التهاب القرنية والملتحمة التهاب يصيب القرنيّة والملتحمة معًا، له عدة أنواع، بعضها بسبب العدوى، وغالبًا ما يُعالج بالقطرات العينية.
تُعرف القرنية أنها كالنافذة المفتوحة بالنسبة للعين، إذ تتألف من نسيج مرن شفاف، يحيط بالقزحية وبؤبؤ العين، وقد تصاب بالالتهاب؛ ويسمى التهاب القرنية (keratitis).
أما الملتحمة فهي نسيج رقيق صافٍ، يحيط بصلبة العين ويبطن الأجفان، قد تصاب بالالتهاب؛ ويسمى التهاب الملتحمة (conjunctivitis).
أنواع التهاب القرنية والملتحمة:
يُصنف إلى عدة أنواع، حسب الغاية من التصنيف.
تبعًا لموقع الإصابة:
- قد يصيب عينًا واحدة ويسمى عندها التهاب أحادي الجانب.
- قد يصيب العينين معًا ويسمى عندها الالتهاب ثنائي الجانب.
تبعًا لمدة الإصابة:
- احتدادي: يستمر أقل من أسبوع واحد.
- حاد: يستمر من ثلاثة إلى أربعة أسابيع.
- مزمن: يستمر لأكثر من أربعة أسابيع.
تبعًا للعامل المسبب:
- مسبب بالخمج (معدٍ).
- غير مسبب بالخمج (غير معدٍ): بسبب الحساسية أو لأسباب مناعية أو السموم.
ما الفرق بين التهاب القرنية والملتحمة وجفاف الملتحمة؟
كلاهما يصيب نفس الأجزاء من العين: القرنية والملتحمة، ولهما أعراض الالتهاب.
لكن يعد نقص فيتامين (أ) هو السبب الأساسي لجفاف الملتحمة وجفاف العين.
ما مدى شيوع التهاب القرنية والملتحمة؟
يُقدر أن نحو ستة ملايين شخصًا في الولايات المتحدة يراجعون الطبيب بأعراض التهاب القرنية والملتحمة سنويًا.
الجميع معرضون للإصابة، لكن ما يختلف هو النوع؛ إذ يشيع نوع معين حسب البيئة المؤهلة، على سبيل المثال؛ يُصاب غالبية المرضى من عمر المدرسة بالتهاب القرنية والملتحمة الخمجي (الجرثومي).
أعراض التهاب القرنية والملتحمة:
- الشعور بحكة في العين، أو عدم ارتياح وكأن شيئًا دخل العين.
- دُماع العينين.
- التهاب جفن العين.
- حساسية للضوء.
- إفرازات من العين.
- رؤية ضبابية، قد تأتي وتذهب.
أسباب التهاب القرنية والملتحمة:
تؤدي العديد من الأسباب للإصابة بالالتهاب، بعضها قد يكون معديًا وبعضها غير معدٍ.
يُحدد السبب بحسب نوع التهاب القرنية والملتحمة.
أسباب التهاب القرنية والملتحمة غير المعدية:
1. التهاب القرنيّة والملتحمة التحسسي:
شائع جدًا، يحدث عند الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه الغبار أو غبار الطلع أو وبر الحيوانات. يصيب التهاب القرنيّة والملتحمة الربيعي الأطفال عادةً، وهو نوع شديد من التهاب القرنيّة والملتحمة التحسسي.
ويصيب التهاب القرنيّة والملتحمة التأتبي الذين لديهم أكزيما، التي تعرف أيضًا بالتهاب الجلد التأتبي، وهو مرض وراثي يجعل المصاب به أكثر عرضة للحساسية.
2. التهاب القرنية والملتحمة التعرّضي:
يحدث عندما لاتتلقى العين حماية كافية؛ كعدم قدرة الأشخاص على إغلاق عيونهم تمامًا.
3. التهاب القرنية والملتحمة العصبي:
حالة نادرة؛ تحدث عند وجود خلل في وظيفة أعصاب القرنية. توجد أسباب أو عوامل تزيد من خطورة تعرض الشخص لهذا النوع من الالتهاب، بعضها غير معدٍ؛ مثل: إصابات العين والجراحات والأورام والسكري ومرض التصلب اللويحي. وبعضها معدٍ؛ مثل: فيروس الحلأ البسيط و فيروس الحلأ النطاقي.
4. التهاب القرنيّة والملتحمة الجاف:
يسمى أيضًا مرض جفاف العين، ويصيب كلا العينين. ويحدث عندما لا تنتج العين ما يكفي من الدمع لترطيبها، أو عندما لا يحتوي الدمع على المكونات اللازمة لمنعه من التبخر السريع.
يحدث المرض في سياق متلازمة سجوغرن أو قد يرتبط بأمراض المناعة الذاتية.
5. التهاب القرنيّة والملتحمة الحوفي العلوي:
مجهول السبب، وغير معدٍ؛ ويُعتقد أنه يحدث بسبب الاحتكاك المتواصل أو الفرك مع العين.
