تصف القوانين الطبيعية المختلفة التي تُستخدم في التطبيقات العلمية -مثل قانون نيوتن للجاذبية والديناميكا الحرارية وقوانين نيوتن للحركة والكهرومغناطيسية والانتقاء الطبيعي، الذي تحدث عنه تشارلز داروين وغيرها- الطريقة التي يعمل بها الكون والعوامل المؤثرة في ذلك.
حدد علماء من الولايات المتحدة واليابان مؤخرًا قانونًا آخر قد يساعد في فهم التفاصيل الأخرى التي عجزت قوانين الطبيعية السابقة عن تفسيرها.
القانون المفقود:
أطلق العلماء تسمية «قانون المعلومات الوظيفية المتزايدة» على القانون الجديد، الذي يُفسر ميل الأنظمة الطبيعية في الكون نحو التطور المستمر.
تقول الدراسة -بعد إمعان النظر في الأنظمة المتطورة بالاستفادة من عدة مجالات- إن الأنظمة الطبيعية في الكون تميل إلى الزيادة في التعقيد، وليست هذه الخاصية مقتصرة على علم الأحياء مثلما كان يُعتقد سابقًا.
تتكون الأنظمة المتنوعة مستمرة التطور مثل النجوم والمعادن والأغلفة الجوية والحياة، من مكونات متنوعة تُتيح هذه الخاصية.
يشرح الباحثون في بيان صحفي أن التطور لا يحدث فقط على كوكب الأرض، وإنما يُصيب أنظمةً أخرى هائلة فائقة التعقيد.
يُقدم الباحثون مثالًا شائعًا لتعميق فهم مدى ترابط مجموعة الأنظمة المختلفة مع بعضها، ألا وهو الظاهرة التي تربط التفاحة والقمر مع بعض.
«تشترك كل من التفاحة والقمر بخاصية امتلاك الكتلة، وينطبق الأمر ذاته على الأنظمة المتنوعة. يُمكن إذن وصف حركات كلا الجسمين اعتمادًا على قانون نيوتن للجاذبية، دون الحاجة إلى قوانين الفيزياء النسبية».
مفاهيم الانتقاء الكونية الثلاثة:
حدد العلماء ثلاثة مفاهيم كونية خاصة بالانتقاء، وهي الديمومة الثابتة والديمومة المتغيرة وتوليد الحداثة. تعمل هذه المفاهيم معًا لدفع الأنظمة المختلفة نحو التطور بالسماح بتبادل المعلومات بين البيئة والنظام المعني.
يُمكن تفسير الديمومة الثابتة على أنها البنى الكونية المستقرة غير القابلة للتآكل والتدهور في ظل التوازن السائد.
تدعم الديمومة الثابتة كيانات الديمومة المستمرة، تحديدًا البنى التي تؤدي دورًا وظيفيًّا في الحفاظ على الأشياء الناتجة عنها.
يُشير مفهوم توليد الحداثة إلى الانتقاء الناجم عن الضغوطات، التي تدعم الأنظمة القابلة لتكوين وظائف جديدة كليًا من تلقاء نفسها.
يقول ستيوارت كوفمان من معهد بيولوجيا الأنظمة في سياتل في واشنطن: «هذا مقال رائع وجريء ويُغطي الكثير من النقاط ويُعد محوريًا. يتطرق المؤلفون إلى مشكلة تزايد التعقيد المستمر في الكون، باحثين عن قانونٍ ما يُفسر ما يحدث ويتفق مع قوانين الطبيعة المعروفة».
يُضيف كوفمان قائلًا: «أصبحت المناقشة المفتوحة والشمولية الآن ضرورةً لا بد منها، فهكذا كان الحال عندما ظهرت مفاهيم عديدة غير مسبوقة في منتصف القرن العشرين، لتُفسر الطاقة والإنتروبيا في الكون».
كتب الباحثون في ورقتهم، أن قانون المعلومات الوظيفية ينطبق على مجموعة واسعة من الأنظمة الفيزيائية والبيولوجية والرمزية. ويؤكد القانون ازدياد المعلومات الوظيفية لهذه الأنظمة المتنوعة طردًا مع ازدياد تعقيدها وتعدد رتبها.
يُضيف أندريا رولي الأستاذ المساعد في جامعة بولونيا: «أعتقد أن البحث المطروح له فائدة أخرى، وهي المساهمة في جمع الخبراء من المجتمعات العلمية المختلفة في مكان واحد، لفتح النقاشات المثمرة حول مفاهيم التطور والتعقيد».
اقرأ أيضًا:
ستة أسئلة متكررة يُساء فهمها أحيانًا حول نظرية التطور
ترجمة: طاهر قوجة
تدقيق: ميرڤت الضاهر