ما الشقيقة البطنية؟
الشقيقة البطنية: هي أحد أنماط الشقيقة التي تصيب الأطفال غالبًا. يتركّز الألم في هذه الحالة -على عكس الصداع النصفي- في البطن لا في الرأس.
تُصيب الشقيقة البطنية عادةً الأطفال بعمر 7-10 سنوات، لكن قد تصيب البالغين أحيانًا، ويعَد هذا النوع من الشقيقة غير شائع، إذ يصيب 4-1% من الأطفال.
يمكن الخلط بسهولة بين الشقيقة البطنية وأمراض أكثر شيوعًا عند الأطفال كمتلازمة الأمعاء الهيوجة وداء كرون.
الأعراض
العرض الرئيسي هو الألم البطني في المنطقة حول السُرَّة،ويتصف هذا الألم بأنّه ألم كليل -غير حاد- أو حاد جدًا أو ماغص، وتتراوح شدته بين متوسطة وشديدة. إضافةً إلى الأعراض التالية:
- غثيان وتقيؤ.
- فقدان شهية وإسهال.
- تعب.
- صداع وحساسية للضوء والأصوات.
- شحوب الجلد.
تدوم كل نوبة من نوبات الشقيقة البطنية بين ساعة و72 ساعة، ويكون الطفل بين النوبات طبيعيًّا تمامًا دون أعراض.
تتشابه أعراض الشقيقة البطنية مع أعراض العديد من أمراض السبيل المعدي المعوي التي تصيب الأطفال.
يكمن الفرق في أن أعراض الشقيقة البطنية تأتي على هيئة نوبات، مع فواصل زمنية من أيام حتى أشهر دون أي أعراض، ويتشابه الألم في كل نوبة.
الأسباب
لا يعلم الأطباء السبب الأساسي للشقيقة البطنية، وقد تتشارك نفس عوامل الخطر للصداع النصفي.
تشير إحدى النظريات إلى أن منشأ الشقيقة البطنية عيب في الاتصال بين الدماغ والسبيل المعدي المعوي. ووجدت دراسةٌ أخرى رابطًا بين الشقيقة البطنية وبطء حركة الأمعاء.
تنتشر الشقيقة البطنيّة لدى الأطفال ممن لديهم أقارب يعانون الصداع النصفي، ووجدت دراسة أن أكثر من 90% من الأطفال المصابين بالشقيقة البطنية أحد والديهم أو أشقائهم مصاب بالصداع النصفي.
تصيب الشقيقة البطنيّة الفتيات أكثر من الفتيان. وتوجد عوامل خطر معينة تحرِّض المرض، منها الشدة والتوتر والانفعال،إذ تؤدي التغيرات العاطفية إلى تحرير مواد كيميائية تُطلِق أعراض نوبة الشقيقة البطنية.
تضم المحرِّضات المُحتمَلة الأخرى:
- النترات والمواد الكيميائية في اللحم المُصنَّع والشوكولا.
- ابتلاع كميات كبيرة من الهواء.
- التعب والإرهاق والإجهاد العاطفي.
- الجوع وقلة النوم.
- دوار الحركة والأضواء الساطعة المُتقطِّعة.
العلاج
لا يوجد علاج مُثبَت الفعالية للشقيقة البطنية. تهدف بعض العلاجات إلى تحسين الأعراض التي يعانيها المريض.
من الخيارات العلاجية:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل إيبوبروفين): تتضارب نتائج الأبحاث حول مدى فعالية هذه الأدوية في معالجة الشقيقة البطنية، لكنها قد تفيد حال أخذها الشخص فور بدء الأعراض.
- مضادات التقيؤ (مثل ميتوكلوبراميد، ودومبيريدون):تفيد هذه الأدوية حال كان الشخص يعاني غثيانًا وتقيؤًا.
- العلاج بالإماهة: يفيد في استعادة السوائل التي خسرها الجسم بسبب التقيؤ والإسهال.
- حاصرات بيتا (مثل بروبرانولول): تؤدي إلى تخفيض الضغط، وتساعد على الوقاية من الشقيقة البطنية.
- إرغوتامين.
- مشتقات التريبتان (مثل سوماتريبتان، وزولميتريبتان): صرحت بها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية للاستخدام لدى الأطفال بعمر 6 سنوات فأكثر.
- توبيرامات: صرحت به هيئة الغذاء والدواء للاستخدام لدى الأطفال بعمر 12 عامًا فأكثر.
احرص على حصول الطفل على قسط كافٍ من النوم، وعلى تناول وجبات الطعام في أوقات منتظمة خلال اليوم، وعلى شرب كميات كافية من السوائل الخالية من الكافيين. وفي حال التقيؤ، احرص على تزويده بكميات إضافية من السوائل لتجنب الإصابة بالتجفاف.
قد تحرِّض بعض الأطعمة كالشوكولا والأغذية المُصنَّعة نوبة الشقيقة، لذلك احتفظ بمفكرة لنظام طفلك الغذائي ونوبات الشقيقة التي يعانيها، لمعرفة الأطعمة المحرِّضة للنوبة وتفاديها في المستقبل.
قد تساعد المعالجة المعرفية السلوكية على تخفيف وطأة التوتر، الذي يُعتقَد أنه أحد الأسباب المهمة للشقيقة البطنية.
التشخيص
لا يمتلك الأطباء اختبارًا خاصًّا لكشف الشقيقة البطنية. سيبدأ طبيبك الفحص بالسؤال عن الأعراض والتاريخ المرضي للطفل، وغالبًا يكون لدى الأطفال المصابين بالشقيقة البطنية أقارب يعانون الصداع النصفي.
تُشخَص الشقيقة البطنية عند الأطفال الذين يحقِّقون المعايير التالية:
- خمس نوبات على الأقل، تدوم كل منها من ساعة إلى 72 ساعة.
- ألم كليل في المنطقة حول السرة، تتراوح شدته بين المتوسطة والشديدة.
- عرَضان على الأقل من الأعراض التالية: الغثيان أو التقيؤ أو فقدان الشهية أو شحوب الجلد.
بعد ذلك يجري الطبيب فحصًا سريريًا. ورغم إمكانية استبعاد الأمراض الأخرى اعتمادًا على التاريخ المرضي والفحص السريري، يمكن إجراء فحوص إضافية كالتصوير بالموجات فوق الصوتية والتنظير، لاستبعاد بعض الأمراض التي تمتلك أعراضًا مشابهة، مثل:
- الارتجاع المعدي المريئي والقرحة الهضمية.
- داء كرون ومتلازمة الأمعاء الهيوجة.
- التهاب المرارة وبعض أمراض الكُلى.
الاختلاطات
قد تبلغ شدة نوبات الشقيقة حد منع الطفل من الذهاب إلى المدرسة عدة أيام، وقد يضطر الطفل للمرور بإجراءات تشخيصية غير ضرورية، لأن أعراض الشقيقة البطنية وأمراض السبيل المعدي المعوي الأخرى متشابهة، فيشيع الخلط بينها.
التوقعات
يُشفَى الأطفال من الشقيقة البطنية عادةً خلال سنة أو سنتين، لكن 70% من هؤلاء الأطفال سيعانون الصداع النصفي في مرحلة البلوغ.
اقرأ أيضًا:
كل ما تريد أن تعرفه عن الشقيقة ، الصداع النصفي
هل اكتشف العلماء أخيرًا سبب الصداع النصفي (الشقيقة)؟
ترجمة: سوار قوجة
تدقيق: أكرم محيي الدين