الاكتئاب الشيخوخي: اضطراب نفسي وعاطفي يصيب كبار السن. يُعد الشعور بالحزن وانخفاض الحالة المزاجية من حين لآخر أمرًا طبيعيًا، ولكن الاكتئاب الدائم ليس جزءًا طبيعيًا من عملية التقدم في السن.
قد يُصاب كبار السن بالاكتئاب السريري أكثر من غيرهم، ولا يتوافق هذا الاكتئاب دائمًا مع المعيار التشخيصي للاكتئاب الشديد، لكنه قد يتطور إلى الاكتئاب الشديد في حال بقي دون علاج.
قد يخفّض الاكتئاب عند كبار السن جودة حياتهم، ويزيد من خطورة الانتحار.
نذكر في هذا المقال الأعراض التي ينبغي الانتباه لها وخيارات العلاج.
أسباب الاكتئاب الشيخوخي
مع أنه لا يوجد سبب واحد للاكتئاب باختلاف الفئات العمرية، فإن بعض الأبحاث أشارت إلى إمكانية وجود رابط وراثي للإصابة بالمرض.
على أية حال، تؤدي العوامل البيولوجية والاجتماعية والنفسية دورًا في الإصابة بالاكتئاب لدى المسنين.
تقترح الدراسات أن العوامل التالية قد تساهم في الإصابة بالاكتئاب:
- انخفاض مستويات النواقل العصبية الكيميائية الأساسية في الدماغ (مثل السيروتونين والنورابينفرين).
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالاكتئاب.
- المرور بتجارب حياتية صادمة، مثل التعرض للاعتداء، أو وفاة شخص عزيز.
قد تساهم المضاعفات المرتبطة بالشيخوخة في الإصابة بالاكتئاب لدى كبار السن، وقد تشمل هذه المشكلات:
- الحركة المحدودة.
- العزلة.
- مواجهة الموت.
- الانتقال من العمل للتقاعد.
- مواجهة صعوبات مادية.
- تعاطي المخدرات لفترة طويلة.
- موت الأصدقاء والأحبة.
- الطلاق أو الترمّل.
- الإصابة بحالات صحية مزمنة.
أعراض الاكتئاب الشيخوخي
تبقى أعراض الاكتئاب نفسها في جميع الفئات العمرية، وقد تشمل:
- الشعور بالحزن.
- الشعور بانعدام القيمة.
- العصبية الزائدة.
- التعب.
- نوبات من البكاء.
- اللامبالاة.
- القلق أو الضجر.
- نقص التركيز.
- الانسحاب.
- اضطرابات في النوم.
- اضطراب في الشهية.
- التفكير بالانتحار.
- آلام وأوجاع جسدية.
غالبًا، يسبب الاكتئاب الألم الجسدي للمسنين الذي لا يمكن تفسيره بأية حالة طبية أخرى.
تشخيص الاكتئاب الشيخوخي
قد يصعب تشخيص الاكتئاب الشيخوخي جيدًا. عادةً، تكون أول نقطة اتصال طبية للمسنين طبيبهم الاعتيادي، وفي حال كانوا يعيشون في إحدى دور رعاية المسنين، فقد يلاحظ مقدمو الرعاية أعراض الاكتئاب عند ظهورها.
يقيّم المتخصص في الصحة النفسية الأعراض، والمزاج والسلوك، والنشاطات اليومية وتاريخ العائلة الصحي، ويسأل أسئلة حول:
- مدة الشعور بالاكتئاب.
- السبب في ظهور الاكتئاب.
- إصابة سابقة بالاكتئاب.
يجب أن تستمر أعراض الاكتئاب مدة أسبوعين على الأقل حتى يوضع التشخيص.
علاج الاكتئاب الشيخوخي
مثلما لا يوجد سبب واحد للاكتئاب، فلا يوجد علاج واحد فعال يصلح للجميع أيضًا.
غالبًا، يستغرق إيجاد العلاج المناسب بعض الوقت.
يشمل العلاج الاعتيادي مزيجًا من العلاج النفسي والعلاج الدوائي، وإجراء بعض التغييرات في نمط الحياة.
تشمل الأدوية المستخدمة في علاج الاكتئاب:
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs).
- مثبطات استرداد السيروتونين والنورابينفرين الانتقائية (SNRIs).
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
- مثبطات أوكسيداز أحادي الأمين (MAOIs).
- بوبروبيون.
- ميرتازابين.
تشمل تغييرات نمط الحياة المستخدمة في العلاج:
- زيادة النشاط الجسدي.
- إيجاد هواية جديدة أو اهتمام جديد.
- الزيارة المنتظمة للعائلة والأصدقاء.
- الحصول على قسط كاف من النوم يوميًا.
- الاعتماد على نظام غذائي متوازن.
يوجد عدد من العلاجات النفسية تساعد المسنين المصابين بالاكتئاب، مثل: العلاج بالفن (عملية يعبر فيها الفرد عن مشاعره مستخدمًا الإبداع).
في العلاج النفسي، يتحدث الفرد بمكان خاص مع معالج نفسي مؤهل.
التأقلم مع الاكتئاب الشيخوخي
قد يزيد الاكتئاب الشيخوخي من سوء المشكلات المتعلقة بالتقدم بالسن. على الرغم من صعوبة تشخيصه أحيانًا، فإن العلاج المناسب يحسّن نوعية الحياة كثيرًا.
عند القلق بشأن إصابة شخص ما بالاكتئاب، فيجب معرفة أن للعائلة والأحباء تأثير مهم في تقديم الرعاية لشخص متقدم بالسن.
يجب تشجيع مَن نحب لتلقي العلاج، وتقديم الدعم له لمساعدته في عيش حياة غنية وسعيدة.
اقرأ أيضًا:
الاكتئاب الخفي: التعرف على الأعراض وكيفية تقديم المساعدة
أعراض وعلامات الاكتئاب الخفيف والمعتدل والشديد
ترجمة: حاتم نظام
تدقيق: هزار التركاوي
مراجعة: عبد المنعم الحسين
