بالعامل الخامس لايدن ليس بالضرورة أن يصابوا بالتخثر الوريدي العميق، أو الانصمام الرئوي؛ إذ أكدت الدراسات أنّ نحو 90% من الأشخاص لا يصابون أبدًا بجلطات دموية غير طبيعية. على الرغم من ذلك، فإن اضطراب العامل الخامس لايدن يزيد من مخاطر الإصابة بتلك الأعراض مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانونه.
إذا كان الشخص يعاني اضطراب لايدن فقد يواجه الأعراض الآتية:
- الإصابة بالتخثر الوريدي العميق، أو الانصمام الرئوي قبل سن الـ50.
- نوبات عدة من التخثر الوريدي العميق، أو الانصمام الرئوي.
- تجلط الدم في الأوردة الأقل تأثرًا بالجلطات، مثل الأوردة في الكبد أو الدماغ.
- الإصابة بالتخثر الوريدي العميق، أو الانصمام الرئوي في أثناء الحمل، أو بعده بفترة وجيزة.
- الإصابة بالتخثر الوريدي، أو الانصمام الرئوي بعد فترة وجيزة من بدء تناول حبوب منع الحمل، أو العلاج الهرموني.
لم تثبت الدراسات أن عامل لايدن قد يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، أو السكتات الدماغية، أو الجلطات الدموية في شرايين الساقين.
ما مدى شيوع عامل لايدن؟
يختلف انتشار العامل الخامس لايدن بحسب العرق؛ إذ يظهر على نحو عام لدى الأشخاص ذوي البشرة البيضاء في الولايات المتحدة وأوروبا.
وفقًا للدراسات فإن انتشار عامل لايدن في الولايات المتحدة، ظهر في الحالات الآتية:
- نحو 5% من ذوي البشرة البيضاء.
- نحو 2% من ذوي البشرة السوداء، أو ذوي الأصول الإسبانية، أو سكان أمريكا الأصليين.
- أقل من 1% من أصل آسيوي.
ما سبب ظهور العامل الخامس لايدن؟
تسبب الطفرة الجينية (التغيير) في العامل الخامس لايدن تغييرًا في جين عامل التخثر الخامس F5؛ إذ يحمل هذا الجين إشارات تدل على كيفية إنشاء بروتين العامل الخامس على نحو صحيح.
وجد الباحثون أن طفرة العامل الخامس لايدن تُحدِث تغييرًا صغيرًا واحدًا في بنية البروتين، ويتسبب هذا التغيير في مقاومة العامل الخامس للبروتينات الأخرى (البروتين سي والبروتين إس)، التي عادةً ما تعطل تأثير العامل الخامس عند الحاجة لمنع تخثر الدم بصورة غير طبيعية. نتيجة لذلك، يزيد العامل لايدن من سرعة التخثر؛ ما يجعل الدم أكثر عرضة للتخثر عندما لا ينبغي حدوث ذلك.
يرث الشخص الإصابة بعامل لايدن عن أحد الوالدين البيولوجيين؛ إذ يتبع العامل الخامس لايدن نمطًا وراثيًا سائدًا، ما يعني أن واحدًا فقط من الوالدين ينقل الطفرة الجينية إلى ابنه.
ما عوامل خطورة الإصابة بعامل لايدن؟
يزداد خطر الإصابة بالعامل الخامس لايدن في حال كان أحد الوالدين يحمل نسخة من جين F5 المتحور.
في حالة الإصابة بهذا الاضطراب، قد لا يُصاب الشخص أبدًا بجلطة دموية، ولكن يوجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالجلطات. وتشمل ما يأتي:
- الإصابة باضطرابات تجلط الدم الوراثية.
- الخضوع لعملية جراحية.
- الحمل.
- تناول عقاقير تحتوي على هرمون الأستروجين.
يجب استشارة الطبيب لمعرفة الاحتياطات والتدابير الوقائية في حالة الإصابة بجلطات الدم.
ما أعراض الإصابة بالعامل الخامس لايدن؟
أثبتت الدراسات أن الإصابة بطفرة العامل الخامس لايدن لا تسبب أي أعراض؛ إذ إنّ معظم الأشخاص الذين يرثونها لا يصابون أبدًا بجلطات دموية غير طبيعية، بل قد لا يعرفون أبدًا أنهم مصابون بهذا الاضطراب. هناك احتمالية وجود تاريخ عائلي للتخثر الوريدي العميق، أو الانصمام الرئوي من دون أن يكون للعامل لايدن صلة بالإصابة بها.
