ما هو الصدر الجؤجؤي وهل يمكن علاجه؟
الصدر الجؤجؤي هو تشوه نادر في جدار الصدر يندفع فيه عظم القص إلى الخارج بدلًا من كونه في المستوى الطبيعي لجدار الصدر، ويُعرف أيضًا باسم صدر الحمامة.
عندما ينمو جدار الصدر تنمو الغضاريف التي تربط الأضلاع بعظم القص بشكل مسطح على طول جدار الصدر، أما في حالة الصدر الجؤجؤي تنمو هذه الغضاريف بشكل غير طبيعي، ما يسبب نموًا غير متكافئ في مناطق اتصال الأضلاع بعظم القص، وهذا يسبب المظهر الخارجي البارز لجدار الصدر.
يتطور الصدر الجؤجؤي في معظم الأحيان خلال مرحلة الطفولة ويصبح أكثر وضوحًا في سن البلوغ، وقد لا يلاحظ ذلك في بعض الحالات حتى يمر الطفل بطفرة نمو المراهقين.
يصاب بالصدر الجؤجؤي نحو 1 من كل 1500 طفل وهو ثاني أكثر تشوهات الصدر شيوعًا لدى الأطفال، ومعدل إصابة الذكور به يساوي أربعة أضعاف معدل إصابة الإناث.
سنسلط الضوء في هذه المقالة على الأعراض المرتبطة بالصدر الجؤجؤي وأسبابه المحتملة وعوامل الخطر، مع شرح الخيارات العلاجية والنتائج المستقبلية المُتوقعة للحالة.
الأعراض
غالبًا ما يكون بروز عظم القص إلى الخارج العرض الوحيد الذي يعاني منه المصاب، إلا أنّ بعض المصابين قد يبلغون عن أعراضٍ أخرى مثل:
- ضيق التنفس وخاصةً أثناء ممارسة الرياضة.
- المضض أو الألم في مناطق النمو غير الطبيعي للغضاريف.
- العدوى المتكررة للجهاز التنفسي.
- الربو.
- التعب.
- الألم الصدري.
- زيادة سرعة ضربات القلب.
قد تكون حالة الصدر الجؤجؤي أشدّ على أحد جانبي الصدر، مع ظهور الجانب الآخر لجدار الصدر بمظهرٍ مندفعٍ لداخل الصدر، وتسمى حالة اندفاع جدار الصدر إلى الداخل بالصدر المقعر.
قد ترتبط هذه الحالة أيضًا ببعض الحالات الطبية الأخرى مثل:
- أمراض القلب
- الجنف: انحناء جانبي غير طبيعي في العمود الفقري.
- الحداب: تحدب الظهر أو تقوسه للخلف.
- تشوهات عضلية هيكلية أخرى.
- اضطرابات النسيج الضام مثل متلازمة مارفان.
- أنماط غير طبيعية من النمو.
الأنواع
هناك نوعان مختلفان من الصدر الجؤجؤي:
البروز الغضروفي بمستوى جسم القص:
يسمى هذا النوع من حالة الصدر الجؤجؤي أيضًا بصدر الدجاجة، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للحالة، وتندفع هنا الأجزاء الوسطى والسفلية من عظم القص إلى الأمام.
البروز الغضروفي بمستوى قبضة القص:
يسمى هذا النوع من حالة الصدر الجؤجؤي أيضًا بصدر الحمام النفاخ، وهو شكلٌ أكثر ندرةً وتعقيدًا للحالة، ويتطور عظم القص هنا ليصبح بشكل حرف Z، مع اندفاع القسم العلوي منه إلى الأمام.
الأسباب وعوامل الخطر
يحدث الصدر الجؤجؤي بسبب التطور غير الطبيعي للغضاريف التي تربط الأضلاع بعظم القص.
السبب الدقيق غير معروف ولكن توجد حالات عائلية للصدر الجؤجؤي وبالتالي يمكن أن تكون الوراثة من عوامل الخطر، ويُشاهد الصدر الجؤجؤي بنسبةٍ أكبر لدى الأشخاص الذين لديهم حالات وراثية محددة مثل:
- متلازمة مارفان
- متلازمة إهلرز-دانلوس
- الاضطرابات الأيضية مثل بيلة الهوموسيتين.
- متلازمة نونان.
- متلازمة موركيو.
- مرض هشاشة العظام.
- متلازمة كوفين لوري.
- المتلازمة القلبية الوجهية الجلدية.
- الشذوذات الصبغية (شذوذات الكروموزومات).