يصيب المرضى من عمر الـ 60 عامًا تقريبًا وأكثر شيوعًا عند الإناث، وقد يرتبط بأمراض الغدة الدرقية.
يصيب التهاب القرنيّة والملتحمة الحوفي العلوي الأشخاص الذين يضعون عدسات لاصقة باستمرار ويستعملون محاليل معينة للعدسات.
أسباب التهاب القرنيّة والملتحمة المعدية:
تحدث لأسباب جرثومية أو فيروسية أو فطرية.
تتضمن بعض الأنواع:
1. التهاب القرنية والملتحمة الوبائي:
العامل المسبب: الفيروسات الغديّة. يوجد هذا الفيروس في كل مكان تقريبًا، يهاجم العيون والسبيل التنفسي والسبيل المعوي المعدي والجهاز التناسلي.
2. التهاب القرنيّة والملتحمة البكتيري:
العامل المسبب: أنواع عديدة من الجراثيم. وهو معد جدًا، وينتشر بين الأطفال.
3. التهاب القرنيّة والملتحمة الحلئي:
العامل المسبب: فيروسات الحلأ البسيط.
4. التهاب القرنية والملتحمة النفاطي:
يوصف أنه تفاعل فرط الحساسية اتجاه أنواع معينة من الجراثيم، مثل المكورات العنقودية المذهبة والجراثيم المسببة للسل، التي تشكل نفطات داخل العين.
5. التهاب القرنيّة والملتحمة المصاحب للكلاميديا (المتدثّرة):
عدوى منقولة بالجنس، تحدث عند ملامسة العين بعد ملامسة سوائل جنسية لمريض مصاب.
6. التهاب القرنية والملتحمة الفطري (البويغي):
العامل المسبب: الفطريات.
شاع سابقًا أنه يصيب مرضى عوز المناعة المكتسب فقط، لكنه قد يصيب أي شخص حتى لو كان سليمًا.
تشخيص التهاب القرنية والملتحمة:
يبدأ التشخيص بأخذ التاريخ الطبي وملاحظة الأعراض، والحالات المرافقة، وإذا ما كان المصاب يرتدي عدسات طبية.
تطلب الفحوص الآتية:
- فحص العين باستخدام المصباح الشقي، مع أو بدون صبغ العين بالفلورسين، يُعنى هذا الاختبار وضع قطرات تحتوي على صباغ داخل العين لإظهار أي مشكلات.
- إجراء زرع خلوي وتحاليل المناعية لمفرزات العين للبحث عن العامل المسبب.
- فحص فاعلية الوظيفة الدمعية لقياس مدى جودة إنتاج الدموع. يستخدم في اختبار شيرمر (Schirmer) قطعة من ورق الترشيح على حافة العين لمدة خمس دقائق لقياس مدى الرطوبة المنتجة.
- فحص لقياس مدى حساسية القرنية.
- أخذ صور للعين.
التدبير والعلاج:
يعتمد العلاج على السبب، وتُقترح العلاجات الآتية:
- قطرات عينية لترطيب العين، قد تحتوي على مواد دوائية فعالة بحسب الحالة.
- مراهم مزلقة توضع عند النوم.
- أدوية فموية أو موضعية، مضادات الهستامين أو مثبطات الخلايا البدينة.
- كمادات باردة لتخفيف الأعراض.
- تنظيف الأجفان.
أما لعلاج التهاب القرنية والملتحمة الجاف:
- وضع سدادات في زاويتي العين لمنع الدمع من الخروج.
- إغلاق الجفنين جزئيًا للحفاظ على رطوبة العين.
- إدخال مسبار كهربائي داخل الأنف لتحريض إنتاج الدموع، وتكرر العملية عدة مرات.
قد يلجأ المعالج للجراحة في الحالات المستعصية.
من المهم معالجة الأمراض المرافقة أيضًا.
كيف نتجنب الإصابة بالتهاب القرنية والملتحمة؟
الالتزام بالعلاج الموصوف في حال الإصابة بأحد الأمراض المرتبطة بالتهاب القرنية والملتحمة كافٍ لتقليل خطر التعرض للالتهاب، مثل الالتزام بأدوية الحساسية ومراقبة سكر الدم، وعدم لمس أو فرك العينين وارتداء النظارات الشمسية في الأيام المشمسة الجافة وغيرها من التعليمات الهامة الأخرى.
التوقعات:
قد تكون بعض أنواع التهاب القرنيّة والملتحمة مزمنة، لكن يمكن تدبيرها، مثل تلك الأنواع المسببة بالعدوى، وقد تشفى عند الالتزام بالعلاج.
قد تسبب بعض أنواع التهاب القرنية والملتحمة التحسسي (الربيعي والتأتبي) أذيةً في العين في حال لم تُعالج.
تجب مراجعة الطبيب المختص في حال ملاحظة انتفاخ في العينين واحمرار وحكة وإدماع، لتلقي العلاج المناسب قبل تطور الحالة أكثر.
اقرأ أيضًا:
التهاب القرنية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
جفاف العين: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: حنان احمد
تدقيق: ألاء ديب