تشمل أعراض الإصابة بالتخثر الوريدي العميق ما يأتي:
- تورّم فجائي في الساق أو الذراع، إضافة إلى الشعور بالدفء في البشرة، أو احمرارها، أو تغير لونها.
- ضعف أو ألم في الساق أو الذراع عند الوقوف أو التحرك.
- تضخم الأوردة بالقرب من سطح الجلد.
- ألم في البطن أو الخاصرة (في حال تأثير الجلطات في أوردة البطن).
- صداع حاد ومفاجئ أو نوبات (في حال أثرت الجلطات في الأوردة الدماغية).
تشمل أعراض الانصمام الرئوي ما يأتي:
- ضيق مفاجئ في التنفس.
- ألم حاد في الصدر يسوء عند أخذ نفس عميق، أو عند السعال أو العطاس.
- ألم في الذراع، أو الكتف، أو الرقبة، أو الفك.
- السعال الذي يرافقه خروج الدم.
- صوت صفير في أثناء التنفس.
- تسرع في ضربات القلب (عدم انتظام ضربات القلب).
- القلق.
- الدُوار أو الإغماء.
في حال الإصابة بهذه الأعراض يجب الاتصال بالطبيب فورًا وطلب المساعدة.
ما مضاعفات الإصابة بالعامل الخامس لايدن؟
تُظهر بعض الأبحاث أن العامل الخامس يؤثر في الحمل؛ إذ قد يزيد من خطر حدوث إجهاض، أو مضاعفات أخرى، لكن لا يوجد إجماع واضح حتى الآن لحدوث هذه الأعراض. يواصل الباحثون استكشاف المخاطر المتعلقة بالعامل الخامس لايدن وتأثيره في الحمل.
كيف يُشخّص العامل الخامس لايدن؟
قد يشك الطبيب في الإصابة بالعامل الخامس إذا كان لدى المريض تاريخ عائلي للإصابة بالجلطات الدموية، أو في حال تعرض أحد أفراد العائلة للجلطات الدموية.
في هذه الحالة سيطلب الطبيب اختبارات الدم الآتية:
- تحليل البروتين المتفاعل سي في الدم APC: يكشف التحليل عن عامل التخثر، واحتمالية مقاومة الدم للبروتين المتفاعل سي؛ إذ يحدّ من سرعة التخثر في الدم في حال الإصابة بالعامل لايدن. وفقًا للأبحاث تبين أنّ نحو 90% ممن لديهم مقاومة للبروتين سي لديهم طفرة العامل لايدن.
- الاختبار الجيني: إذا كان الدم مقاومًا للبروتين سي، فسيطلب الطبيب إجراء اختبار جيني لفحص جين F5 لتحري الإصابة بطفرة العامل لايدن. أحيانًا، قد يطلب الطبيب الاختبار الجيني قبل إجراء فحص الدم APC.
كيفية علاج العامل الخامس لايدن؟
لم تثبت الدراسات وجود علاج لطفرة العامل الخامس لايدن بحد ذاتها، لكن في حالة الإصابة بالتخثر الوريدي العميق، أو الانصمام الرئوي، فإنّ العلاج بمضادات التخثر (مميعات الدم) سيكون ضروريًا استنادًا إلى شدة الأعراض.
إنّ الأشخاص الذين على دراية بإصابتهم بعامل لايدن ولم يُصابوا بجلطات دموية مسبقًا، لا يُوصف لهم أي أدوية مميعة للدم،ولكن يُنصح بمراجعتهم للطبيب لتقليل الإصابة بالتخثر الوريدي أو الانصمام الرئوي.
تشمل الأعراض التي يجب على المريض مناقشتها مع الطبيب ما يأتي:
- الإقلاع عن التدخين، وفقدان الوزن، واتباع نظام غذائي لتقليل الإصابة بالتخثر الوريدي أو الانصمام الري.
- ارتداء جوارب ضغط طبية في أثناء الرحلات الطويلة.
- تجنب المشروبات الكحولية في أثناء الرحلات الطويلة.
- استشارة الطبيب قبل تناول حبوب منع الحمل، أو قبل الحمل.
