كيف يبدو الالتهاب داخل الدماغ في حالة الاكتئاب؟؟
وجدت الأبحاث التي أجرتها جامعةEMORY أن الالتهاب الحاد يؤدي إلى “فشل الاتصال” بين جزأي الدماغ:الجسم المخطط الواقع في البطين الجانبي وقشرة مقدمة الفص الجبهي من الناحية البطنية الأنسية.
حيث أشارت الأبحاث إلى أن ثلث الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم مستويات مرتفعة من عوامل الالتهاب في دمائهم، ودلت دراسة جديدة أن الالتهاب المزمن يؤثر على الدماغ بطرق مرتبطة بأعراض ثابتة للاكتئاب كانعدام الشعور باللذة anhedonia: أي عدم القدرة على الاحساس بالمتعة.
تم نشر هذه النتائج على شبكة الانترنت في 10 نوفمبر في موقع علم النفس الجزيئي؛ والتي دعمت اعتقاد أن الحالة التي يرتبط بها الاكتئاب بالالتهاب المزمن حالةً واضحةً وقادت بخطط الباحثين لاختبار علاجات مخصصة لذلك.
“انعدام الشعور باللذة هو عرض جوهري للاكتئاب ويصعب علاجه” هذا ماقالته مؤلفة الدراسة الدكتور felgr، مساعدة بروفسور في علوم النفس والسلوكيات في كلية الطب في جامع EMORY ومؤسسة winship للسرطان.
وأضافت felger “إن بعض المرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب يستمرون في معاناتهم من انعدام اللذة، وتفترض المعطيات المتوافرة لدينا أن من خلال الحد من الالتهاب وآثاره على الدماغ سنتمكن من عكس انعدام شعور اللذة ومساعدة الأشخاص المكتئبين الذين لايستجيبون لمضادات الاكتئاب”.
وفي دراسة أخرى أُجريت على 48 مصاب بالاكتئاب تم ربط المستويات المرتفعة من عامل الالتهاب CRP* بفشل الاتصال بين أجزاء الدماغ الهامة من أجل التحفيز والشعور بالرضا والذي شوهد من خلال تصوير الدماغ.
وقد تمكن علماء الأعصاب من استنتاج أن مناطق الدماغ تتواصل مع بعضها من خلال مشاهدتها تومض بنفس الوقت او بنفس الطريقة في تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي، حتى عند الأشخاص الذين لايقومون بأي فعل؛ هذا ماتم وصفه “بالاتصال الوظيفي”
وقد لاحظت felger وزملاؤها في حالة المرضى ذوي المستويات المرتفعة من CRP وجود نقص في الإتصال بين قشر مقدمة الفص الجبهي والجسم المخطط على عكس الأشخاص ذوي مستويات منخفضة الذين أبدوا إتصالًا أقوى.
“لقد كنا مهتمين بهذه المناطق من الدماغ لأهميتها المعروفة للاستجابة لشعور الرضا” وأضافت “لقد شاهدنا نقص نشاط هذه المناطق لدى الأشخاص الذين يتلقون علاجات منشطة للمناعة من أجل التهاب الكبد الوبائي c أو من أجل السرطان؛ اﻷمر الذي يجعلهم أكثر عرضةً للإصابة بالالتهاب”
وقد تم ربط المستويات المرتفعة من عامل الالتهاب CRP بتقارير المرضى الذين يعانون من انعدام الشعور باللذة (عدم القدرة على إيجاد المتعة من مزاولة الأنشطة اليومية كقضاء الوقت وتناول الطعام مع العائلة والاصدقاء)؛ إلا أنهم وجدوا أن ضعف الإتصال بين مناطق أخرى مختلفة من الجسم المخطط وقشر مقدمة الفص الجبهي له علاقة بعرض آخر وهو بطء وظيفة الحركة التي تم قياسها عن طريق النقر السريع بالأصابع.
وخلال الجزء من الدراسة المتعلق بتصوير الدماغ، لم يتناول المشاركون مضادات الاكتئاب، مضادات الالتهاب، أو أي أدوية أخرى لمدة أربعة أسابيع. وقد تم قياس مستويات CRP من خلال زيارات متكررة للتأكد من ثباتها. وعلى الرغم من أنهم وجدوا علاقة بين المستويات المرتفعة من CRP ومؤشر كتلة الجسم BMI إلا أن العلاقات الإحصائية بقيت قوية في حالة الاكتئاب حتى بعد ربطها بمؤشر كتلة الجسم أو أي متغير آخر مثل العمر.
وفي دراسة سابقة أجريت على أشخاص استعصى علاجهم من الاكتئاب وجدوا أن المصابين بالتهاب مزمن (تم قياسه من خلال CRP ) استجابوا بشكل أفضل لدواء infliximab (مضاد التهاب). وكخطوة قادمة، تخطط felger لاختبار ماإذا كان L-DOPA يستطيع أن يزيد من الاتصال بين مناطق الدماغ المتعلقة بالشعور بالرضا لدى المرضى المصابين بالاكتئاب المصاحب للالتهاب المزمن. هذه الدراسة سيتم تمويلها من قِبل مؤسسةDANA.
وفي أبحاث سابقة أجرتها felgerعلى رئيسيات غير بشرية افترضت أن الالتهاب يؤدي إلى نقص تحرير الدوبامين من الدماغ، وقالت”نأمل أن تؤدي أبحاثنا إلى علاجات جديدة لعلاج انعدام الشعور باللذة anhedonia في حالة الاكتئاب المرافق للالتهاب الحاد”