عندما تكون من مرضى بالتصلب المتعدد أو اللويحي Multiple Sclerosis، قد تُحدث الأطعمة التي تتناولها فارقًا كبيرًا في صحتك العامة، وبينما يستمر البحث عن علاقة الحمية الغذائية بأمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد، يعتقد العديد من المصابين بهذا المرض أن الحمية تسهم بدور كبير بالفعل في إحساسهم بصحة جيدة.
مع عدم وجود حمية غذائية محددة بإمكانها تدبير التصلب المتعدد أو شفاؤه، تتحسن الأعراض عند كثير من المرضى بعد تعديل نظامهم الغذائي العام، فيكون إحداث تغييرات قليلة وبسيطة في الخيارات الغذائية اليومية كافيًا لدى البعض، في حين قد يساعد اتباع الآخرين لبرنامج غذائي منظم على تخفيف الأعراض الحالية وتجنب ظهور أخرى جديدة.
دور الحمية الغذائية في التصلب المتعدد
تلعب التغذية دورًا أساسيًّا في تعزيز صحتنا، وإذا كنت مصابًا بالتصلب المتعدد، فأنت تعلم مدى أهميتها في تدبير أعراض مثل الالتهاب والتعب، لكن تُعَد هذه الفرضية محل جدل، لأن العلاقة بين الحمية الغذائية والتصلب المتعدد لم تُدرَس على نطاق واسع.
توضّح إيفانثيا برنيتساس Evanthia Bernitsas, MD، وهي طبيبة وأخصائية عصبية في مستشفى جامعة هاربر التابع لمركز ديترويت الطبي، أن الدراسات البحثية الحالية في هذا الموضوع ضيقة النطاق، وغير مُصمَّمة جيدًا، وتتضمن عادةً الكثير من الانحياز، ومع ذلك تشير برنيتساس إلى إنه من الشائع اتباع مرضى التصلب المتعدد حمية غذائية مضادة للالتهاب:
- وفيرة الفواكه والخضراوات الغنية بالمغذيات
- قليلة الدسم
- محدودة اللحوم الحمراء.
وتوافق الطبيبة كيا كونولي Kiah Connolly, MD على هذا الرأي: «نظرًا إلى إن التصلب المتعدد مرض مناعي ذاتي مزيل للمايلينdemyelinating ، ويصحبه التهاب، فإن العديد من النظريات حول التأثيرات الإيجابية المحتملة للحمية الغذائية على المرض، مبنية على تخفيف الالتهاب في الجسم وتحسين الصحة العصبية».
تتضمن بعض النظريات الشائعة التي تشير كونولي إليها حمية باليو الغذائية، وبروتوكول والز، وحمية سوانك، والحمية الخالية من الغلوتين.
1- حمية باليو The paleo diet
تتبع العديد من المجتمعات حمية باليو، ومن بينها مجتمع المصابين بالتصلب المتعدد، وتتضمن هذه الحمية الأغذية التي كانت متاحةً في العصر الحجري القديم، مثل:
- اللحوم الخالية من الدهن
- السمك
- الخضراوات
- الفواكه
- المكسرات
- بعض الدهون والزيوت الصحية
في حين تتجنب حمية باليو:
- الأطعمة المصنعة
- الحبوب
- معظم منتجات الألبان
- السكريات المكررة
قد يكون استبعاد الأطعمة المذكورة، والتي يسبب معظمها الالتهاب، مفيدًا لمن يلجؤون إلى التعديلات الغذائية في تدبير أعراض التصلب المتعدد.
تشير مقالة للجمعية الوطنية للتصلب المتعدد إلى إن الخطوة الأولى لاتباع حمية باليو هي تناول الأطعمة الطبيعية وتجنب المصنعة، وخصوصًا المحتوية على نسب عالية من السكر، مثل الأطعمة الغنية بالكاربوهيدرات التي ترفع مستويات سكر الدم بشكل كبير.
إضافةً إلى ما سبق، تشجع حمية باليو على تناول لحوم الحيوانات البرية (أي غير المدجنة)، التي تشكل نحو 30-35% من الوارد اليومي من السعرات الحرارية، إلى جانب الأطعمة النباتية.
2- بروتوكول والز The Wahls Protocol
يُعَد بروتوكول والز مُفضلًا لدى مجتمع التصلب المتعدد، إذ يركز البروتوكول الذي ابتكرته الطبيبة تيري والز Terry Wahls, MD، على الدور الذي يلعبه الطعام في تدبير أعراض التصلب المتعدد.