ما مضاعفات العامل الخامس لايدن الأخرى؟
قد يزيد العامل لايدن من خطر الإجهاض أو مضاعفات الحمل الأخرى، مثل تسمم الحمل، وانفصال المشيمة (انفصال المشيمة في وقت مبكر جدًا عن جدار الرحم)، وإنجاب جنين نموه أبطأ من المعتاد. قد تحدث حالات الإجهاض المرتبطة بالعامل لايدن في وقت لاحق من الحمل (بعد الثلث الأول من الحمل).
هل يمكن منع الإصابة بالعامل لايدن والوقاية من تأثيره؟
لا يمكن منع حدوث اضطراب تخثر الدم؛ إذ لا توجد حاليًا أي علاجات جينية قد تمنع الشخص من وراثة جين F5 المتحور.
ما التوقعات في حال الإصابة بالعامل الخامس لايدن؟
معظم الأشخاص الذين يعانون هذا الاضطراب لا يصابون أبدًا بجلطات دموية، أو يعانون مضاعفات الحمل، ولكن يجب متابعة الطبيب باستمرار.
هل يؤثر العامل لايدن في متوسط العمر المتوقع؟
لا يؤثر العامل الخامس لايدن في متوسط العمر المتوقع لدى معظم الأشخاص. حتى لو أصيبوا بجلطة دموية، فإن العلاج الفوري قد يمنع الوفاة مستقبلًا.
ما الذي يجب تجنبه عند الإصابة بالعامل الخامس لايدن؟
ينصح الطبيب المرضى وفقًا لحالة كل منهم بتجنب ما يأتي:
- تجنب التدخين بأنواعه (السجائر العادية، والإلكترونية، والتبغ).
- الجلوس لفترات طويلة.
- تناول الكحول بكثرة.
- تناول حبوب منع الحمل، أو العلاج الهرموني لانقطاع الطمث من دون استشارة الطبيب.
ما الإجراءات الوقائية لمنع تجلط الدم؟
يمكن تقليل خطر الإصابة بجلطات الدم بتغيير نمط الحياة، وتشمل:
- الإقلاع عن التدخين.
- شرب كمية كافية من الماء لترطيب الجسم.
- الحد من تناول الكحول.
- المحافظة على وزن صحي.
- ممارسة التمارين الرياضية (150 دقيقة أسبوعيًا) مثل المشي.
- أخذ فترات استراحة في أثناء القيادة لمسافات طويلة (تمديد الساقين، وثني الكاحلين، وتحريك أصابع القدم نحو الأعلى والأسفل).
- ارتداء جوارب طبية ضاغطة.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
يجب مراجعة الطبيب سنويًا لتحري الإصابة بالجلطات الدموية، أو الانصمام الرئوي.
إذا كان الشخص يتناول دواء الوارفارين سيحتاج إلى فحص دم روتيني (اختبار زمن البروثرومبين) للتحقق من فعالية الأدوية.
من المهم أيضًا مراجعة الطبيب في الحالات الآتية:
- قبل تناول حبوب منع الحمل أو العلاج الهرموني لانقطاع الطمث.
- قبل الحمل.
متى يجب الذهاب إلى المستشفى؟
عند ظهور أي عرض من أعراض التخثر الوريدي العميق، أو الانصمام الرئوي التي تهدد الحياة يجب مراجعة الطبيب على الفور، فكلما سارع المريض في تلقي العلاج كانت النتيجة أفضل.
ما الفرق بين العامل الخامس والعامل الخامس لايدن؟
العامل الخامس هو عامل تخثر، أو بروتين في الدم؛ إذ يساعد العامل الخامس والبروتينات الأخرى معًا في زيادة سرعة تخثر الدم عند الإصابة بجرح.
تُعد البروتينات مساعدات أساسية تدعم وقف النزيف الحاد، ولكن عند الإصابة باضطراب تخثر الدم، فإن الدم يتخثر بسهولة أكبر من المعتاد.
أما العامل الخامس لايدن هو اسم أحد اضطرابات تخثر الدم؛ إذ يؤثر هذا الاضطراب في العامل الخامس، على عكس البروتينات الأخرى في الدم.
«لايدن» هي مدينة في هولندا حيث اكتشف الباحثون الحالة.
اقرأ أيضًا:
خثار الوريد المساريقي Mesenteric vein thrombosis
اضطرابات تخثر الدم (حالة فرط التخثر): الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: سارة دامر
تدقيق: ريمي سليمان
مراجعة: عبد المنعم الحسين