الرفرفة الأذينية هي مشكلة في نبض القلب. تُعرف هذه المشاكل، سواء أكانت في النَّظم أو سرعة ضربات القلب، باسم اللانظميات Arrhythmias. إن دقات القلب هي نوع من الدارات الكهربائية، في بعض الأحيان تختفي الإشارات الكهربائية التي تسبب تلك النبضات. تنتج الرفرفة الأذينية عن وجود دارة كهربائية شاذة داخل الأذين الأيمن أو حجرات القلب العلوية. تزداد النبضات بسرعة كبيرة جدًا، لتصبح حوالي 250-400 نبضة في الدقيقة، معدل نبضات القلب الطبيعية هي 60-100 نبضة في الدقيقة.
ماذا يحدث في الرفرفة الأذينية ؟
يتباطأ النبض عندما تصل الإشارات إلى العقدة الأذينية البطينية-AV node، وهي عبارة عن مجموعة من الخلايا الموجودة في الجدار العلوي بين البطينين، في حجرات القلب السفلية. عادةً ما تقوم هذه العقدة بإبطاء النبضات بمقدار الربع أو النصف، أو ما بين 150 و75 نبضة في الدقيقة.
إن زيادة ضربات القلب بشكل غير طبيعي تُدعى تسرع القلب-Tachycardia. تُصنف الرفرفة الأذينية كـ لا نظمية فوق البطين؛ لأن مصدر الرفرفة يأتي من الأذينين اللذين فوق البطينين. ترتبط الرفرفة الأذينية ارتباطًا وثيقًا باضطراب نظم آخر يسمى الرجفان الأذيني، قد يتناوب هذان الشذوذان في بعض الأحيان.
الرفرفة الأذينية على تخطيط القلب الكهربائي
ما هي مخاطر الرفرفة الأذينية؟
يكمن الخطر الرئيسي في عدم ضخ القلب للدم بشكل جيد عندما ينبض بسرعة كبيرة؛ قد لا تحصل الأعضاء الحيوية مثل عضلة القلب والدماغ على ما يكفي من الدم ما قد يؤدي إلى فشلها. يمكن أن ينتج عن ذلك قصور القلب الاحتقاني، والنوبة القلبية، والسكتة الدماغية. إذا ما أُعطِي العلاج المناسب نادرًا ما تعتبر الرفرفة الأذينية حالة مهددة للحياة. قد تكون مضاعفات الرفرفة الأذينية مميتة، لكن العلاج يمنعها دائمًا.
أنواع من الرفرفة الأذينية ؟
يمكن للرفرفة الأذينية الانتيابية أن تأتي وتختفي، عادةً ما تستغرق ساعات أو أيام. بينما تكون الرفرفة الأذينية المستمرة دائمة إلى حد ما.
ما الذي يسبب الرفرفة الأذينية؟
إن سبب الرفرفة الأذينية غير معروف دائمًا؛ لم يُعرف السبب الجذري عند بعض الناس، لكن يمكن أن تنتج الرفرفة الأذينية عن:
- أمراض أو مشاكل أخرى في القلب.
- مرض في مكان آخر من الجسم يؤثر على القلب.
- بعض المواد التي تؤثر على نبضات القلب الكهربائية.
تشمل أمراض القلب أو المشكلات التي يمكن أن تسبب الرفرفة الأذينية ما يلي:
- نقص التروية؛ أي انخفاض تدفق الدم إلى القلب بسبب أمراض الشريان التاجي، أو تصلب الشرايين، أو جلطة دموية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- اعتلال عضلة القلب؛ مرض يُصيب عضلة القلب.
- مشاكل في صمامات القلب، خاصة الصمام التاجي.
- حدوث ضخامة؛ توسع غرف القلب.
- عملية قلب مفتوح.
الدارة الكهربائية الشاذة في الرفرفة الأذينية
تشمل الأمراض التي تصيب القلب من مكان آخر في الجسم ما يلي:
- فرط نشاط الغدة الدرقية-Hyperthyroidism
- الانسداد الرئوي-Pulmonary Embolism؛ وهو جلطة دموية في أوعية الرئتين.
- الانسداد الرئوي المزمن (COPD)؛ مرض يقلل من كمية الأكسجين في الدم.
تشمل المواد التي قد تساهم في حدوث الرفرفة الأذينية
- الكحول (النبيذ، والبيرة أو المشروبات الكحولية).
- المنشطات مثل الكوكايين، والأمفيتامين، وحبوب الحمية، وأدوية الرشح، وحتى الكافيين.
