يحدث الاغتراب عندما ينسحب شخص أو يعزل نفسه عن الأشخاص الآخرين، غالبًا ما يرفض الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الانسحاب أحباءهم أو مجتمعهم وقد تبدو عليهم ملامح الابتعاد والانعزال حتى عن مشاعرهم الخاصة.
الاغتراب حالة معقدة وشائعة، لها جذور اجتماعية ونفسية، قد تؤثر على الصحة أو تؤدي إلى تفاقم حالات صحية موجودة مسبقًا، يتضمن علاج الاغتراب تحديد الأسباب ثم المتابعة في خطوات العلاج.
أعراضه
من الأعراض الشائعة للاغتراب الشعور بالبعد المعنوي عن العائلة والأصدقاء أو حتى زملاء العمل، تتضمن الأعراض الأخرى مشاعر وأحاسيس مختلفة، منها:
- العجز.
- أن العالم خاوٍ أو خالٍ من المعنى.
- الإهمال في المحادثات والمناسبات.
- الغرابة والاختلاف عن باقي الناس.
- صعوبة في التقرب من الناس أو التحدث إليهم، خصوصًا الأبوين.
- قلة شعور الأمان عند التعامل مع الآخرين.
- رفض إطاعة القواعد.
قد تظهر بعض أعراض الاكتئاب التي تتضمن:
- ضعف الشهية أو الإفراط في تناول الطعام.
- زيادة النوم أو الأرق.
- الشعور بالتعب والإعياء.
- تدني تقدير الذات.
- اليأس.
أنواع الاغتراب
الاغتراب حالة معقدة تؤثر على الكثير من الأشخاص، ولها ستة أنواع:
- العزلة الثقافية: الشعور بالابتعاد عن القيم المجتمعية الموجودة.
- الانعزال: الإحساس بالوحدة أو الإقصاء، كالأقليات في المجموعات.
- انعدام المعنى: فقد القدرة على رؤية المعاني في الأشياء والعلاقات أو حتى القضايا العالمية، والشعور بأن الحياة بلا هدف.
- التحرر من المعايير: عدم الارتباط بالأعراف أو الاشتراك في سلوكيات منحرفة.
- انعدام القوة: الاعتقاد بفقدان السيطرة على الحياة الشخصية.
- الاغتراب الذاتي: فقدان الاتصال مع الذات في مختلف النواحي، تظهر غالبًا كعدم القدرة على تشكيل شخصية حقيقية.
مسببات الاغتراب
قد يكون للاغتراب أسباب كثيرة من الاضطرابات النفسية حتى الحالات الاجتماعية.
أسباب متعلقة بالصحة
أحيانًا يكون الاغتراب نتيجة مرض عقلي أو جسدي، من الأسباب المحتملة:
- اضطرابات الصحة النفسية كالقلق واضطراب الوسواس القهري والشيزوفرينيا.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- الوصمة الذاتية الناتجة عن مرض عقلي.
- الحالات المسببة لآلام مزمنة.
- أي حالة قد تقود بالشخص إلى الشعور بالانفراد أو الانفصال.
عندما يكون للاغتراب أسباب صحية سترافقه أعراض أخرى وتدوم عدة أيام.
أسباب اجتماعية
تعرف الأسباب الاجتماعية بأنها الحالات التي يشعر فيها الشخص بالانعزال عن بيئته أو ذاته، فمثلًا قد يؤدي تغيير البيئة المحيطة (كالعمل أو المدرسة) إلى الاغتراب.
أسباب متعلقة بالعمل
يظهر هذا الاغتراب عندما يشعر الشخص بالنفور مما يقوم به في مكان عمله، يسبب هذا الشعور عدم الرضا والاغتراب عن العمل وزملاء العمل وبيئة العمل.
الاغتراب في سن المراهقة
يشيع الاغتراب بين المراهقين، وقد يكون أثرًا جانبيًا لما يلي:
- تعلق شديد بأحد الأبوين أو أحد مقدمي الرعاية بالطفولة المبكرة.
