سيواجه معظم الرجال مشكلات جنسية بعد الخضوع لعلاج سرطان البروستات ، لكن غالبية هذه المشكلات مؤقتة أو قابلة للعلاج. في البداية ستشعر بإحباط كبير لكن كن صبورًا لأنه مع مرور الوقت وعند التزامك بالعلاج الصحيح، ستعود لك حياتك الجنسية قبل السرطان بنسبة كبيرة.
ما المتوقع؟
تتمتع البروستات بموقع تشريحي مهم وحيوي بجوار الأعصاب الرئيسية والأوعية الدموية والعضلات التي تساعد على الانتصاب، قد تسبب الجراحة والمعالجة الشعاعية المستخدمة لعلاج سرطان البروستات تخريبًا وتلفًا في هذه المناطق، وهذا يجعل حصول الانتصاب أو النشوة الجنسية أمرًا صعبًا، ويسبب مشكلات جنسية كثيرة.
سيقلل العلاج الهرموني من نسبة التستوستيرون في جسمك، وهذا يسبب مشكلات في الأداء والدافع الجنسي.
الشكوى الأكثر شيوعًا لنسبة 80% من الرجال بعد علاج سرطان البروستات هي ضعف الانتصاب، وهذا يعني أنك لن تستطيع أن تصل للانتصاب الكافي والمناسب للجماع، ولكن ما يزال بإمكانك أن تصل إلى النشوة الجنسية.
وقد تصاب أيضًا بـ:
- صغر في حجم القضيب.
- ضعف في الرغبة الجنسية.
- النشوة الجنسية الجافة (عدم إنتاج القدر الكافي من المني للقذف).
قد تستمر هذه المشكلات لأسابيع وأحيانًا أكثر وهذا يعتمد على نوع العلاج وكيفية شعورك. ستتحسن الممارسة الجنسية في غضون عام لزهاء نصف الرجال الذين خضعوا لجراحة البروستات المحافظة على العصب أو العلاج الإشعاعي.
إعادة تأهيل القضيب
هو الوسيلة والطريقة المناسبة لاسترجاع شكل القضيب كما كان قبل العلاج الجراحي والإشعاعي، وتعتمد على فكرة استخدام القضيب حتى نتجنب فقدان وظيفته وشكله.
في الحقيقة لا توجد الكثير من المعلومات حول هذه النظرية (إعادة تأهيل القضيب)، لكن المؤيدين لهذه الفكرة، يقولون إن الانتصاب المتكرر قد يرفع مستويات الأكسجين، ويحسن تدفق الدم في القضيب، وهذا قد يحافظ على صحة القضيب كثيرًا.
العلاج الطبي
الأدوية:
الأدوية المشهورة والمعروفة المستخدمة للعلاج هي: سيدنافيل – تادالافيل – فارادينافيل (حبوب يمكن استخدامها لزيادة تدفق الدم للقضيب)، هذه الأدوية تستخدم لعلاج العجز الجنسي في حال كنت تعاني سرطان البروستات، ولكن بشرط سلامة الأعصاب وعدم تأذيها بالعلاج الجراحي أو الإشعاعي.
يمكن أن توضع في فتحة القضيب حبيبات مضغوطة من آلبروستاديل، وهذا الدواء يزيد من تدفق الدم في القضيب حتى دون إثارة.
وهناك طريقة أخرى للحصول على الانتصاب من دون تحفيز جنسي من خلال وضع كمية من الدواء على أسفل القضيب (القاعدة).
الأجهزة:
مضخة القضيب هي جهاز يضخ الدم إلى القضيب، وتؤدي أفضل النتائج عند الرجال الذين يعانون مشكلة في الحفاظ على القضيب منتصبًا.
ويمكن أيضًا إجراء جراحة ووضع غرسات في القضيب تساعده على الانتصاب.
الأوكسيتوسين:
يمكن وضع هذا الدواء تحت اللسان قبل الممارسة الجنسية ب 10 دقائق، يساعد كثيرًا على حصول النشوة الجنسية.
المكملات الغذائية:
يأخذ بعض الرجال الأعشاب وغيرها من المواد لتحسين الرغبة والقدرة الجنسية مثل: ديهيدرو إيبي أندروستيرون DHEA وإل-أرجينين والجنكو وجينسنغ ويوهمبي والزنك. قد تكون بعض هذه المواد خطيرة على جسم الإنسان، وبعضها الآخر لم تُجرى عليها دراسات علمية بخصوص تحسين الرغبة الجنسية، لذلك تجب استشارة طبيب مختص قبل أخذ أي شيء من هذه المكملات.
اتباع عادات صحية:
إن ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة إلى جانب اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات والحبوب والأسماك، يقلل من نسبة حدوث ضعف الانتصاب والمشكلات الجنسية الأخرى، وأيضًا ممارسة تمارين كيجل (تمارين تقوية عضلات الحوض) تساعد كثيرًا على الانتصاب والمحافظة عليه.
وأيضًا يؤثر التدخين سلبًا في حدوث الانتصاب إلى جانب الكحول، لذلك يجب تجنب التدخين والكحول لضمان عدم حصول مشكلات في الانتصاب.
طريقة ممارسة الجنس:
إن أسلوبك في ممارسة الجنس له أهمية كبيرة لضمان العلاقة الحميمية الصحيحة والمُرضية للطرفين، فعليك دائما أن تمارس الجنس وأنت في حالة إثارة عاطفية وجنسية وحتى في الخيال أيضًا، وإذا كنت تعاني من سرعة قذف وغيرها من هذه المشكلات دع شريكك يساعدك على التخلص منها. وعليك أن تكسر الصورة النمطية عند ممارسة الجنس، فليس عليك دائمًا أن تبدأ بالتقبيل أو الجنس الفموي أو اللمس وغيرها من الأمور المعتادة، فيمكنك مثلا استخدام جهاز هزاز، وهو جهاز تستخدمه على رأس القضيب لتحفيز الانتصاب من خلال إرسال إشارات إلى المخ.
المشاعر والجنس
إن سرطان البروستات وعلاجه لن يؤثر فقط في بنية جسمك، فإنه سيؤثر سلبًا في مشاعرك وأحاسيسك بالإجهاد والقلق الذي ستعاني منهما في أثناء إصابتك بالسرطان، وهذا يجعل الجسم يفرز الأدرينالين الذي له تأثير سلبي في حياتك الجنسية، حتى أن بعض من المشاعر السلبية لديك قد تنقل إلى الطرف الآخر.
أحد أهم قواعد الحياة الجنسية الصحية، هي إجراء محادثة صريحة بين الطرفين عن أهم المخاوف والأمور السلبية التي يعاني منها كلا الطرفين في أثناء ممارسة الجنس. هذا النوع من الصراحة والانفتاح في الحديث يعزز الشعور بالدعم بين الطرفين وضمان إجراء التغييرات والتعديلات المناسبة لضمان العلاقة المُرضية.
من الأمور الموصى بها أيضًا، التحدث مع اختصاصي صحة عقلية ونفسية، إما لوحدك أو مع الشريك، لأنه قد يصف في بعض الحالات الخاصة أدويةً نفسية تخفف من التوتر والقلق، وأيضًا من الممكن الانضمام إلى مجموعة دعم تضم الكثير من الناس الذين يمرون بنفس التجربة، وهذا يتيح التعلم من تجارب الآخرين إضافةً إلى إيجاد الحلول المناسبة.
اقرأ أيضًا:
ما يجب أن تعرفه عن سرطان البروستاتا
ترجمة: محمد أمين عرار
تدقيق: لبنى حمزة
