اكتُشف نشاط نجمي غريب لم يشهد علماء الفلك مثله من قبل بعد مشاهدات جديدة لنجم غامض وليس مألوفًا يبعد مسافة 15000 سنة ضوئية تقريبًا من الأرض. يحمل النجم محل البحث اسم Swift J1818.0–1607، واكتُشف العام الماضي فقط. ويُصنف على أنه نجم مغناطيسي، وهي سلالة نادرة من النجوم المغناطيسية التي تتكون حين تفشل العمالقة الضخمة في التحول إلى مستعر أعظم، لتتحول إلى أنوية فائقة الكثافة.
على عكس غالبية النجوم النيوترونية، تُعرف النجوم المغناطيسية بتكوينها لمجال مغناطيسي فائق القوة. اكتُشف فقط 30 من تلك الأجرام الغريبة في مجرتنا، وحتى مع غرابة نوعها، يختلف Swift J1818.0–160 عن أقرانه.
من بين النجوم المغناطيسية المُكتشفة، رُصد عدد قليل جدًا منها يبث موجات الراديو المماثلة لتلك الصادرة من النجوم النابضة، وهو نوع آخر من النجوم النيوترونية، ولكنها أكثر انتشارًا من النجوم المغناطيسية ومع ذلك تتميز بإشعاعها للنبضات الإشعاعية من أقطابها المغناطيسية.
من ضمن النوع المميز للنجوم المغناطيسية المصدرة للموجات الإشعاعية، لم يُرصد من قبل أي نجم ينبض بنفس طريقة النجم Swift J1818.0–1607، لذلك اعتقد البعض في المجتمع الفلكي أن هذا النجم ربما يمثل حلقة مفقودة بين النجوم المغناطيسية والنجوم النابضة.
الآن، وبعد مجموعة من الأرصاد من مركز التميز لاكتشاف الموجات التثاقلية (OzGrav) تأكدت لنا غرابة النجم Swift J1818.0–1607.
رُصد النجم ثماني مرات خلال فترة امتدت خمسة أشهر من العام 2020 باستخدام مرصد باركس التابع لهيئة البحوث الأسترالية.
وجد الباحثون أن نبضات الموجات الإشعاعية للنجم المغناطيسي تتغير بوضوح، إذ تشابه نبضات النجم النابض في شهر مايو، ثم تتغير إلى صورة من وميض يلمع ويعتم في يونيو، ثم تتحول إلى مزيج من النبضات المشابهة للنجوم النابضة والنجوم المغناطيسية في يوليو.
تظهر الدراسة الجديدة للباحثين وجود ما يشبه أزمة هوية لدى النجم «أظهر النجم تطورًا زمنيًا عبر تلك الفترة».
ولكن لا تجعل الكلمات تخدعك وتظن أن هذا الاكتشاف لم يكن خارجًا عن المألوف.
يشرح كبير مسؤولي الدراسة ماركوس لوار من جامعة سوينبرن وهيئة البحوث الأسترالية: «لم يُرَ من قبل سلوك غريب في أي من النجوم المغناطيسية المصدرة للموجات الإشعاعية. يبدو أنها كانت ظاهرة عاشت لفترة قصيرة إذ أنها تحولت تجاه الحالة المشابهة للنجم المغناطيسي كاملًا».
بينما تتتابع الإشعاعات المتناقضة الصادرة من النجم Swift J1818.0–1607، لم تُفسر كاملًا بعد، واقترح العلماء أن تلك التقلبات قد تمثل حالة من التطور النجمي لم نفهمها بعد كاملًا.
يُعتقد أن هذا النجم المغناطيسي فريد من نوعه (حتى الآن)، ولكن في الواقع النجوم المغناطيسية، تحديدًا تلك المصدرة للموجات الإشعاعية، لم تُدرس كفايةً حتى الآن.
صرح لوار إلى صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد: «يطرح هذا الأمر عددًا من الأسئلة. ربما تطور هذا النجم المغناطيسي من نجم نابض بمرور الزمن.. أو ربما نحن لم نرصد نجومًا مغناطيسية أخرى في مجرة درب التبانة، لأنها تبعد بمسافات كبيرة عنا، لدرجة أن موجات الراديو ذات التردد المنخفض تتشتت بدرجة كبيرة ما يصعّب اكتشافها».
أي ربما يكون هذا السلوك الذي يبدو غريبًا بالنسبة لنا مألوفًا في الواقع أكثر مما نعتقد نحن، ففهمنا للنجوم المغناطيسية ما يزال محدودًا، ونحن نكتشف المزيد مع مرور الوقت.
تقترح الأرصاد الجديدة للنجم Swift J1818.0–1607 أن المحور المغناطيسي للنجم لا يحاذي محوره الدوراني، بل يميل تجاه النصف الجنوبي من النجم. على فرض ذلك، فإن هذا النجم هو الأول من نوعه من بين النجوم المغناطيسية التي غالبًا ما يحاذي مجالها المغناطيسي محورها الدوراني.
قد يفسر ذلك بعض الاختلافات في النمط المرصود للموجات الإشعاعية، وربما يعكس نبضات إشعاعية تصدر على ارتفاعات مختلفة بالقرب من سطح النجم النيوتروني.
لا تتفق البيانات من أحد الأرصاد السابقة مع تلك الأحداث، لكن العلماء لديهم فرضية بخصوص تلك البيانات المرصودة في الأول من أغسطس 2020 باسم MJD 59062.
صرح لوار: «يقترح أفضل نموذج هندسي لتلك البيانات أن حزمة الموجات الإشعاعية انقلبت إلى قطب مغناطيسي مختلف تمامًا في النصف الشمالي من النجم المغناطيسي».
يعتقد العلماء أن المراقبة الدائمة للنجم Swift J1818.0–1607 سوف تساعد على معرفة ما يحدث بدقة.
وأردف لوار: «نحن نفحص بياناتنا بدقة محاولين تحديد أي من تلك الانقلابات أثناء حدوثها، لأننا لو تمكننا من ذلك، قد نتمكن من رسم خارطة للمجال المغناطيسي بين الأقطاب المغناطيسية».
«معرفة الأبعاد الهندسية الصحيحة للنجوم المغناطيسية من الأمور الهامة في نظرية النجم النيوتروني والقدرة على التنبؤ بكيفية تطوره مع الزمن».
نُشرت النتائج في مجلة الإشعارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية.
اقرأ أيضًا:
نجم استطاع النجاة من التهام ثقب أسود عملاق!
ترجمة: شريف فضل
تدقيق: محمد أبو دف