التشخيص
لتشخيص الصدر الجؤجؤي سيحتاج الطبيب إلى فحص كيفية نمو عظم القص، وقد يطلب لذلك صورة أشعة سينية للصدر.
قد يطلب الطبيب أيضًا اختبارات وظائف الرئة إذا كانت الحالة تسبب أعراضًا تنفسية، وقد يحتاج المصابون الذين يعانون من أعراضٍ قلبيةٍ إلى إجراء تخطيط كهربائي للقلب أو إلى تخطيط صدى القلب.
يمكن للتصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أن يساعد الأطباء في الحالات الأكثر خطورة، وإذا كان الطبيب يفكر في العلاج الجراحيّ للحالة فيمكن لاختبارات التصوير هذه أن تساعد في التخطيط للعملية.
قد يقرر الأطباء اعتمادًا على مظهر حالة الصدر الجؤجؤي إجراء اختباراتٍ للبحث عن الحالات المرضية ذات الصلة مثل الجنف وأمراض القلب الخلقية ومتلازمة مارفان.
قد يقرر الطبيب الانتظار حتى وصول الطفل إلى مرحلة البلوغ قبل اتخاذ قرارٍ بشأن آلية العلاج، وبالتالي يكون لديه الوقت الكافي لدراسة الحالة وتحديد طريقة العلاج الأفضل للمريض.
العلاج
يمكن أن يعاني بعض الأطفال والمراهقين من أعراضٍ وآثارٍ جانبيةٍ للصدر الجؤجؤي، ولكن الحالة تجميليّةٌ بالدرجة الأولى، ويرتكز العلاج على أساس المظهر الخارجي والأعراض المرافقة.
العلاج بالدعامة:
الخط العلاجي الأول للحالات الخفيفة إلى المتوسطة من الصدر الجؤجؤي لدى الأطفال هو تقويم العظام باستخدام الدعامة، إذ يتم استخدام دعامة خاصة ملائمة للسطح الخارجي للصدر.
الهدف من الدعامة هو تطبيق ضغطٍ على المنطقة الأكثر تأثرًا لتسطيحها وجعلها في مستوى جدار الصدر، ولملاحظة أي نتائج للعلاج سيحتاج الطفل إلى ارتداء الدعامة لمدة 8 ساعات على الأقل يوميًا ولعدة أشهر بحسب تعليمات الطبيب، وقد يحتاج إلى ارتداء الدعامة حتى يصل إلى سن البلوغ.
الجراحة:
عادةً ما يتم اللجوء إلى الجراحة عند عدم فعالية العلاج بالدعامة، أو عندما يكون المريض قد تجاوز سن البلوغ، وقد يفكر الطبيب أيضًا بالعلاج الجراحي عندما تسبب الحالة أعراضًا شديدة.
إجراء رافيتش هو عملية جراحية تنطوي على إزالة الغضاريف غير الطبيعية وتثبيت عظم القص في وضعٍ طبيعيٍّ ضمن جدار الصدر.
قد يحتاج الجراح في بعض الحالات إلى كسر عظم القص حتى يتمكن من إعادة وضعه في مكانه بدقة، وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى سلكٍ معدنيٍّ للصدر يوضعُ مؤقتًا عبر الجزء الداخلي لجدار الصدر ويوُصُل بالأضلاع.
الإنذار
لا يؤثر الصدر الجؤجؤي على صحة الطفل في معظم الحالات، وعادةً ما يعطي العلاج بالدعامة نتائج جيدة.
الخلاصة
الصدر الجؤجؤي هو تشوه نادر في جدار الصدر لدى بعض الأطفال والمراهقين قد تسببه بعض العوامل الوراثية، يحدث فيه نمو غير طبيعي لجدار الصدر يسبب اندفاع عظم القص إلى الخارج بدلًا من كونه في المستوى الطبيعي لجدار الصدر.
لا يسبب الصدر الجؤجؤي عادةً أي مشاكل صحية خطيرة، إلى أنه قد يسبب أعراضًا مزعجةً لدى بعض الأطفال مثل ضيق التنفس والربو والألم والتعب وزيادة سرعة ضربات القلب.
تكون النتائج المستقبلية المتوقعة لحالة الصدر الجؤجؤي لدى الأطفال ممتازة مع استخدام دعامة الصدر، وغالبًا ما تكون هذه الدعامة فعالةً في تصحيح البروز الخارجي لعظم القص، وقد تحتاج بعض الحالات إلى عمليةٍ جراحيةٍ لتصحيح التشوه.
اقرأ أيضًا:
متلازمة مخرج الصدر : الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: محمد أحمد بصل
تدقيق: نايا بطّاح