- تغييرات كبيرة في منطقة الراحة.
- التنمر أو ظلم الأقران.
- البلوغ.
ينمو الصغار وتقل ثقتهم بالبالغين أو بالقيم التي تربوا عليها، غالبًا ما يشعر المراهقون باغترابهم عن عائلاتهم أو أساتذتهم أو أقرانهم، قد يكونون قلقين حيال مهاراتهم الاجتماعية أو ظهورهم الجسدي، قد يشعرون حتى بالاغتراب عن هويتهم الخاصة، يحدث هذا عندما يبدؤون باكتشاف أنفسهم والتفكير بمستقبلهم.
يُعد اغتراب المراهقين عرضًا فقط إن ترافق مع اضطرابات أخرى كالفوبيا أو اضطرابات الشخصية.
أسباب تعود للأبوين
يصف الاغتراب الأبوي التصرفات السلبية التي يظهرها أحد الأبوين، ويظهر عند الأطفال خاصةً في حالات الطلاق أو قد يكون تفسيرًا لرفض الطفل زيارته لأحد الوالدين.
وقد يعود رفض الطفل أحد والديه لعوامل مختلفة، منها التعاملات بين الوالدين والشعور بالضعف أمامهم.
يختلف هذا الاغتراب عمّا يشعر به الطفل تجاه والد يسيء معاملته خصوصًا حين يقطع الطفل علاقته بذاك الوالد نهائيًا.
علاج الاغتراب
تجب معرفة الأسباب أولًا في سبيل معالجة الاغتراب، يستفيد الأشخاص الذين يعانون آلامًا نفسية بسبب الاغتراب من استشارة خبير في الصحة النفسية، الشعور بشيء من التمكين قد يساعد في التغلب على الاغتراب.
أحد الأسباب الرئيسية لشعور المراهقين بالاغتراب هو عدم وجود هدف في الحياة، لكن عملية إيجاد الهدف قد تكون مجهدة وباعثة على التوتر، يقترح الباحثون الدعم العائلي يساعد المراهقين المغتربين لأسباب تتعلق بانعدام الهدف.
يؤكد الباحثون أيضًا أن علاقة الوالد والابن القوية تساعد الابن على تدبير أموره مع التنمر.
تعقيدات الاغتراب ومضاعفاته
قد يؤدي الشعور بالاغتراب إلى مشكلات مجتمعية مختلفة تتضمن:
- سوء استخدام الكحول أو المخدرات.
- التغيب عن حضور الدوام.
- نشاط إجرامي.
- أداء ضعيف في العمل أو المدرسة.
يزيد الاغتراب أعراض الاضطرابات العقلية والجسدية التي قد تتضمن:
- الألم النفسي كالغضب أو الاكتئاب.
- التأثير الصحي لسوء استخدام الكحول والمخدرات.
- اضطرابات الشهية.
- محاولات الانتحار.
ما الذي ينبغي فعله عند الشعور بالاغتراب أو مصادفة تجربة مماثلة؟
يجب الحصول على مساعدة أو نصيحة خبير نفسي لدى القلق بشأن الاغتراب، قد يكون الاغتراب عرضًا لسبب كامن خفي أو تأثيرًا جانبيًا لبيئة جديدة ويزول مع الوقت. الانفتاح إلى الزملاء يساعد كثيرًا، وكذلك التحدث مع العائلة والأصدقاء إن كان ذلك مريحًا.
بالوسع تقديم المساعدة للمعارف الذين يمرون بتجربة مشابهة وذلك بالتواصل معهم وقضاء بعض الوقت سويًا.
قد تحتاج بعض حالات الاغتراب الوالدي إلى البحث عن جلسات إرشاد نفسي.
اقرأ أيضًا:
هل نستطيع علاج الشعور بالوحدة؟
ترجمة: ميس مرقبي
تدقيق: بيان عصفور
مراجعة: محمد حسان عجك