أعراض الرفرفة الأذينية
قد لا يعاني المصابون بالرفرفة الأذينية من أي أعراض. بعض الأعراض التي يصفها المرضى:
- خفقان (الإحساس بدقات قلب سريعة).
- ضيق في التنفس.
- قلق.
الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو الرئة، والذين لديهم رفرفة أذينية قد يعانون من هذه الأعراض وغيرها:
- الذبحة الصدرية (آلام في الصدر أو القلب).
- الشعور بالإغماء أو خفة في الرأس.
- الإغماء.
متى يتوجب عليك طلب الرعاية الطبية؟
اتصل بالطبيب إذا:
- كان لديك أي من أعراض الرفرفة الأذينية.
- كنت تتناول دواءً لمعالجة الرفرفة الأذينية، وكان لديك أي من العلامات والأعراض الموصوفة.
- إذا شُخِّصت بالرفرفة الأذينية وعولِجت منها، توجه على الفور إلى قسم الطوارئ في المستشفى إذا:
- حدث لديك ألم شديد في الصدر.
- شعرت بالإغماء أو خفة في الرأس.
- الإغماء.
الفحوصات الواجب تحريها للكشف عن الرفرفة الأذينية
عندما تخبر الطبيب بأعراضك، من المحتمل أن يشتبه بوجود لا نظمية. سيقوم الطبيب باستبعاد الأعراض الأكثر خطورة؛ نظرًا لأن بعض الحالات الأخرى يمكن أن تسبب أعراضًا مماثلة. لا يمكنك أيضًا الحصول على العلاج حتى يعرف الطبيب ما هو بالتحديد نوع اضطراب النظم. يمكن أن تساعد هذه الاختبارات في كشف الكثير من مشاكل القلب:
تخطيط القلب الكهربائي:
يقيس ويسجل الإشارات الكهربائية التي تتحكم في نبضات القلب، ويسلط الضوء على المشاكل في هذه النبضات والشذوذات في القلب، ويمكن أن يساعد في تحديد نوع اللا نظمية ومنشئها.
يُظهر تخطيط القلب الكهربائي أيضًا علامات:
- النوبة القلبية.
- نقص تروية القلب.
- مشاكل النقل الكهربائي في القلب.
- وجود تضخم؛ تضخم القلب الغير طبيعي.
- شذوذات في مستويات الشوارد داخل أنسجة القلب، مثل البوتاسيوم والكالسيوم.
إذا لم تكن لديك أعراض، فقد يقوم الطبيب بهذا الاختبار في حال وجد علامات رفرفة أذينية.
جهاز هولتر للمراقبة/ تخطيط القلب الإسعافي:
قد تحتاج لوضع هذا الجهاز في حال كنت تعاني من أعراض رفرفة أذينية، لكن نتيجة تخطيط القلب كانت طبيعية. يمكن أن يحدث هذا لأن هذه اللا نظمية غير ثابتة (تأتي وتختفي). أو بسبب وجود خوارج انقباض، وهي ليست خطيرة. يمكن أن يساعد هذا الاختبار الطبيب في معرفة ما إذا كان لديك لا نظمية كما يساعد على تحديد نوعها.
ستقوم بوضع شاشة المراقبة حول رقبتك لبضعة أيام بينما تمارس أنشطتك الاعتيادية. يتصل جهاز هولتر بأقطاب تخطيط القلب الكهربائي المتصلة بصدرك، ويسجل الجهاز نظم القلب بشكل مستمر لمدة 24-72 ساعة.
جهاز رصد الحدث Event Monitor:
وهو جهاز أصغر يتم وضعه لفترة أطول، يمكنك تشغيله عندما تشعر بشيء غير طبيعي. في بعض الأحيان، يقوم الطبيب بزرع مسجل حدث تحت الجلد، حيث يمكن وضعه لعدة أسابيع أو أشهر.
إيكو القلب:
يُستخدم اختبار الموجات فوق الصوتية (الإيكو) الآمن وغير المؤلم الموجات الصوتية لإنشاء صورة من الداخل للقلب أثناء النبضان وبين الضربات. يستطيع تحديد مشاكل صمامات القلب، كما يفحص مدى عمل البطينين، بالإضافة لكشفه جلطات الدم في الأذينين. وهي نفس التقنية المستخدمة لفحص الأطفال داخل الرحم.
أهداف علاج الرفرفة الأذينية
- السيطرة على معدل ضربات القلب، واستعادة النُظُم الجيبي الطبيعي.
