التهاب الأوعية الشروي هو شكل آخر من التهاب الأوعية الجلدية الصغيرة، يتصف بكونه عبارة عن انتبارات أو رقع ملتهبة ومحمرة على الجلد الظاهر للعيان تُشبه الشرى، ولكن عندما يُفحص الجلد تحت المجهر يُشاهد التهاب وعائي ضمنه.
يُصنف التهاب الأوعية الشروي عمومًا ضمن نوعين:
- التهاب الأوعية الشروي طبيعي المتممة.
- التهاب الأوعية الشروي ناقص المتممة.
يُصنفان حسب وجود مستويات طبيعية أو ناقصة من بروتينات المتممة في الفحص الدموي، كما يمكن لكلا النوعين أن يترافقا مع أعراض جهازية مثل الوذمة الوعائية وألم بطني أو صدري وحمى وآلام مفصلية. هذه الأعراض أكثر وضوحًا في الشكل ناقص المتممة؛ وهذا الشكل يمكن أن يترافق أيضًا مع أمراض النسيج الضام كالذئبة الحمامية الجهازية.
الأسباب
سبب المرض غير معروف؛ ولكنه يرتبط بالحالات التالية:
- أمراض النسيج الضام الالتهابية؛ مثل الذئبة الحمامية الجهازية ومتلازمة شوغرن (Sjögren syndrome).
- اختلالات الغلوبيولينات المناعية ومنها IgA و IgM.
- سرطان الدم (Leukemia) والسرطانات الداخلية الأخرى.
- الأمراض الفيروسية مثل التهاب الكبد B والتهاب الكبد C وكثرة الوحيدات العدوائية (الحمى الغدية).
- الحالات المُحدثة بالأدوية ومنها مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين والبنسلين والسلفوناميدات والفلوكسيتين (مضاد اكتئاب) والثيازيد (مدر للبول). وعلى أي حال؛ فغالبية حالات التهاب الأوعية الشروي مجهولة السبب.
أعراض التهاب الأوعية الشروي
العرض الأول له هو انتشار الشرى (الذي يوصف بالانتبارات) وعادةً ما يكون مؤلمًا أو ينتج عنه إحساسات حارقة، وفي بعض الحالات تكون الانتبارات مسببة للحكة، وتكون الآفات على شكل رقع محمرة أو لوحات التي يمكنها أن تكون بمراكز بيضاء، ويمكن للحبرات (بقع دموية صغيرة تظهر تحت الجلد) أن تظهر.
خلافًا للشرى، آفات التهاب الأوعية الشروي عادةً ما تستمر في مكان ثابت لمدة تزيد عن 24 ساعة، وبعدها تنحل ببطء عفويًا؛ يمكن للكدمات أو فرط التصبّغ أن يحدث خلال عملية الشفاء.
بالإضافات للآفات الجلدية، يمكن للمرضى المصابين بالتهاب الأوعية الشروي أن يتطوّر لديهم أعراض جهازية مثل الحساسية الضوئية، وتورم العقد اللمفية، وآلام المفاصل (50%)، وحمى، وآلام بطنية (20%)، وصعوبات في التنفس، ومشاكل في الكلية والرئة.
التشخيص
يمكن القيام بالخزعة الجلدية لتأكيد التهاب الأوعية الشروي. مجهريًا يشاهد في الآفات المبكرة التهاب وعاء دموي بكريات بيضاء عدلات محطمة، إذ يصيب الضرر الأوعية الصغيرة في الطبقة المتوسطة من الجلد (الأدمة).
في الآفات المتأخرة، يمكن مشاهدة التهاب وعائي لمفاوي.
يمكن للاستقصاءات الإضافية أن تكشف أمراضًا مرافقة؛ كما يمكن للدراسات المخبرية أن تضمن الوظيفة الكلوية والحالة المناعية. يجب إجراء صورة صدرية بسيطة للمرضى المصابين بنقص المتممة والمشاكل التنفسية.
العلاج
المرضى المصابون بالتهاب الأوعية الشروي طبيعي المتممة عادةً يصابون بتداخلات جهازية بسيطة أو قد لا يصابون والآفات غالبًا ما تزول لوحدها مع مرور الزمن.
يعتمد العلاج على الآثار الجهازية للمرض وعلى مساحة المنطقة المصابة. ويمكن استخدام مضادات الهستامين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتخفيف الأعراض.
يمكن استخدام العلاج في التحكم طويل الأمد لالتهاب الأوعية الشروي الشديد والذي يمكن أن يترافق مع أعراض جهازية، مثل:
- دابسون.
- كلشيسين.
- هيدروكسي كلوروكين.
- الإندوميتاسين (مضاد التهاب غير ستيرويدي).
- الستيرويدات القشرية، مثل البريدنيزون الفموي.
في الحالات المقاومة للعلاج بالستيروئيدات القشرية يمكن الأخذ بعين الاعتبار العوامل المثبطة للمناعة مثل أزاثيوبرين (azathioprine)، سيكلوفوسفاميد (cyclophosphamide) أو سيكلوسبورين (ciclosporin).
اقرأ أيضًا:
التهاب الأقنية الصفراوية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
التهاب المرارة: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
التهاب الشغاف : الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
فقر دم الأمراض المزمنة أو فقر الدم الالتهابي
ترجمة: أحمد رجب
تدقيق: علي قاسم