التنويم المغناطيسي ليس كما نسجته السينما في فكرنا، أي خضوع الشخص لإرادة الطبيب المُنَوِّم، بل هو حالة من الآنتباه المركز المنتقى.
عندما ندخل في حالة التنويم المغناطيسي أو الإيحائي، بأنفسنا أثناء التفكير العميق أو التأمل، أو بمساعدة مدرب محترف، يمكننا تطوير قدرات فردية فطرية تمكّننا من إحداث تغيير مقصود في أفكارنا و مشاعرنا و سلوكنا، الشيء الذي لا نستطيع تحصيله عادة في حالات الوعي.
اِستُخدم التنويم المغناطيسي في علاج بعض المشاكل النفسية و ليس كلها كالآكتئاب و التوتر، طبعا بعد أخد الموافقة من المريض.
كما تم آستخدامه في مجال الأبحاث بهدف دراسة تأثيره على الإحساس و الإدراك و التعلم و الذاكرة و علم وظيفة الأعضاء.
و يبقى السؤال: كيف يمكن لعلاج غايته العقل أن يؤثّر في الجسد؟
يستجيب الجسم فيزيائيًا للأفكار.
حين نفكر في أشياء مرعبة، فإن نبضات القلب تتسارع و التنفس يضيق و يتم الشعور بآلام في المعدة و تشنج في العضلات وتعرق ورجفان.
وكذا الأمر عندما نفكر في مواضيع أو أحداث سارّة، فمعدل النبض ينخفض، ليصبح التنفس عميقًا والعضلات مسترخيّة.
بمعنى آخر، عندما يتم تنويم الشخص مغناطيسيا، فإنه يصبح منفتحا جدا على الآقتراحات التي تزيد ردود فعله الجسدية الإيجابية و تقلل من تلك السلبية.
هل يمكن لأي شخص أن يخضع للتنويم المغناطيسي؟
كما يستطيع بعض الأشخاص الآسترخاء بسهولة أكثر من غيرهم، يستطيع آخرون الدخول في حالة التنويم بسرعة و بعمق.
ما يقارب %85 من الأشخاص يمكن إخضاعهم لتنويم خفيف، و هو كافٍ لجعل معظم الناس، إلى حد ما، يستفيدون من العلاج بالتنويم المغناطيسي.
في عدد من الحالات، كما المخاض و الولادة، يستخدم فيها التنويم المغناطيسي بدلاً من التخدير، لكن يلزم حينها على الشخص المُنَوَّم بلوغه مستوًى أعمق في التنويم المغناطيسي.
و لذلك من الضروري معرفة مستوى قدرة الشخص الملتقي في الخضوع إلى التنويم المغناطيسي مسبقا قبل آتخاذ هذا الأخير بديلا عن المخدر.
هل يمكن تنويم الأطفال مغناطيسيًا؟
الأطفال واسعو الخيال، لذلك فهم أكثر آستجابة للتنويم المغناطيسي و بسهولة.
لكن يظل من المهم أن يكون معالج الطفل مؤهلا و خبيرا في طريقة التعامل مع قضايا و مشاكل الأطفال.
هل سأكون نائمًا أو غائبًا عن الوعي؟
تشتق كلمة التنويم المغناطيسي من الكلمة اليونانية الأصل “hypnos”، و التي تعني النوم.
لكن التنويم المغناطيسي ليس هو النوم بالمعنى الحقيقي، فبالرغم من أنهما قد يبدوان متشابهين في صفة الآسترخاء وغلق العينين (رغم أنه ليس شرطا إغلقهما)، إلا أنهما مختلفان.
الفرق يتمثل في معنى كلمتي نوم و تنويم.
فالشخص المُنَوَّم، في جلسة تنويم، يكون مدركا للأسئلة التي تُطرح عليه، مُتجاوبا مع الطبيب المعالج، و يعود إلى حالة الوعي العادي حال يُطلب منه ذلك، تماما كمن يتم إيقاظه بعد فترة قيلولة قصيرة.
وبالنسبة لمن يظنون أن التنويم مغناطسيا يفقدهم السيطرة على نفسهم، فقد أثبتت الدراسات عدم فقدان الوعي، أي الدخول في غيبوبة، و على العكس، التنويم المغناطيسي يجعل الشخص أكثر تركيزاً و أقل شتاتا و أكثر مهارة في آستخدام قدراته العقلية بشكل بنّاء يغير و يطور ذاته.
هل يمكن أن أعلق أو أبقى محتجزا في حالة التنويم المغناطيسي؟
يستطيع الشخص المنوم مغناطيسيا، و في أي لحظة خلال جلسة التنويم، أن يتنبّه للآقتراحات أو أن يتجاهلها، لا أحد يظل مُنَوَّما لأجل غير محدد، علما أن الخروج من حالة التنويم تكون بعد فترة قصيرة.
هل يجعلني التنويم المغناطيسي أتذكر الأشياء بدقة أكبر؟
التنويم المغناطيسي يسمح بآسترجاع ذكريات لأحداث حصلت، لكن ليس بهدف معرفة صحتها أو خطئها، و إنما للإستعانة بها لإيجاد تفسير للحالة النفسية التي عليها الشخص الخاضع للعلاج بالتنويم المغناطيسي.
من المهم جدا أن نعي أن التنويم المغناطيسي مثله مثل أي طريقة علاجية أخرى، له فوائد عظيمة في خلق حلول لبعض المشاكل النفسية المعقدة بآختلاف درجاتها، كما قد تكون أدنى درجات الإستفادة منه هو الاسترخاء.