- منع حدوث هجمات مستقبلية، بالإضافة لمنع حدوث السكتة الدماغية.
- السيطرة على معدل ضربات القلب: الهدف الأول للعلاج هو السيطرة على النظم البطيني. إذا كان لديك أعراض خطيرة، مثل ألم في الصدر أو قصور قلب احتقاني مرتبط بمشاكل البطين، فإن الطبيب سيخفض معدل ضربات القلب بسرعة باستخدام الأدوية وريديًا أو عبر القيام بصدمة كهربائية (وهذا ما يُسمى تقويم نظم القلب- Cardioversion).
إذا لم تكن لديك أية أعراض خطيرة تُعطى الأدوية فمويًا. في بعض الأحيان قد تحتاج إلى مزيج من الأدوية التي تُعطى فمويًا للسيطرة على معدل ضربات القلب. وقد تحتاج إلى عملية جراحية من أجل السيطرة على معدل ضربات القلب أو النظم، ولكن هذا أمر نادر الحدوث.
- الحفاظ واستعادة نظم طبيعي: بعض الأشخاص الذين شُخصوا حديثًا بالرفرفة الأذينية يعودون إلى نظم طبيعي بشكل تلقائي في غضون 24-48 ساعة. الهدف من العلاج هو تحويل الرفرفة الأذينية إلى نظم جيبي طبيعي والتأكد من عدم عودتها.
ليس كل من لديه رفرفة يحتاج إلى أدوية علاج للــ لا نظمية. مدى سرعة عودة الـ لا نظمية والأعراض التي تسببها يحدد بشكل جزئي ما إذا كنت ستحتاج لأدوية علاج الـ لا نظمية القلبية. يقوم الأطباء بتعديل الأدوية المستخدمة لعلاج الـ لا نظمية لكل شخص بعناية لإحداث التأثير المنشود دون آثار جانبية غير مرغوب فيها، قد يكون بعضها قاتلًا.
- منع حدوث هجمات رفرفة مستقبلًا: يمكنك القيام بذلك عن طريق تناول الأدوية اليومية لإبقاء قلبك ينبض بمعدل آمن ومريح.
- منع السكتة الدماغية: تحدث هذه المضاعفة المميتة للرفرفة الأذينية عندما تنفصل قطعة من جلطة دموية تشكلت في القلب وتنتقل إلى المخ، وتمنع تدفق الدم.
تزيد بعض المشاكل الطبية التي تحدث معًا، مثل قصور القلب الاحتقاني أمراض الصمام التاجي من احتمالات الإصابة بسكتة دماغية. إذا كان لديك رفرفة أذينية مستمرة، فقد تحتاج إلى دواء مميع للدم لمنع تشكل خثرات.
يمكن للأشخاص الذين هم أقل احتمالًا بأن يصابوا بالجلطة الدماغية والذين لا يستطيعون تناول الوارفارين استخدام الأسبرين. لا يخلو الأسبرين من بعض الآثار الجانبية، بما في ذلك مشاكل النزيف وقرحة المعدة.
الإجراءات المستخدمة لعلاج الرفرفة الأذينية
الخطوة الأولى في العلاج هي استعادة معدل النبض الطبيعي والنظم الجيبي. هناك طريقتان للقيام بذلك: الأدوية وإزالة الرجفان.
- تقويم نظم القلب الكهربائي Electrical Cardioversion: يقوم الطبيب بصدم قلبك لتنظيم نبضاته. تُلصق لصاقات على صدرك، ثم تُعطى دواءً منومًا، بعد ذلك يقوم الطبيب بصدمة كهربائية خفيفة لإعادة نظم القلب إلى طبيعته.
معظم الناس يحتاجون إلى صدمة واحدة فقط. نظرًا لأنك مخدَر، فمن المحتمل ألا تتذكر الشعور بالصدمة. تستطيع عادةً العودة إلى المنزل في نفس اليوم.
- الاستئصال بالترددات الراديوية-Radiofrequency Ablation: إن هذا هو النوع الغالب من قسطرة الاستئصال المستخدم في علاج الرفرفة الأذينية. يُدخل الطبيب أنبوبًا رفيعًا ومرنًا إلى داخل وعاء دموي في الساق أو الرقبة.
ثم يُوجّه إلى القلب. عندما يصل إلى المنطقة التي تسبب عدم انتظام ضربات القلب، فإنه يُرسل ترددات راديوية (على غرار حرارة الميكروويف) تدمر تلك الخلايا. يساعد النسيج الذي عولِج في الحصول على نبضات منتظمة من جديد.
