التهاب الشرايين العديد العقدي هو حالة تسبب تورم جدران الشرايين والتهابها وتخريبها خصوصًا الشرايين الصغيرة والمتوسطة. تنجم هذه الإصابة الخطيرة عن اضطراب الجهاز المناعي. العلاج المستمر في هذه الحالة مهم جدًا؛ لأن عدم العلاج يؤدي إلى ارتفاع خطر الاختلاطات عند المرضى.
الأعراض
يؤثر التهاب الشرايين العديد العقدي على جميع الأعضاء متضمنةً الجلد والجهاز العصبي المركزي، وتكون أكثر الأعراض شيوعًا:
- نقص الشهية
- نقص الوزن المفاجئ
- الألم البطني
- الوهن الشديد
- الحمى
- الآلام العضلية والمفصلية.
يصيب التهاب الشرايين العديد العقدي الجهاز العصبي المركزي في 70 ٪ من الحالات وفقًا لمركز (جونز هوبكنز) لالتهابات الأوعية. يسبب المرض اختلاجات ومشاكل عصبيةً أخرى منها: نقص التنبه والاضطرابات الاستعرافية وتحدث هذه الأعراض إذا لم تعالج الحالة خلال سنتين أو ثلاث سنوات.
يؤدي التهاب الشريان العقدي أيضًا إلى آفات جلدية فيصيب الساقين بالتحديد وتكون الآفات مؤلمةً عادةً.
أسباب التهاب الشرايين العديد العقدي
تنقل الشرايين الدم إلى الأعضاء والأجهزة المختلفة. في هذا المرض تتأذى الشرايين؛ ما يعيق جريان الدم المؤكسج ووصوله للأعضاء محدثًا توقفًا في وظيفتها.
تحدث هذه الأذية نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للشرايين. لم يعرف سبب رد الفعل المناعي هذا حتى الآن.
عوامل الخطورة
على الرغم من أن سبب الحالة غير واضح كما أسلفنا، إلا أن هناك مجموعةً من عوامل الخطورة تساهم في تطور هذا الداء ومنها:
- العمر :تجاوز سن الأربعين يرفع احتمال الإصابة
- الجنس : احتمالية الإصابة بهذا المرض تزيد عند الذكور
- الخمج الفعال بفيروس التهاب الكبد B أو C
يصبح الكشف عن المرض أسهل إذا انتبهنا إلى عوامل الخطورة السابقة واستشرنا الطبيب وأجرينا الفحوص الدورية.
يجب أن نهتم أكثر بفحص أنفسنا إذا كنا نعاني من أعراض المرض أو عند وجود حالات عائلية مشابهة.
التشخيص
يعد التهاب الشرايين العديد العقدي مرضًا معقدًا يتطلب اختبارات عديدة قبل وضع التشخيص، فقد يطلب الطبيب تعداد الدم الكامل لمعرفة عدد الكريات الحمراء والبيضاء وقد يحتاج الطبيب إلى :
- خزعة نسيجية، وهي أخذ عينة صغيرة من الشريان المصاب ليفحص في المخبر.
- تصوير ظليل للشرايين بالأشعة السينية.
- عيار سرعة تثفل الكريات الحمر لقياس الالتهاب؛ إذ ترتفع سرعة التثفل عند معظم مرضى هذا الداء.
وتكون خزعات الجلد والعضلات وحتى الأعصاب مفيدة للتشخيص وفق جونز هوبكنز.
عندما تكتمل هذه الإجراءات يضع الطبيب خطة للتشخيص والمعالجة.
قد يخطئ الأطباء في التمييز بين الألم البطني والتأثير الهضمي الجانبي لأدواء الأمعاء الالتهابية مثل: داء كرون والتهاب الكولون القرحي؛ لهذا لا بد من مراجعة الطبيب عند حدوث أية آثار هضمية بعيدة المدى.
علاج التهاب الشرايين العديد العقدي
يعتمد العلاج على مشاركات دوائية تتضمن:
- الستيرويدات القشرية.
- مثبطات المناعة.
- الأدوية المضادة للفيروسات.
تسيطر الستيرويدات على الأعراض بوساطة خفض الالتهاب وإحداث بعض التغيرات الهرمونية، إلا أنها تسبب العديد من التأثيرات الجانبية بالشكل الفموي خصوصًا.
تحمي الستيرويدات الشرايين من مهاجمة الجهاز المناعي لها، ومع ذلك لا بد من المشاركة مع مثبطات المناعة ولاسيما عند اشتداد الأعراض.
تعطى مضادات الفيروسات لمرضى التهاب الكبد.
الاختلاطات المرافقة لالتهاب الشرايين العديد العقدي
تعد الآفات الوعائية شديدة الخطورة؛ إذ إن إصابة الشرايين بالمرض يؤثر على الدماغ والقلب وبقية الأعضاء الحيوية.
أكثر الاختلاطات شيوعًا:
- نقص التروية القلبية
- السكتة
- الأذية المعوية الشديدة
- القصور الكلوي
مآل المرض
يعتمد تطور المرض على سير المعالجة فقد يموت المرضى غير المعالجين نتيجة الاختلاطات، أما المرضى الذين يتناولون الأدوية الموصوفة بانتظام فتقل الأعراض لديهم وتتحسن حالتهم.
لم تعرف بعد طرق الوقاية. كل ما هو معلوم أن الالتزام بالخطة العلاجية يزيد فرص التعافي بوضوح، ويشير مركز (كليفلاند) للدراسات إلى أن نسبة المرضى الذين عانوا من هذا المرض خمس سنوات أو أكثر ثم نجوا تتخطى 80 بالمئة.
اقرأ أيضًا:
التهاب غشاء التامور Pericarditis
ترجمة: رامي طحطوح
تدقيق: إلياس عباس
