لعلّ الفرق الأهم بين البوتوكس والفيلر الجلدي أن أحدهما يقلل التجاعيد باسترخاء العضلات، والآخر يضاعف الحجم وينعم الجلد. يرى بعض الناس أن التجاعيد دليل على الحياة الجيدة، في حين أن هناك آخرون ينظرون إلى الأمر بريبة، وتُعد التجاعيد والخطوط الدقيقة جزءًا لا مفر منه من تقدم العمر، لكن هذا لا يعني أن الجميع يجب أن يعتاد التجاعيد.
تُعد الجراحة التجميلية خيارًا مناسبًا لكنها مكلفة، وقد تأخذ وقتًا طويلًا لتزول آثارها، وهذا ما يجعل العديد من الناس يتجهون إلى البوتوكس والفيلر الجلدي لإعادة الساعة العمرية إلى الوراء.
لكن ما هذه الأشياء بالضبط؟ وكيف قد تنفع الناس؟
الفرق بين البوتوكس والفيلر:
قد يبدو البوتوكس والفيلر متشابهين عند النظر إليهم نظرة خاطفة، ولكن تشرح طبيبة الجلدية شيلبي كيتاربال أنهما مختلفان تمامًا، إذ يُعد البوتوكس معدلًا عصبيًا، يُنقّى من جراثيم المطثية الوشيقية clostridium botulinum، وتسبب الجرعات العالية من البوتوكس التسمم، أما الجرعات القليلة فإنها تعوق إشارات كيميائية معينة من الأعصاب وتُضعف العضلات.
يعرف الكثيرون أن البوتوكس إجراء تجميلي، في حين أن له استخدامات أخرى مثل تخفيف الألم وحل المشكلات الناتجة عن اضطراب العضلات. ويستخدم البوتوكس أيضًا من أجل الشقيقة، وفرط نشاط المثانة، والألم الناتج عن اضطرابات المفصل الفكي الصدغي.
يوجد العديد من الأسماء التجارية للمعدلات العصبية المعدّة للحقن في السوق التي لديها تأثير مشابه في التجاعيد مثل:
- Dysport.
- Xeomin.
- Jeauveau.
- Daxxify.
على عكس المعدلات العصبية التي لها استخدامات عديدة، يكون للفيلر الجلدي استخدامات تجميلية محددة. ويبدو الأمر كأنه حشوات سائلة تُحقن في الجلد (لا في العضلات) لملء الوجه وتنعيمه. وتستخدم الأسماء التجارية المختلفة موادًا صناعية مختلفة من حمض الهيالورونيك إلى البولي ميثيل ميثاكريلات (PMMA)، وتعتمد مدة بقاء الفيلر على المادة المستخدمة فيه.
في بعض الحالات، يستخدم طبيب الجلدية المختص بالتجميل شحومًا من منطقة أخرى في الجسد بدلًا من المادة الصناعية لملء التجاعيد، وهذا ما يُسمى بتطعيم الدهون الذاتية.
متى ينبغي إجراء بوتوكس ومتى نجري فيلر؟
تشرح الطبيبة كيتاربال أن جميع التجاعيد لا تُعالج بالطريقة نفسها. ويُعد حقن كل من الفيلر والمعدلات العصبية في موعد واحد أمرًا شائعًا؛ لأن السموم العصبية والفيلر يعملان لأمرين مختلفين، وتوضح الدكتورة أنه ينبغي فهم أن هناك نوعان أساسيان من التجاعيد:
التجاعيد الديناميكية Dynamic wrinkles:
تحدث بسبب نشاط العضلات في أثناء الحركة، كالتجاعيد عند زاوية العين والخطوط الموجودة على الجبين عند رفع الحواجب.
التجاعيد الثابتة Static wrinkles:
يمكن رؤية هذه التجاعيد عند الراحة (مثل خطوط الضحك)، وهي ناتجة عن فقد الجلد للكولاجين والمرونة مع تقدم العمر.
من الأفضل علاج التجاعيد الديناميكية بالبوتوكس أو المعدلات العصبية الأخرى.
ترى الطبيبة كيتربال أن المناطق الثلاثة الأكثر شيوعًا للعلاج هي أعلى الوجه حول العينين وبين الحاجبين والجبهة. ويستخدم الفيلر أيضًا لملء الوجه السفلي مثل الخدود وخطوط الضحك. وتُعالج التجاعيد الثابتة بكل من الفيلر والمعدلات العصبية. وتضيف الطبيبة كيتربال أن السموم العصبية مثل البوتوكس تعالج العضلات الأساسية، في حين يعالج الفيلر الخطوط في أثناء الراحة.
