الإنترنت والهواتف المحمولة تحفز التغييرات الإيجابيَّة في نمط الحياة
من المحتمل أن يعتاد الناس على عادات صحيَّة قلبيَّة عندما يصلون سن البلوغ ويساعدوا من خلال الإنترنت والهواتف المحمولة أو الأجهزة الأخرى، وذلك وفقًا لـ23 سنة من البحث استعرِضت في مجلة جمعية القلب الأمريكية .
وبحسب قول (أشكان أفشين- ASHKAN AFSHIN)، وهو دكتور في الطب وماجستير في الصحة العامة، ومؤلف الدراسة الرئيسي والأستاذ المساعد في الصحة العالميَّة في معهد القياس والتقييم الصحي في جامعة واشنطن في سياتل: «إنَّ كلًا من البرامج المعتمدة على الإنترنت والبرامج المعتمدة على الهواتف المحمولة من الممكن أن تُساعد الناس على أن يكونوا أكثر نشاطًا بدنيًا وتُساعدهم لكي يأكلوا الطعام بشكل أفضل ويحققوا خسارة وزن متواضعة خلال 3 إلى 12 شهرًا».
وقد استعرض الباحثون 224 دراسة أجريت على البالغين الأصحاء عمومًا، نُشِرت ما بين عامي 1990 و2013، وقد قيَّمت الدراسات تأثير استخدام الإنترنت والهواتف المحمولة وأجهزة الاستشعار الشخصيَّة أو أدوات برمجيات الكمبيوتر الذاتيَّة لكي تُحدِث التغييرات السلوكيَّة مثل تحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط الجسدي وفقدان الوزن وإيقاف أو تخفيف استخدام التبغ والكحول.
ومن بين النتائج كان:
- تحسَّن النظام الغذائي للمشاركين الذين اعتمدوا على مداخلة من الإنترنت وأصبحوا أكثر نشاطًا وخسروا من وزنهم، وانخفض استهلاكهم للتبغ وتوقَّف الاستخدام المفرط للكحول.
- زاد النشاط الجسدي للمشاركين الذين اعتمدوا على مداخلة من الهواتف المحمولة «عن طريق استخدام تطبيقات الأجهزة الذكيَّة أو عن طريق تلقي رسالة نصيَّة أو رسالة صوتيَّة» وفقدوا من وزن أجسامهم.
فالبرامج التي تحتوي على مكونات تحديد الأهداف أو المراقبة الذاتيَّة والتي تستخدم وسائل متعددة من الاتصال مع الرسائل المصممة تميل لتكون أكثر فعاليَّة ونحن أيضًا نجد أن هذه البرامج ستكون فعَّالة بشكل أكبر إذا ما تضمنت بعض التفاعل مع مُقدِّمي الرعاية الصحيَّة.
ويقول الدكتور أفشين: «من الممكن أن يستخدم الأطباء وخاصة في مرافق الرعاية الأوليَّة برامجًا مُشابهة لمساعدة الناس على تحسين سلوكياتهم ونمط حياتهم وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المُزمنة مثل الأمراض القلبيَّة الوعائيَّة والسكري».
إنَّ الأبحاث المُتاحة محدودة لأنَّ معظم الدراسات استمرت لأقل من ستة أشهر مُقدِّمةً معلومات قليلة عن مدى فعاليَّة واستدامة التغيرات السلوكيَّة على المدى الطويل، إضافةً إلى أنَّ معظم الدراسات أُجريت في بلدان ذات دخل مرتفع بمشاركة متطوعين يكونون متعلمين أكثر عادة وجاعلين الدراسة أكثر إفادة من بقية الناس.
«تُسلِّط دراستنا الضوء على عدة ثغرات هامة في الأدلة الحاليَّة عن التداخلات المُعتمِدة على الإنترنت والهاتف المحمول، فنحن بحاجة لتقييم فوائدها على المدى الطويل وتأثيراتها على مختلف الناس، مثل المسنين والأشخاص من الدول الناميَّة، وكيف ستقوم الدراسات المختلفة بزيادة انضمام الناس واعتمادهم على البرنامج».
إعداد: أنس حاج حسن
تدقيق: هبة فارس