الأنشطة الجسدية قد تعوض بعض الأضرار القاتلة لشرب الكحول
بحث تعاوني دولي بقيادة جامعة سيدني، وجد أن ممارسة التمارين والأنشطة البدنية حتى بالمستويات الأدنى الموصى بها أسبوعيًا “أي ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني معتدل الشدة”، قد يعوّض بعض الأثار السلبية لشرب الكحول.
هذه الدراسة التي نشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي، هي الدراسة الأولى من نوعها التي وجدت أنه بالنسبة لمتناولي الكحول فإن ممارسة النشاط البدني والتمارين قد تقلل من مخاطر الموت نتيجة للسرطان أو نتيجة لأي سبب آخر.
لفت الباحثون الانتباه لردود من ثمانية مسوحات صحية تمثيلية أساسية نفذت على الصعيد الوطني في المملكة المتحدة بين عامي 1994و 2006، والتي بحثت في تأثير الأنشطة الجسدية واستهلاك الكحول على الصحة.
قال البروفيسور ايمانيويل ستاماتاكيس (Emmanuel Stamatakis) من مركز perkins)) وكلية العلوم الصحية في جامعة سيدني، وكبير محرري الدراسة:
«تشير أبحاثنا إلى أن النشاط البدني له فوائد صحية كبيرة حتى عند وجود سلوكيات غير صحية محتملة مثل شرب الكحول».
وأضاف: «بين الناس الذين لا يمارسون التمارين والأنشطة الجسدية، رأينا أن خطر السرطان وكل أسباب الموت الأخرى أعلى حتى عند وجود مستويات منخفضة نسبيًا من شرب الكحول.
لاحظنا أيضًا وجود علاقة استجابة للجرعة بين شرب الكحول ووفيات السرطان، حيث خطر الوفاة من السرطان يزداد بازدياد استهلاك الكحول، ولكن الأمر لم يكن كذلك لدى الأشخاص الذين يقومون بالأنشطة الجسدية والتمارين».
النتائج:
مقارنة مع أن لا تكون من شاربي الكحول أبدًا حتى بالمستويات الموصى بها من المملكة المتحدة، أي ما يعادل في أستراليا متوسطًا 2.4 وحدة قياسية للرجال يوميًا، و 1.6 يومياً للنساء، فكان ذلك مرتبطًا مع ازدياد خطر الموت من السرطان بنسبة 36%، فضلًا عن ارتباطه بخطر الموت من أي سبب أخر بنسبة 13%.
إلا أن هذا الخطر تمّ الحدّ منه بدرجة كبيرة بين أولئك الذين يمارسون الأنشطة الجسدية والتمارين بالحد الأدنى الموصى به، أي ما يعادل 150 دقيقة أسبوعيًا من النشاط الجسدي معتدل الشدة مثل المشي السريع، أو بالحد الأعلى الموصى به أي ما يعادل 300 دقيقة أسبوعية من النشاط الجسدي المعتدل الشدة.
عند الأشخاص الذين يمارسون الأنشطة الجسدية، فقد ارتبطت فقط المستويات المضرّة من شرب الكحول مع ازدياد خطر الوفاة من السرطان أو من أي سبب أخر للموت.
تأثير استهلاك الكحول على خطر الموت من السرطان “مشتركة بين الأشخاص الذين يقومون بالأنشطة الجسدية والتمارين والذين لا يقومون بها”:
* الأشخاص الذين يتناولون كميات معتدلة من الكحول كانوا أكثر عرضة للوفاة من السرطان بنسبة 38%.
* الأشخاص الذين يتناولون كميات خطرة من الكحول كانوا أكثر عرضة للوفاة من السرطان بنسبة 40%.
* الأشخاص الذين يتناولون كميات ضارة من الحول كانوا أكثر عرضة للوفاة من السرطان بنسبة 74%.
مستويات الشرب تمّ تحديدها على الشكل التالي:
* الأشخاص الذين لا يتناولون الكحول: وهم الناس الممتنعين عن الشرب مدى الحياة.
* متناولي الكحول السابقين: تناولوا الكحول سابقًا لكنهم امتنعوا لسبب من الأسباب.
* متناولي الكحول المعتدلين: ما يصل إلى 17 وحدة قياسية أسترالية أسبوعياً للرجال، و11 للمرأة.
* متناولي الكحول بكميات خطرة: يشربون بين 17-39وحدة قياسية أسترالية أسبوعيًا بالنسبة للرجال و 11-29 بالنسبة للمرأة.
* متناولي الكحول بكميات ضارة: أكثر من 39 وحدة قياسية أسترالية في الأسبوع بالنسبة للرجال وأكثر من 28 بالنسبة للمرأة.
ويقول البروفسور ستاماتاكيس: «لا نستطيع أن نشير إلى أن ممارسة بعض التمارين هي رخصة لتناول المزيد من الكحول، حيث أن التعاطي المفرط للكحول يسبب مشاكل صحية واجتماعية كبيرة، ولكن بالنظر إلى أن الكثير من الناس يتناولون الكحول؛ فدراستنا تقدم سببًا مقنعًا آخر لتشجيع الناس وتمكينهم من القيام بالأنشطة البدنية، والطلب من صانعي السياسات الاستثمار في بيئات صديقة للنشاط الجسدي».
تفاصيل الدراسة:
* تضمنت هذه المسوح أسئلة حول مستويات تناول الكحول، ومستويات الأنشطة الجسدية بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا.
* تضمن النشاط الجسدي المشي وركوب الدراجات لأي سبب، وممارسة تمارين البنية العضلية أو الرياضة التي أجريت في الأسابيع الأربعة السابقة.
* كمية الكحول الكلية المتناولة أسبوعيًا تم حسابها عن طريق إضافة وحدات كل نوع من الشراب وضربها بعدد مرات استهلاك هذا النوع، (وحدة قياسية في المملكة المتحدة = 0.8 وحدة قياسية في أستراليا).
* 14.6% أي 5307 شخصًا ممن شملهم الاستطلاع كانوا من الممتنعين عن الشرب أو من متناولي الكحول السابقين، بينما كان 4845 شخصًا أي ما نسبته 13.3% يتجاوزون الحد الأعلى الأسبوعي المسموح به من شرب الكحول، أولئك الذين قالوا أنهم كانوا قد شربوا خلال الأسبوع السابق بمعدل يزيد قليلًا عن 6 وحدات قياسية (4.8 وحدة مشروبات قياسية أسترالية).
تتبع هذه النتائج دراسة جديدة وجدت أن الكحول من الممكن أن تسبب سرطان البلعوم والحنجرة والمريء والكبد والقولون والمستقيم والثدي، هذه السرطانات التي تسببها الكحول تشكل 5.8% من مجموع وفيات السرطان في مجمل أنحاء العالم.
إعداد: أنس حاج حسن
تدقيق: دانه أبو فرحة
المصدر