مخاطر كل من البوتوكس والفيلر:
يُعد كل من الفيلر والمعدلات العصبية إجراءات آمنة مع أقل من 1% من التأثيرات الجانبية الملحوظة، لكن من الضروري الحذر من المخاطر والتأثيرات الجانبية المحتملة لأي إجراء تجميلي.
المخاطر والتأثيرات الجانبية للبوتوكس:
تُعد معظم التأثيرات الجانبية للبوتوكس قليلة ومؤقتة، وتستمر فقط يوم أو يومين مثل الألم، والتورم، واحمرار في موضع الحقن، وأعراض مشابهة لأعراض الزكام، وشلل مؤقت للعضلات القريبة مثل تدلي الأجفان، والصداع، وألم الرقبة، وقد يصاحبها اضطراب المعدة (عسر الهضم).
في حالات نادرة، يمكن ملاحظة تأثيرات جانبية خطيرة مثل انتشار سموم البوتولينيوم من موقع الحقن مسببةً إنتانًا جرثوميًا مميتًا، ومضاعفات قلبية وعائية مثل عدم انتظام ضربات القلب أو نوبة قلبية.
لا تشمل هذه القائمة التأثيرات الجانبية والمخاطر المرتبطة بالاستخدام غير التجميلي للبوتوكس، ومن المهم تذكر أنه لا ينبغي للمرضى الذين لديهم اضطرابات عضلية عصبية مثل التصلب اللويحي والاعتلال العصبي المحيطي من إجراء بوتوكس أو أي معدلات عصبية أخرى لأنه يجعل الأعراض أسوأ.
المخاطر والتأثيرات الجانبية للفيلر الجلدي:
يُعد الفيلر آمن الاستخدام، فلا يعاني معظم الناس تأثيرات جانبية.
تشمل المضاعفات قصيرة الأمد للفيلر ألمًا، وتورمًا، وكدمات، واحمرارًا في موضع الحقن، وخدرًا، وحكة، وإنتانًا قد يسبب حالات خطيرة (مثل التنخر) في حال لم يعالج، والقروح الباردة.
تكون معظم المضاعفات طويلة الأمد تجميلية مثل التكتل أو عدم تناسق الوجه تبعًا لتوزيع مادة الفيلر توزيعًا غير مناسب، وأذية البشرة أو تندبها، والأمر الأكثر احتمالية فيما يتعلق بالفيلر هو رد الفعل التحسسي لأية مادة صناعية تُحقن، لذلك من المهم معرفة الأعراض التالية:
ضيق في التنفس، وضيق في الصدر، وأزيز أو صعوبة في التنفس، وصعوبة في البلع، وطفح جلدي، وأعراض هضمية مثل ألم البطن، والغازات، والإسهال، أو الإقياء.
من التأثيرات الجانبية النادرة والخطيرة للفيلر هي مشكلات الرؤية، ويُنصح بمراجعة الطبيب حالًا عند وجود مشكلات في النظر مترافقة مع ضعف وعدم راحة أو ألم في جهة واحدة من الجسم.
في حالات نادرة، يحقن بعض الممارسين الذين لم يحصلوا على تدريب كافي مادة الفيلر في وعاء دموي، وهذا بدوره يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية أو العمى.
لذلك من الضروري الحصول على هذا الإجراء من طبيب مؤهّل محترف، والتأكد من أن مقدم الرعاية الصحية يستخدم نوعية عالية الجودة لا تحتوي على مواد تسبب الحساسية.
الخلاصة:
يتشابه الفيلر والبوتوكس بأن كل منهما يُعد إجراءً تجميليًا غير جراحي يساعد على تقليل علامات تقدم العمر، ويُعد البوتوكس واحدًا من مجموعة من المعدلات العصبية المتوفرة في الأسواق، الذي يحقن في العضلة الوجهية مسبيًا استرخاءها وتخفيف التجاعيد الديناميكية، أما الفيلر فيحقن في الجلد لملء التجاعيد الثابتة.
من الشائع الحصول على العمليتين معًا في الوقت ذاته؛ لأن كل منهما يركز على منطقة مختلفة عن الآخر، ويعملان لتخفيف علامات تقدم العمر. ويُعد كلاهما آمنًا إلا أن الأمر لا يخلو من مخاطر جانبية محتملة، ومن الضروري الحصول على هذه الإجراءات من أخصائي مؤهّل.
اقرأ أيضًا:
حقن الفيلر أو المواد المالئة للشفاه
هل الإسراف في حقن البوتوكس له آثار سلبية؟/
ترجمة: سوزان محمد
تدقيق: غفران التميمي
مراجعة: هادية أحمد زكي