قررت والز التعمق في البحث عن الأطعمة ودورها في أمراض المناعة الذاتية بعد تشخصيها بالتصلب المتعدد عام 2000، ووجدت أن حمية باليو الغنية بالمغذيات، من فيتامينات ومعادن ومضادات أكسدة وأحماض دهنية أساسية قد ساعدتها على تخفيف أعراض مرضها.
الخضر المسموح بها في حمية والز
إلى جانب إضافة المزيد من الثمار اللبية berries والخضراوات الغنية بالصباغ، تقترح والز أيضًا زيادة الخضراوات الخضراء، الغنية بالكبريت تحديدًا، مثل الفطر والهليون.
وبإجراء والز -المتعايشة مع إصابتها بالتصلب المتعدد- تجارب سريرية لاختبار تأثير التغذية ونمط الحياة على علاج هذا المرض، توصلت بنفسها إلى أهمية تضمين استراتيجيات غذائية جزءًا من خطة المعالجة الشاملة للتصلب المتعدد.
3- حمية سوانك Swank MS diet
وفقًا لدكتور روي ل. سوانك Dr. Roy L. Swank,، مبتكر حمية سوانك للتصلب المتعدد ، فإن تناول حمية غذائية فقيرة بالدهون المشبعة (15 غرامًا يوميًّا على الأكثر) قد يساعد على تدبير أعراض التصلب المتعدد.
تشجع هذه الحمية على تجنب الأطعمة المصنعة، المحتوية على الدسم والزيوت المهدرجة، وتسمح باللحوم الحمراء في السنة الأولى، وتتيح تناول ثلاث أونصات (80 غرامًا تقريبًا) منها أسبوعيًّا في السنة التالية.
تؤكد حمية سوانك على أهمية الحبوب الكاملة، والفواكه والخضراوات (بأي كمية)، والبروتينات الخالية من الدهون، مثل لحم الدجاج الأبيض منزوع الجلد ولحم السمك الأبيض، إضافةً إلى الأحماض الدهنية الأساسية.
4- الحمية الخالية من الغلوتين gluten-free
توجد العديد من النظريات حول دور الحميات الغذائية في تدبير أعراض التصلب التعدد، بما فيها تأثير الغلوتين (وهو بروتين يوجد في القمح والجودار والشعير والتريتيكال) على هذه الأعراض.
تشير إحدى الدراسات إلى تفاقم الحساسية وعدم تحمل الغلوتين لدى المصابين بالتصلب المتعدد، توضح كونولي: «يشتبه بعض الأشخاص في الغلوتين إنه مولِّد غير مُشخَّص للحساسية عند كثيرين، ومصدر للالتهاب ومساهم في الإصابة بأمراض عديدة».
عندما تتبع حمية خالية من الغلوتين، ينبغي أن تركز على استبعاد جميع الأطعمة المحتوية على هذا البروتين، مثل القمح والجودار والشعير، ومن الأطعمة الشائعة المحتوية على الغلوتين:
- المعجنات المقلية
- البيرة
- الخبز، والمعكرونة، والكعكات، والبسكويت، والمافن
- حبوب الفطور
- الكسكس
- الكعك المطحون
- الفارينا، والسميد (السيمولينا) والعلس spelt (نوع من القمح)
- الطحين
- بروتينات الخضراوات المتحللة hydrolyzed vegetable protein
- المثلجات والحلوى
- اللحوم المصنعة وبدائل اللحم
- صلصات السلطات، والشوربات، والكتشاب، وصلصة الصويا وصلصة المارينارا
- الوجبات الخفيفة، مثل رقائق البطاطس، وكعكات الأرز ورقائق البسكويت
- القمح النابت
- صموغ الخضراوات
- القمح بأنواعه (النخالة، القاسي، البذور، الغلوتين، الشعير، البراعم، النشا)، ونخالة القمح المتحللة wheat bran hydrolysate، وزيت بذر القمح، وبروتين القمح المعزول wheat protein isolate.
خاتمة
يُعَد اتباع حمية غذائية متوازنة أمرًا جيدًا، والتخطيط لنظامك الغذائي بعناية خيار حكيم مع أخذ إجراء تعديلات غذائية في الاعتبار، إذا كانت لديك أسئلة حول كيفية تطبيق التعديلات، استشر الطبيب أو متخصص الرعاية الصحية.
اقرأ أيضًا:
نصائح غذائية لتقليل الدهون في الغذاء و خسارة الوزن
حمية غذائية مناسبة لمرضى القصور الكلوي المزمن
ترجمة: سارة وقاف
تدقيق: عبد الله كريم
مراجعة: أكرم محيي الدين