يمتلك الزعتر والحبق نكهة بارعة قادرة على تحويل أي طبق حساء لطبق ملكي.
وينتمي الزعتر والحبق لنفس فصيلة النبات والتي تحوي أكثر من 50 فرعاً.
موطنهما الأصلي غرب آسيا وحوض المتوسط.
تستخدم بكثرة في منطقة الشام وفي أوروبا خصوصاً في اليونان حيث العديد من المناطق البرية وقد استخدم المصريون الحبق والزعتر لتحنيط موتاهم ومن أجل استرضاء اﻵلهة.
في أمريكا لكن لم يكن لهما شعبية حقيقية حتى الحرب العالميّة الثانية.
كما ينبغي أن تتواجد إحدى هاتين العشبتين في أي غذاء ﻷنها تساهم بإعطاء كمية من مضادات اﻷكسدة التي تقوم بالحد من اﻷضرار المتسببة من قبل الجذور الحرة في الجسم، هذه الجذور تكون عبارة عن جزيئات ذات تفاعلية كبيرة وتسبب أمراض في القلب واﻷوعية الدموية وبعض السرطانات واﻷمراض المرتبطة بالشيخوخة.
حيث قيم بعض من الباحثين مقدرات مضادات اﻷكسدة في اﻷعشاب واتفقوا على أنّ اﻷعشاب الطازجة تظهر قدرات مضادات اﻷكسدة العالية، و في بعض اﻷحيان تكون نسبتها أعلى من الفواكه والخضراوات.
في المختبر، أكد العديد من الباحثين أنّ الزعتر يمتلك نسبة عالية من مضادات اﻷكسدة والأمر نفسه في الحبق.
الحبق والزعتر والأساطير:
في الأصول العربية ظهر الحبق والزعتر بعدة أسماء كالحبق البري، الزعتر الشائع والشاي اﻷحمر.
تقول اﻷساطير أنّ amarakos وهو اسم غلمان ملك قبرص الذي هرب بزجاجة عطر غالية جداً و اختبأ ليفلت من العقاب ومن أجل أن تعاقبه اﻵلهه فقد حولته إلى عشبة الحبق و من هنا أتى الاسم اللاتيني للحبق amaracum.
و أساطير أخرى تقول أنّ هذه العشبة خلقتها فينوس (آلهة الجمال) لتطبيب الجروح التي أصيبت بها من قبل أحد سهام cupidon.
ما هي العناصر التي يحتويها الحبق والزعتر؟
- فيتامين K: الحبق هو أحد مصادره حيث يعد الحبق ضروري لتصنيع البروتين الذي يلعب دوراً هاماً في تخثر الدم (منع تجلط الدم) كما بساهم في بناء العظم ويقضي على البكتيريا الموجودة في اﻷمعاء.
- الحديد: مصدره الحبق المجفف، تأتي أهميته بنقل اﻷوكسجين وتشكيل خلايا الدم الحمراء حيث يشارك أيضاً في صنع خلايا جديدة. ويجدر بنا القول أنّ محتوى الحديد الموجود في النبات تمتصه أجسامنا بشكل أفضل منه في اﻷغذية الحيوانية.
- الكالسيوم: يتخزن الكالسيوم في العظام حيث تساهم في بنائه وبناء اﻷسنان كما يحافظ على ضغط الدم ويمنع تجلطه.
- المغنزيوم: نجده في الحبق المجفف حيث يعد العامل المساعد لكثير من الأنزيمات التي تسهل اثنتي عشرة عملية مختلفة في الجسم.
- فيتامين E: يعد من الفيتامينات المضادة للأكسدة كما يحمي الغشاء الذي يغطي خلايا الجسم وبخاصة خلايا الدم الحمراء و البيضاء.
آثار الحبق و الزعتر الصحية
بيد أنّ معظم الدراسات على اﻷعشاب تقوم باختبارات على الحيوانات لأنه يكون من الصعب تقييم آثارها الصحية على الإنسان لأن كمية اﻹستهلاك تكون عموماً ضئيلة.
لكن في مرض السكري، أكدت دراستان مخبرياً أنّ القليل من الزعتر يستطيع تخفيض سكر الدم (الغلوكوز في الدم) وحتى عند الفئران المريضة بالسكري فإنّ حمض الروزمارينيك المضادة للأكسدة يساهم في كبت اﻷنزيم الذي يقوم بزيادة نسبة السكر في الدم.
الدراسة الثالثة، تظهر أنّ القليل من الحبق يستطيع تثبيط نشاط اﻷنزيم المعوي.
كما أظهر فريق من الباحثين أنّ القليل من الزعتر يساعد على منع نمو الخلايا السرطانية (سرطان الدم).
أهمية الحبق والزعتر والبستنة العضوية:
يمكننا أن نستخرج من الحبق وأنواع أخرى من الزعتر الزيوت اﻷساسية التي تستخدم في اﻷغذية، العطور، ومستحضرات التجميل.
حيث يعد الحبق والزعتر من النباتات المعمرة والتي لا تتحمل درجات حرارة باردة حيث تزرع في المناخ المعتدل.
تعد التربة الرملية والصخرية أفضل مكانين لزراعتها.
ومنذ عدة سنوات اهتم الباحثون بالتوابل وبخاصة الزعتر، حيث تساهم نبتة الزعتر في تخفيف سمية زيت الطهي واﻷغذية المطبوخة بفضل خاصياتها في قتل البكتيريا كما يتمكن الزعتر من تخفيض الوزن بنسبة تزيد عن 20g يومياً.
- ترجمة : رنيم عبدالله
- المصدر