البقعة الحمراء المميزة لكوكب المشتري – أضخم وأقوى الأعاصير فى النظام الشمسى – تضاءلت لأصغر حجم سُجل لها على الإطلاق، ومازال العلماء غير واثقين من السبب وراء هذا الأمر.
وقد أظهرت الصور المُلتقطة من قِبل التلسكوب الفضائى (هابل) أن قُطر العاصفة يبلغ الآن 10,250 ميلاً (16,496 كيلو متر)، مما يعنى أنّ الإعصار قد تضاءل لأقل من نصف ما كان عليه حجمه فى أواخر القرن التاسع عشر.
وقد قدر العلماء فى السابق بأن حجم الإعصار يمكن أن يبتلع داخله ما يعادل حجم الأرض ثلاث مرات، ولكن الآن أرض واحدة فقط هى ما يمكن أن يبتلعه.
وأظهرت نتائج هواة الفلك التى سُجلت بداية من 2012، تزايداً ملحوظاً فى معدل تضاءل محيط الإعصار، ويُقدر المعدل السنوى بحوالى 580 ميلاً (993 كيلومتر) ، والذى يعتبر أقل بقليل من المسافة بين (نيويورك) و (سينسيناتي). ولايُعرف حتى الآن ماهو تحديداً سبب هذا التضاءل.
وهناك إحتمالية تقول أن السبب ربما يكون نتيجة لنشاط فى الغلاف الجوى للكوكب -غير معروف للآن- يقوم بإستنزاف طاقة الإعصار مسبباً تضاءله.
اٌكتشفت البقعة لأول مرة من قُبل (روبرت هوك) عام 1664، ومنذ ذلك الحين لم يلحظ العلماء التضاءل فى حجم البقعة حتى ثلاثينيات القرن الماضى. وكان قطر البقعة فى أواخر القرن التاسع عشر يٌقدر بـ 25 ألف ميل (41.038 كيلو متر)، وبعد قرن وتحديداً فى عام 1979، أظهرت الصور الملتقطة من المسبارين (فوياجر 1) و (فوياجر 2) أن قطر الإعصار قد تقلص إلى 14500 ميل (23336 كيلومتر).
وبدأ (هابل) بتتبع التقلص فى حجم الإعصار منذ أن أطُلق فى مدار الأرض فى سنة 1990. وأظهرت صور 1995 قطر الإعصار بحوالى 13020 ميل (20953 كيلومتر)، وفى 2009 قد تقلص إلى 11130 ميل (17912كيلو).
“لاحظنا مؤخراً وجود تيارات عكسية تصب داخل الإعصار”. تقول (إيمى سايمون) المدير المساعد للعلوم الاستراتيجية في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا، وأضافت:”وفى ضوء ذلك، نرجح أن تلك التيارات هى السبب وراء هذا التضاءل المتسارع للإعصار عن طريق التأثير على ديناميته وطاقته الداخلية.
وسُجل أن إعصار واحد ضخم على الأقل فى كوكب غير المشترى قد تضاءل أو اختفى بالكامل فى العقود الماضية. فقد رصد المسبار (فوياجار 2) أثناء تحليقه بالقرب من كوكب نبتون عام 1989، وجود بقعة ضخمة عظمى مظلمة ولكن تلك البقعة قد اختفت عندما التقط التلسكوب (هابل) صوراً للكوكب عام 1994.