أدوية علاج الرفرفة الأذينية
يعتمد اختيار الدواء على عدد مرات حدوث الرفرفة الأذينية، والسبب الأساسي وراء حدوثها، والمشاكل الطبية الأخرى، والصحة العامة، والأدوية الأخرى التي تتناولها. فئات الأدوية المستخدمة في علاج الرفرفة الأذينية هي:
1- أدوية ضبط معدل ضربات القَلب: الطريقة الأكثر شيوعًا لعلاج الرجفان الأذيني هي الأدوية التي تتحكم في ضربات القَلب. هذه الأدوية تبطئ معدل ضربات القَلب السريع حتى يتمكن القَلب من الضخ بشكل أكثر فعالية. يتناول معظم الناس دواء يسمى الديجوكسين. قد تحتاج أدوية إضافية. يُدعى بعضها حاصرات بيتا؛ إذ أنها تُبطئ معدل ضربات القَلب أيضًا، منها:
- أتينولول-Atenolol (Tenormin)
- بيسوبرولول-Bisoprolol (Zebeta, Ziac)
- الكارفيديلول-Carvedilol (Coreg)
- ميتوبرولول-Metoprolol (Lopressor, Toprol)
- بروبرانولول Propranolol (Inderal, Innopran)
- تيمولول Timolol (Betimol, Istalol)
تُعرف بعض الأدوية الأخرى باسم حاصرات قنوات الكالسيوم. إذ أنها تبطئ معدل ضربات القلب وتقلل من قوة الانقباضات، ومنها:
- ديلتيازيم-Diltiazem (Cardizem, Dilacor)
- فيراباميل- Verapamil(Calan, Calan SR, Covera-HS, Isoptin SR, Verelan)
- أدوية نظم القلب: تعمل على إبطاء الإشارات الكهربائية للوصول إلى ما يسمى النظم الجيبي الطبيعي. تُسمى هذه العلاجات في بعض الأحيان بـ “تقويم القلب الكيميائي”.
2- حاصرات قنوات الصوديوم، والتي تبطئ قدرة القلب على توصيل الكهرباء:
- فليكاينيد-Flecainide (Tambocor)
- بروبافنونون-Propafenone (Rythmol)
- الكينيدين-Quinidine
- حاصرات قنوات البوتاسيوم، والتي تبطئ الإشارات الكهربائية التي تسبب الرجفان الأذيني:
- آمیودارون-Amiodarone (Cordarone, Nexterone Pacerone)
- الدوفيتيلايد-Dofetilide (Tikosyn)
- السوتالول-Sotalol (Betapace, Sorine, Sotylize)
3. مضادات التخثر: هذه الأدوية تجعل الدم أقل قدرة على التجلط، ما يقلل من احتمالات تشكل جلطة دموية في القلب أو في وعاء دموي والتي تؤدي بدورها إلى جلطة دماغية.
- أبيكسابان-Apixaban (Eliquis)
- الأسبرين- Aspirin
- كلوبيدوغريل-Clopidogrel (Plavix)
- دابيغاتران-Dabigatran (Pradaxa)
- إينوكسابرين-Enoxaparin (Lovenox)
- الهيبارين- Heparin
- ريفاروكسابان-Rivaroxaban (Xarelto)
- الوارفارين- Warfarin(Coumadin, Jantoven)
العناية بالرفرفة الأذينية داخل المنزل
- تناول الأدوية الموصوفة.
- تجنب أخذ أي أدوية منشطة.
- التحدث إلى الطبيب قبل تناول أي أدوية أو أعشاب أو مكملات جديدة.
الخطوات التالية وما بعدها
تزيد الرفرفة الأذينية من احتمال إصابتك بسكتة دماغية. ولكن إذا لم تكن مريضًا بمرض قلبي آخر، فإن هذا يعتبر عاملًا إيجابيًا. إذا حدثت الرفرفة مرة واحدة دون وجود مرض خطير في القلب أو الرئة، فقد لا تُصاب بها مرة أخرى أبدًا. أما إذا كنت تعاني من أمراض قلبية أخرى، فقد تعود الرفرفة الأذينية. عند حدوث ذلك، يتوجب عليك رؤية أخصائي القلب.
اقرأ أيضًا:
هل يتوقف قلبك عن النبض أثناء العطس؟
ما هو الرجفان الاذيني و ما هي مسبباته ؟
ترجمة: بشر معلولي
تدقيق: براءة ذويب
