تحدث البطالة عندما يبحث الشخص بنشاط عن عمل ولا يجده. غالبًا ما تستخدم البَطالة كمقياس لصحة الاقتصاد، فالمتعارف عليه هو أن معدل البطالة في مكان ما، هو عدد العاطلين عن العمل مقسومًا على عدد القوى العاملة.
النقاط الرئيسية:
- تحدث البطالة عندما يكون العمال الذين يرغبون في العمل غير قادرين على إيجاد عمل، ما يعني انخفاض الإنتاج الاقتصادي، بينما لا يزالون دون مصدر للعيش.
- معدلات البَطالة المرتفعة تعد علامة على العوز الاقتصادي، لكن معدلات البَطالة المنخفضة جدًا قد تشير إلى وجود ما يسمى الاقتصاد المحموم (Overheated economy).
- يمكن تصنيف البطالة على أنها احتكاكية أو دورية أو هيكلية أو مؤسسية.
- بيانات البَطالة تُجمع وتُنشر من قبل الوكالات الحكومية بطرق متنوعة.
فهم البطالة :
البطالة هي مؤشر اقتصادي رئيسي، لأنها تشير إلى قدرة العمال على سهولة إيجاد عمل مربح قادر على المساهمة في المحصلة الإنتاجية للاقتصاد. هذا في المقابل يعني أن عدد أكبر من العاطلين عن العمل يؤدي إلى أن إجمالي الإنتاج الاقتصادي سيكون أقل مما كان يمكن أن يحدث.
على عكس رأس المال الراكد، سيظل العمال العاطلين بحاجة إلى الحفاظ على استهلاكهم على الأقل خلال فترة البطالة، وهذا يعني أن الاقتصاد الذي يعاني من بطالة مرتفعة لديه إنتاج أقل دون تخفيض نسبي في الحاجة إلى الاستهلاك الأساسي.
إن البطالة المرتفعة والمستمرة يمكن أن تشير إلى عجز اقتصادي خطير، بل قد تؤدي إلى انتفاضة اجتماعية وسياسية. من جهة أخرى، فإن معدل البَطالة المنخفض يعني أن المعدل الاقتصادي من المحتمل أن يحقق قدرته العظمى، من زيادة في الحد الأعلى من الإنتاج، وزيادة في نمو الأجور وارتفاع مستويات المعيشة مع مرور الوقت.
لكن يمكن أن تكون البطالة المنخفضة للغاية علامة تحذير على الاقتصاد المحموم، والضغوط التضخمية، والظروف المشددة للشركات التي تحتاج إلى عمال إضافيين.
على الرغم من أن تعريف البَطالة واضح، إلا أن الاقتصاديين يقسمون البَطالة إلى العديد من الفئات المختلفة، إن الفئتين الأكبر هما البَطالة الطوعية وغير الطوعية. عندما تكون البطالة طوعية، فهذا يعني أن الشخص ترك وظيفته طوعًا وبرغبته الشخصية بحثًا عن عمل آخر، ولكن عندما يكون الأمر ليس عن طيب خاطر، فهذا يعني أنه قد فُصل أو سُرِّح ويجب عليه البحث عن وظيفة أخرى.
بالتعمق أكثر يمكن تقسيم البَطالة -الطوعية وغير الطوعية- إلى أربعة أنواع:
البطالة الاحتكاكية (Frictional Unemployment):
تنشأ البَطالة الاحتكاكية عندما يكون الشخص متنقلًا بين وظائف؛ أي عندما يترك الشخص وظيفته في الشركة. فمن الطبيعي أن يستغرق الأمر وقتًا للعثور على وظيفة أخرى، ما يجعل هذا النوع من البَطالة قصير العمر، لكن من الناحية الاقتصادية يعتبر هذا النوع هو الأقل إشكالية.
بإمكاننا القول إن البَطالة الاحتكاكية هي نتيجة طبيعية لحقيقة أن العمليات في سوق العمل تستغرق وقتًا وتكلفةً في بعض الأحيان. البحث عن وظيفة جديدة وتوظيف عمال جدد وتكييف العمال المناسبين مع الوظائف المناسبة وقتًا وجهدًا للقيام به، وهذا بدوره يؤدي إلى بطالة احتكاكية.
البطالة الدورية (Cyclical Unemployment):
هي الاختلاف في عدد العمال العاطلين عن العمل خلال فترات الصعود والهبوط الاقتصادي. ترتفع البطالة خلال فترات الركود وتنخفض خلال فترات النمو الاقتصادي.
يمثل منع الدورية وتخفيفها أثناء فترات الركود مصدر اهتمام كبير لدراسة الاقتصاد والغرض من الأدوات السياسية المختلفة التي تستخدمها الحكومات في الجانب السلبي من دوائر العمل لتحفيز الاقتصاد.
البطالة الهيكلية (Frictional Unemployment):
تحدث البطالة الهيكلية من خلال تغير تكنولوجي في الهيكل الاقتصادي الذي تعمل وتستثمر فيه أسواق العمل. بدوره يؤدي التغيير التكنولوجي مثل أتمتة التصنيع (الأتمتة الصناعية) أو استبدال النقل بواسطة الخيول بالسيارات إلى بطالة لدى العمال الذين حلت الأتمتة الصناعية محلهم ولم تعد هناك حاجة إليهم.
قد تكون إعادة تدريب هؤلاء العمال أمرًا صعبًا ومكلفًا ويستغرق وقتًا طويلًا، وكثيرًا ما ينتهي الأمر بهؤلاء العمال إما عاطلين عن العمل لفترات طويلة أو يفقدون قدراتهم عن العمل.
البطالة المؤسسية (Institutional Unemployment):
البَطالة المؤسسية هي البَطالة الناتجة عن العوامل والحوافز المؤسسية التي تقع في منظور طويل الأجل أو الدائمة في الاقتصاد. إن السياسات الحكومية، مثل الحد الأدنى للأجور المرتفعة، وبرامج الرعاية الاجتماعية السخية، وقوانين الترخيص المهني التقييدية، ومؤسسات سوق العمل مثل ارتفاع نسب النقابات؛ يمكن أن تسهم جميعها في البطالة المؤسسية.
قياس البطالة:
لتعقب البَطالة تستخدم الحكومة في الولايات المتحدة المسوحات، وعدد التعداد السكاني، وعدد متطلبات التأمين ضد البطالة.
يقوم الإحصاء الأمريكي بإجراء مسح شهري بتكليف من مكتب إحصاءات العمل يُطلق عليه المسح السكاني الحالي Current Population Survey أو اختصارًا بـ CPS؛ من أجل عرض التقدير الأولي لمعدل البطالة في البلاد.
منذ عام 1940 أُجري هذا الاستطلاع، وكانت العينة الواحدة تتكون من حوالي 60.000 أسرة مُختارة، وتحول إلى ما يقارب 110.000 شخص كل شهر، ثم يقوم الاستطلاع بتغير ربع الأُسر في المسح حتى لا يتم تمثيل أي أسرة لأكثر من أربعة أشهر متتالية من أجل تعزيز موثوقية التقييم.
هناك العديد من أشكال البطالة بتعاريف مختلفة متعلقة ومعتمدة على الشخص «العاطل عن العمل»، ومن هو في «القوى العاملة». فعلى سبيل المثال، يشير عادةً مكتب إحصاءات العمل BLS إلى أن معدل البَطالة (U-3) هو معدل البطالة الرسمي، لكن هذا التعريف للبطالة لا يشمل العمال العاطلين عن العمل الذين أُثبطوا بسبب سوق العمل الصعب ولم يعاودوا البحث عن عمل.
اقرأ أيضًا:
ما الفرق بين الشيوعية والاشتراكية ؟
ترجمة: سميح فطوم
تدقيق: صهيب الأغبري
مراجعة: براءة ذويب